لغز "برميل الموت" في بولاق الدكرور.. حكاية أم قتلت ابنتها وأخفت جثتها داخل شقة مهجورة

لم يتخيل أحد من سكان شارع ضيق في بولاق الدكرور أن الرائحة الغريبة التي ملأت المكان ستقود لكشف واحدة من أبشع الجرائم. كان البلاغ بسيطًا: «ريحة وحشة طالعة من شقة مهجورة». لكن حين وصلت المباحث وفتحت الباب، كانت المفاجأة الصادمة داخل برميل بلاستيكي مغلق بإحكام — جثة فتاة متحللة.

تحركت أجهزة الأمن بسرعة غير مسبوقة. اللواء علاء فتحي، مدير مباحث الجيزة، شكّل فريق بحث بقيادة العميد عمرو حجازي والمقدم هاني الحسيني، لكشف هوية الفتاة والجاني. ساعات قليلة كانت كافية ليتوصلوا إلى الحقيقة المروعة: الأم هي القاتلة.

اعترفت السيدة في التحقيقات بعد أن انهارت بالبكاء: «هي بنتي.. بس جابتلي العار». قالت إنها فقدت أعصابها بعد خلافات متكررة مع ابنتها، فقررت التخلص منها، ثم نقلت الجثة إلى شقة مهجورة وأخفتها داخل البرميل، ظنًا أن لا أحد سيكتشف ما فعلته.

لكن رائحة الجريمة فضحتها.

القضية التي بدأت ببلاغ بسيط عن «رائحة كريهة» انتهت بجريمة قتل مأساوية، ضحيتها فتاة في مقتبل العمر، وجانيتها أم فقدت إنسانيتها قبل أن تفقد ابنتها.

النيابة العامة قررت حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، والتحقيقات لا تزال جارية لكشف تفاصيل ما قبل الجريمة وكيف تحولت مشادة بين أم وابنتها إلى مأساة داخل «برميل الموت».