كأس العالم 2022| «معركة سانتياجو».. قصة أقبح مباراة في تاريخ المونديال

بدأ العد التنازلي لانطلاق كأس العالم 2022 بقطر، ودخل العالم شهر نوفمبر، الذي فيه سيكون انطلاقة النسخة الثانية والعشرين من المونديال.

وفي تاريخ 21 نسخة سابقة من المونديال العديد من القصص والروايات، التي لا تُنسى منها ما هو مؤشر بحروف من ذهب، ومنها ما هو موضوع في خانة 'القبح'.

ومن بينها ما حدث في مونديال 1962 في تشيلي، في مباراة البلد المنظم ضد إيطاليا، في مباراة أخذت طابًا بأنها 'الأسوأ في تاريخ المونديال'.

هجوم الإعلام الإيطالي على تشيلي يشعل الأجواء

وفي دور المجموعات، التقى منتخب تشيلي 'المستضيف' مع نظيره الإيطالي لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات.

الأجواء اشتعلت قبل إجراء هذه المباراة، بسبب الصحافة الإيطالية، التي شنت هجومًا حادًا على تشيلي، وانتقدت منحها حق استضافة المونديال.

كما قام الصحفيان الإيطاليان أنطونيو شيريللى وكورادو بيزينيللى، بكتابة عن فشل تشيلي في استضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم 1962، وأن تشيلي لا تستحق تنظيم البطولة بسبب 'فقرها وجهلها وجشع تجارها وتخلف شعبها'، حسب وصفه.

ذلك الأمر أثار حفيظة جماهير تشيلي، خاصة أن سبب هذا الاستعداد غير الكامل يرجع إلى زلزال فالديفيا 1960، والذي يعتبر واحدًا من أقوى الزلازل في تاريخ البشرية.

تلك الأجواء التي سبقت اللقاء أشعلته بين المنتخبين، ليلتقي الفريقان في 2 يونيو في ملعب العاصمة سانتياجو، مخلفين واحدة من أقبح المباريات في تاريخ كأس العالم، والتي وُصفت بأنها مباراة 'سيئة السمعة'.

المباراة الأسوأ في تاريخ المونديال

ما جرى فوق أرضية الميدان كان خارج التوقعات، في المباراة التي أدارها الحكم الإنجليزي كين أستون، الذي يرجع إليه الفضل في اختراع البطاقات الصفراء والحمراء للتعبير عن الإنذار والطرد.

بدأت المباراة في أجواء مشحونة، ولم تكن تمضي سوى 12 دقيقة حتى تعرض اللاعب الإيطالي جورجو فيريني للطرد بعد ارتكابه خطأ على اللاعب التشيلي هورينو اندا.

ورغم طرده إلا أن اللاعب الإيطالي رفض مغادرة الملعب، لدرجة وصلت أن رجال الشرطة دخلوا أرضية الملعب وقاموا بإجبار اللاعب على الخروج من الملعب بقوة.

بعد ذلك تغاضى الحكم الإنجليزي عن طرد لاعب منتخب تشيلي ليونيل سانشيز، بعدما وجه لكمة لللاعب الإيطالي ماريو ديفيد، ما دفع اللاعب الإيطالي ماريو ديفيد لركل ليونيل سانشيز على رأسه، ليتم طرده، وليلعب المنتخب الإيطالي بتسعة لاعبين.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فأثناء اللقاء تعرض اللاعب الإيطالي اومبرتو ماستشيو للكمة قوية من ليونيل سانشيز أدت إلى كسر أنفه، ومع ذلك لم يقم الحكم بطرد سانشيز للمرة الثانية.

بعد ذلك، سادت فوضى عارمة في أرضية الميدان، وتشاجر لاعبو المنتخبين ووصلت إلى الدرجة البصق فيما بينهم، ما دفع الشرطة للتدخل لأكثر من ثلاث مرات للفض بين اللاعبين المشتبكين.

وانتهت المباراة بانتصار منتخب تشيلي بهدفين مقابل لا شيء، ليصعد المنتخب المضيف إلى الدور ربع النهائي، فيما غادر المنتخب الإيطالي المونديال من الدور الأول في تلك النسخة.

وبعد هذه المباراة، وصف المعلق البريطاني الشهير ديفيد كولمان المباراة على أنها 'الأغبى والأسوأ في تاريخ كرة كأس العالم، إن لم يكن في تاريخ كرة القدم'.