كأس العالم 2022| «أمي سيقتلون أندريس».. قصة هدف في مونديال 1994 أودى بحياة صاحبه «سكوبار»

'أمي سيقتلون أندريس؟!'.. هكذا خفق قلب شقيق أندريس سكوبار الصغير، صاحب التسع سنوات، وهو يشاهد شقيقه يسجل بالخطأ ضد مرماه في كأس العالم هلعًا وخوفًا مما يمكن أن يحدث، بيد أن الأم طمأنت نجلها بأن ذلك لا يمكن أن يحدث، لكن نبوءة الأخ كانت أوقع من تطمين

قصة حياة إسكوبار تحولت إلى عمل تلفزيوني وثائقي بعنوان The Two Escobars أنتجته شركة إي إس بي إن الرياضية.

ثلاثون حلقة أخرجهما الشقيقين جيف وميشيل زامباليست، حيث ناقشت العلاقة بين كرة القدم والجريمة، المسلسل بوجه خاص ركّز عن جريمة تجارة المخدرات التي تقوم بها منظمة ميدلين كارتل بشكل علني، منظمة يملكها بارون مشهور للمخدرات اسمه للمصادفة بابلو إسكوبار.

ات الأم، فكانت تلك مأساة كأس العالم عام 1994 نستحضرها ونحن على أعتاب كأس العالم 2022 بقطر.

وبعد أيام قليلة سيعيش العالم على وقع التظاهرة الكروية الأعظم في تاريخ كرة القدم، ويتفاعلون مع تفاصيلها ولحظات المتعة بها، حينما ينطلق كأس العالم يوم الأحد المقبل 20 نوفمبر، على أمل ألا يتكرر ما حدث للكولومبي أندريس سكوبار قبل 28 عامًا بسبب مونديال 1994.

بداية المأساة.. مسيرة رائعة لكولومبيا في التصفيات

ونسرد تفاصيل مأساة ما حدث، ولكن قبلها كان لزامًا أن نستحضر تفاصيل تصفيات كأس العالم 1994، والتي قدمت من خلالها كولومبيا أداءً مذهلًا، يكفي الإشارة إلى أنها اكتسحت الأرجنتين في بوينس أيرس بخماسية نظيفة، وترشحت للمونديال من الباب الكبير، وسط توقعات بأن يمضي هذا المنتخب بعيدًا في كأس العالم.

وهنا نشطت مكاتب المراهنات في كولومبيا، ودفع الأمر كبار رجال 'المافيا' في كولومبيا على دفع أموال طائلة في المراهنة على فوز كولومبيا بكأس العالم، وهنا بدأت المأساة.

كولومبيا أوقغعتها القرعة في المجموعة الأولى رفقة منتخب الولايات المتحدة 'البلد المنظم' ورومانيا وسويسرا، وذهبت غالبية التوقعات والترشيحات إلى أن تتأهل كولومبيا في صدارة هذه المجموعة.

اليوم المأساوي في حياة سكوبار

لكن البداية كانت صادمة بعدما خسر المنتخب الكولومبي بشكل مفاجئ أمام رومانيا بهدف مقابل ثلاثة أهداف، لتصبح ثاني مبارياته أمام المنتخب الأمريكي بمثابة 'حياة أو موت' للحفاظ على آمال التأهل.

'حياة أو موت' كانت تعبيرًا مجازيًا لوصف هذه المباراة في كولومبيا، لكنها لم تكن هذا فقط بل كانت تعبيرًا حقيقيًا لأن أحدهم في أرض الملعب سيدفع حياته ثمن هذه المباراة.

الأمر هنا يتعلق بالمدافع أندريس سكوبار، الذي توقفت عقارب الساعة عنده عند الدقيقة 34 من زمن تلك المباراة، يوم 23 يونيو 1994، حينما حوّل كرة عرضية من المنتخب الأمريكي بالخطأ ضد مرماه، ليفتتح منتخب العم سام نتيجة اللقاء.

شقيق سكوبار الصغير يتنبأ بقتله

هنا كان شقيقه الصغير يتابع المباراة، فصاح فزعًا وهو يقول: 'أمي سيقتلون أندريس؟!'.

أجابته أمه قائلةً: 'لا يا صغيري.. الناس لا يُقتلون بسبب الأخطاء، الجميع في كولومبيا يُحب أندريس'.

كانت الأم تظن هكذا أم كانت تحاول حينها أن تخفي ما بداخلها وتطمئن طفلها الصغير، وهي بداخلها ضربات قبلها بدأت تدق، لا أحد يعلم ما كان يدور في ذهنها حينها، لكنها بين غمضة عين استيقظت على مأساة فقدان نجلها بسبب ذلك الهدف.

ونعود لأحداث المباراة ففي الشوط الثاني، ضاعف المنتخب الأمريكي النتيجة في الدقيقة 52 عن طريق إريني ستوارت، ولم يفلح هدف أدلفو فالنسيا المتأخر في تجنيب كولومبيا الخساراة أو مرارة الخروج المبكر، التي فُتحت الأبواب على مصراعيها للوداع الحزين، مع تضاؤل الحظوظ قبل المواجهة الأخيرة أمام سويسرا.

وبالفعل ودعت كولومبيا البطولة من الدور الأول رغم الفوز على سويسرا بهدفين نظيفين، بعد أن تذيلت ترتيب المجموعة، ولم تلحق حتى بركب المتأهلين كأفضل أربع ثوالث.

مقتل سكوبار

ومن هنا بدأت قصة المأساة الحقيقة، حينما عاد سكوبار إلى بلاده كولومبيا. وفي 1 يوليو بعد أيام قليلة على إقصاء المنتخب الكولومبي.

ذهب أندريس سكوبار إلى ملهى ليلي للتنزه رفقة أصدقائه، مساء ذلك اليوم، وحينما انفصل عنه أصدقاؤه، وهو في مأرب سيارات الملهى الليلي ظهر ثلاثة أشخاص في تمام الساعة الثالثة من فجر اليوم الموالي، وأسدوا إليه 6 طلقات نارية أردت سكوبار قتيلًا، لتظل هذه هي المأساة الأكبر في تاريخ كأس العالم، والجانب المظلم من كرة القدم.

جنازة سكوبار

وبعد وفاته، شيع الشعب الكولومبي سكوبار بحشود كبيرة، وحضر جنازته 120 ألف شخص على رأسهم الرئيس الكولومبي آنذاك سيزار جافاريا.

نتيجة ذلك، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' إلغاء منطق احتساب 'الهدف ضد المرمى'، واحتسابه باسم آخر لاعب لمس الكرة من الفريق مسجل الهدف، لكن سرعان ما أعاد 'الفيفا' العودة لنظام احتساب الأهداف الذاتية بأسماء من سجلها من لاعبي الفرق مستقبلة الهدف.

وتحولت الحادث المأساوي إلى فيلم تلفزيوني وثائقي بعنوان 'The Two Escobars'، حيث تناول الفيلم التركيز على جريمة تجارة المخدرات التي عانت منها كولومبيا إلى جانب ما حدث لأندريس سكوبار نتيجة مراهانات تجار المافيا والمخدرات، التي خسروها مع خروج المنتخب الكولومبي المبكر من النهائيات.

وسُمي المسلسل بهذا الاسم لأنه خلط بين زعيم المافيا الشهير بابلو سكوبار واللاعب أندريس سكوبار، باعتبار أن الاثنين يحملان نفس اسم العائلة.

كأس العالم 2022| أرقام مونديالية.. إسبانيا البطل صاحب أضعف معدل تهديفي في تاريخ البطولة

كأس العالم 2022| غرائب وطرائف.. الهند انسحبت من المونديال لرفض طلب اللعب «حفاة الأقدام»