كأس العالم 2022| «باجيو مات واقفًا».. نهاية تراجيدية لمسيرة من قاد إيطاليا لنهائي مونديال 1994

لقد كتبوا على أسوار مدنهم والفاتيكان 'سيغفر الرب للجميع إلا روبرتو باجيو'.. في هذه العباراة القاسية كانت مأساة نجم الكرة الإيطالية في ذلك التوقيت، بعدما تحولت مسيرته الأسطورية في مونديال 1994 إلى نهاية درامية مأساوية، قبل 28 عامًا من الآن، لتكون واحدة من قصص المونديال التي لا تُنسى نستحضرها ونحن على أعتاب النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم 2022 بقطر.

وسيبدأ المونديال يوم 20 نوفمبر الجاري وينتهي في 18 ديسمبر المقبل، ليحوي بين أيامه قصصًا جديدة تضاف إلى رصيد الروايات والأحداث التي لا تُنسى عبر تاريخ البطولة الأعظم على وجه الأرض.

علمتنا الحياة أنه لا أحد يموت واقفًا، لكن هناك شخص مات واقفًا في يوم 17 يوليو 1994 في أرضية ملعب روز بول بمدينة كاليفورنيا، رغم أنه لا يزال على قيد الحياة إلى يومنا هذا.

ركلة جزاء باجيو الشهيرة

دخل روبرتو باجيو لينفذ ركلة الجزاء الأخيرة لمنتخب إيطاليا في نهائي مونديال 1994، والصمت يعم أرجاء المكان، وبأقدام بادجو إبقاء آمال الطليان في التتويج بلقب المونديال، فلا مفر وقتها من تسديد تلك الضربة بنجاح للإبقاء على آخر الأحلام نحو استعادة أمجد الألقاب وأغلى الكؤوس.

لكن باجيو أطاح بالكرة خارج المرمى وأعلى العارضة بكثير ليطيح معها أحلام الإيطاليين، الذين ناموا حينها ليلة حزينة لفقدان اللقب العالمي.

وقتها تسمر بادجو مكانه ولم يحرك ساكنًا، فلا شيء أسوأ من تلك اللحظة، التي يمر بها الإنسان، وحولة البرازيليون يطيرون من الفرحة بتتويج غاب لنحو 24 عامًا عن بلاد السامبا.

باجيو ضحية الخسارة المريرة

خسارة لقب المونديال تحملها باجيو، فكان هو الضحية الأبرز، ليتناسى الجميع ما فعله لإيطاليا خلال تلك النسخة المونديالية، بل إن تسديده لركلة الترجيح هذه في المرمى لم يكن ليكفي لمعادة النتيجة، فكان أمام البرازيليين بعدها فرصة حسم لقب المونديال في آخر ركلة ترجيح لهم.

وقبل بادجو أهدر فرانكو باريزي ودانييلي مسارو من منتخب إيطاليا، مقابل ركلة وحيدة مهدرة من البرازيل، قبل أن يسدد بادجو ركلة الترجيح الخامسة والأخيرة.

فحتى لو سجل حينها بادجو وسجلت البرازيل آخر ركلاتها لفازت أيضًا بأول مونديال يُحسم في التاريخ بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.

مسيرة رائعة لباجيو في مونديال 1994

وما فعله باجيو مع إيطاليا على مدار الأدوار الإقصائية لا يُمكن أن يُنسى، فهو الذي حرم نيجيريا، بجيلها الذهبي، من المرور إلى الدور ربع النهائي، ليعيد الطليان إلى البطولة في الدقيقة 89 بإدراكه هدف التعادل بعدما كانت نيجيريا متقدمة بهدف نظيف.

وفي الشوط الإضافي الأول أحرز باجيو هدف الانتصار في الدقيقة 102 من علامة الجزاء، لتتأهل إيطاليا إلى الدور ربع النهائي.

وفي الدور ربع النهائي، أحرز باجيو هدف انتصار إيطاليا القاتل على حساب إسبانيا في الدقيقة 88، لتفوز وقتها إيطاليا بهدفين مقابل هدف.

وفي الدور نصف النهائي، أمام بلغاريا، لعب باجيو دور البطولة مجددًا، بعدما أحرز هدفي انتصار إيطاليا على البلغاريين، في المباراة التي انتهت بهدفين لهدف للأزوري.

كل هذا مُحي في لحظة حينما سدد باجيو ركلة الترجيح الأخيرة في النهائي خارج إطار المرمى، بعدما سجل 5 أهداف كاملة من أصل 8 سجلتها إيطاليا في مونديال 1994، جميعها كان في الأدوار الإقصائية ولحظات الحسم الأهم.

كأس العالم 2022| «أمي سيقتلون أندريس».. قصة هدف في مونديال 1994 أودى بحياة صاحبه «سكوبار»

كأس العالم 2022| أرقام مونديالية.. إسبانيا البطل صاحب أضعف معدل تهديفي في تاريخ البطولة