لماذا سافر الزعيم عادل إمام إلى سوهاج؟.. محمود موسي يروي أسرار الرحلة

لم يكن الزعيم عادل إمام مجرد نجم جماهيري يسعى ليُضحك جمهوره، بل كان ولا يزال صوتًا صادقًا ينطق بقضايا مجتمعه، وضميرًا فنيًا يعبّر عن هموم الناس بعيدًا عن أضواء الكاميرات.
سجّل الزعيم عادل إمام في أكتوبر عام 2002، موقفًا إنسانيًا وطنيًا نادرًا عندما بادر بزيارة محافظة سوهاج، عقب واحدة من أبشع جرائم الثأر التي هزّت الرأي العام، ليُطلق صرخة احتجاج ضد هذه الظواهر المؤلمة، وتظهر جانب آخر من شخصية عادل إمام: الفنان المواطن، الذي يرى أن للفن دورًا في مواجهة التطرف والعنف ومساندة المجتمع في محنه.
ومع احتفال الزعيم عادل إمام بعيد ميلاده الـ 85، كشف الكاتب الصحفي محمود موسى بجريدة الأهرام، عن أسرار رحلة الزعيم عادل إمام، إلى محافظة سوهاج، قائلاً: 'كنت طرفا اساسياً في إتمام هذه الزيارة الانسانية، للنجم الأسطوري الزعيم عادل إمام دور اجتماعي شديد الأهمية ،فهو اختص صعيد مصر بأهم الجولات المسرحية داخل مصر الاولى عام 1988 كانت في أسيوط والثانية عام 2002 في سوهاج ومن حسن حظي وكرم الله الدائم اني كنت طرفا أصيلا في إتمامها و حدوثها بفضل الله'.
وأضاف محمود موسى، قائلاً: 'اليوم احكي بعض من كواليس رحلة سوهاج لعلها تكون توثيق للأجيال، كنت أجري مع الزعيم عادل إمام حوارا لـ الأهرام يوم 24 أغسطس عام 2002 نشر في الأهرام يوم 4 سبتمبر 2002 ووقتها كانت جريمة ثأر كبيرة حدثت في سوهاج ووسط الحوار طلب مني ان انقل رغبته في زيارة سوهاج وإطلاق صرخة لمواجهة مثل هذه الحوادث المدمرة للمجتمع وبالفعل نشر الحوار وبعدها وجدت اتصالات من كبار المسؤولين في الدولة ووزارة الداخلية للتأكد من هذا التصريح ونقلت لهم رغبته الحقيقية في زيارة سوهاج لأن الزعيم عادل إمام إذا قال فعل فهو لا يطلق شعارات بل صاحب مواقف راسخة وصادقة وبالفعل قام الزعيم في أكتوبر 2002 بزيارة سوهاج'.
وأوضح محمود موسى أن الزعيم قال له يومها: 'زيارتي لمحافظة سوهاج جاءت بعد حادث الثأر الأليم الذي وقع في قرية بيت علام. والحقيقة أنني تألمت كثيراً لهذه الجريمة التي راح ضحيتها 22 كبيرا من الضحايا، ويومها قررت أن أعبر عن احتجاجي ورفضي لما حدث معلناً عن رغبتي في عرض مسرحية 'بودي جارد' هناك والتبرع بدخلها لمصلحة مشاريع خيرية في المحافظة'.
وأضاف الزعيم في حواره مع الصحفي محمود موسى قائلاً :'اعتقد أن زيارة سوهاج لا تقل أهمية عن الزيارة التي قمت بها قبل عام 1988 لمحافظة أسيوط لمناهضة الارهاب والتطرف بعدما قامت الجماعات الارهابية بضرب فرقة فنية، يومها ذهبت لأقول إن الفن حلال وانني سأساند الفنانين'.
وفي الختام أشار محمود موسى إلى أن الزعيم أكد له يومها أن الزيارة بمثابة صرخة احتجاج ضد حوادث الثأر، حيث قال الزعيم: 'زيارتي لسوهاج كان الهدف تقديم صرخة اعتراض واحتجاج ضد حوادث الثأر، فهذه الأمور الإنسانية تؤثر فيَّ وتصيبني بالحزن، فأنا لست مجرد فنان يسعد جمهوره فقط وإنما أعيش مشكلات وطني وقضاياه وهمومه، فأنا مشغول بجد بكل ما يتعلق بالوطن في الداخل والخارج وهذا تلمسه في أعمالي'.