محمد أبو العينين: السيسى نجح فى تغيير صورة مصر أمام العالم ..ومعدلات النمو الاقتصادى فى تزايد
أجرت مجلة «المجلة» حوارا مطولا مع رجل الصناعة محمد أبو العينين، تحدث فيه عن مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والاوضاع الحالية فى مصر والمنطقة العربية.
واكد ابو العينين إن الاستثمار العالمي يتجه للقارة الأفريقية، لكنه أكد كذلك أن الفوضى التي شهدتها دول في منطقة الشرق الأوسط تسببت في عرقلة خطط التنمية، مشيرا إلى أن بعض الدول تتستر على الإرهابيين، بما فيها الشخصيات والكيانات المصنفة في لائحة الإرهاب الصادرة عن الدول العربية الأربع، السعودية ومصر والإمارات والبحرين
وأوضح محمد أبو العينين انه بعد أربع سنوات من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، تغيرت أمام المجتمع الدولي، بسبب الزيارات الخارجية والمتكررة التي قام بها رئيس الدولة إلى معظم دول العالم.
وأوضح أن الفوضى وطبيعة الأوضاع التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط خاصة في بعض الدول كليبيا، والعراق، وسوريا، أثرت على التجارة والصناعة بشكل كبير، مؤكدا أن مفهوم الديمقراطية في المنطقة جرى استخدامه خلال الفترة الأخيرة في غير موضعه لتحقيق أغراض أخرى تخدم أهدافا إرهابية.
واشارت المجلة إلى فوز محمد أبو العينين بجائزة أفضل صانع في أفريقيا، أخيرا. مؤكدة انه اوضح إن القارة الأفريقية سوق واعدة لما تتميز به من ثروات طبيعية، وأن الصناعة المصرية تعد من أهم قاطرات التنمية لأنها القيمة المضافة الحقيقية التي لم تتأثر بأي أحداث، بخلاف باقي القطاعات كالسياحة.
وأشار إلى أن قرار تعويم الجنيه الذي اتخذته السلطات المصرية قبل عام، أثر بالسلب على بعض المشروعات، لكن الحكومة كان عليها أن تتخذ هذه الخطوة، والمضي قدما في برنامج الإصلاح الاقتصادي، حتى يتسنى لها توصيل الدعم لمستحقيه، مؤكدا أن كل هذه الإجراءات الاقتصادية علمت المواطنين المصريين ثقافة «ترشيد الاستهلاك».
واضاف ابو العينين أن قوى الشر قامت بأمور كثيرة ضد مصر، وروجت شائعات وسلبيات غير موجودة ببلادنا، والتغلب على هذا الأمر يكون بالعمل على زيادة فرص الاستثمار، والواقع يعبر عن هذا… فمعدلات النمو في تزايد مستمر، وهناك مصداقية لدى الدولة بالعمل، وطمأنة المستثمرين، قائلا: «أحب أن أؤكد أن الدولة لن تستطيع أن تقوم بكل شيء بمفردها، فيجب مشاركة القطاع الخاص في كل شيء،».
وأوضح أبو العينين أن مصر لديها العديد من التشريعات المشجعة للمستثمر الأجنبي، فالقوانين والتشريعات الجديدة خاصة قانون الاستثمار كلها ساوت بين المستثمر المصري والمستثمر الأجنبي، وهو أمر موجود في دول قليلة، وكانت هناك أمور مقلقة بالنسبة لأي مستثمر، أبرزها ما يسمى الخروج الآمن من السوق. وتم حل كل تلك المشكلات منذ سنة مضت. فقانون الاستثمار نظم كل تلك الأمور. والدليل على هذا زيادة شركات التمويل العقاري ومشاركة البنوك لبعض الشركات في هذا الأمر.
وأضاف أن المشروعات والتشريعات الأخيرة التي تقوم بها مصر، تشجع المستثمرين الأجانب، وتعمل على جذب الاستثمارات الخارجية، مؤكدا أن خطط التنمية تأثرت بشكل كامل بحالة الفوضى التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط، من صناعة وتجارة. وضاع تعمير سنين. فما حدث جرى بسبب تغير مفهوم الديمقراطية في المنطقة. لقد جرى استخدام تلك الكلمة خلال الفترة الأخيرة في غير موضعها، لتحقيق أغراض أخرى، أبرزها تحقيق أهداف إرهابية تحت اسم الديمقراطية. والدليل على هذا تطور الإرهاب خلال السنوات الأخيرة. وتبني بعض الدول له، وللجماعات الإرهابية. وتبني بعض الدول لهذا الإرهاب يرجع لتحقيق مصالح شخصية لها، ولو على حساب تدمير دول أخرى. فتنظيم داعش دمر العراق بشكل مرعب، ودمر قاطرة التنمية هناك. وكان كله تحت اسم الديمقراطية. فالإرهاب ينتزع الدول بشكل خاطف.
وأكد ابو العينين أن النظام الاقتصادى الموجود فى مصر الآن يمثل نظام اقتصاد السوق الحر. ولا يوجد ما يسمى الاقتصاد الاشتراكي، لأنه انقرض في أغلب دول العالم، بجانب أن الدستور المصري أقر نظام اقتصاد السوق الحر، لكن ما أحب أن أؤكد عليه هو أن هناك متربصين بمصر يقومون بترويج معلومات خاطئة ولا يُرد عليهم بالطريقة المطلوبة. فهناك حملات منظمة، ومدفوعة، يروجها أهل الشر تزعم أن مصر بلد غير آمن للاستثمار، وللأسف لا يرد عليهم كما يجب، فعلى سبيل المثال عندما تدعو أحد المستثمرين للمجيء إلى مصر للاستثمار فيها، يرد بالقول: هل مصر آمنة؟ وهذا بسبب الحملات الكاذبة والمغرضة التي تحاول النيل من مصر.
وعن أسباب اقتحامه لسوق عمل الإعلام، قال أبوالعينين: أي شخص حريص على البلاد سيفعل هذا. والذي دفعني هو محاولة خلق فكر جديد ووضع رؤى مستقبلية. وأهمية هذا الأمر تكمن في خلق خطط مستقبلية للدولة، وتعريف الناس بأهمية العمل والمرحلة وتوعيتهم بالمخاطر التي تحاك ضد الدولة المصرية. وبعد عام 2011 تحديت كل التهديدات. ولم أترك البلد. ولم أتخل عن مسؤولياتي أبدأ في تلك المرحلة العصيبة، رغم التنكيل بي في عدة قضايا، كان أبرزها ما يسمى «موقعة الجمل». وأحب أن أذكر تحديدا في تلك القضية أن قاضي التحقيق لم يجد ما يوجهه لي، وقام بإخلاء سبيلي بضمان محل إقامتي. وأذكر أيضا أن قيادات جماعة الإخوان كانوا يأتون في سياراتهم الخاصة بشهود زور في تلك القضية، ليشهدوا ضدي وضد رجال أعمال آخرين، زورا، بمقابل مائتي جنيه للشهادة.
وعبر أبو العينين عن سعادته بحصوله على جائزة أفضل صانع فى افريقيا، مؤكدا أن القارة السمراء من أهم القارات في العالم. والجميع ينظر إليها ويتوجه لها بسبب الثروات الطبيعية التي تتميز بها. فنظرة رجال الأعمال بالنسبة للقارة تغيرت تماما، نظرا لإدراك ما فيها من ثروات، من بترول وغاز ويورانيوم وألماظ وغيره. فالكل يتسابق ويتسارع للاستثمار هناك. وتوجد عدة اتفاقيات مع أفريقيا يمكن أن تنجح في خلق نهضة اقتصادية كبيرة. فهذه القارة تعد سوقا واعدة جدا، ويمكن للمنتج المصري أن يدخل هناك. وجاهدنا خلال العشرين عاما الماضية للوصول إلى أكبر شريحة في قارة أفريقيا، حتى استطعنا أن نكون على رأس المصنعين. فنحن خضنا خلال العقدين الماضيين معركة كبيرة من أجل تحقيق تنمية صناعية في أفريقيا خاصة ومختلف دول العالم بشكل عام.
واشار ابوالعينين إلى ان هناك شخصيات إرهابية تقوم دول العالم بإصدار بيانات بشأنها، وتصنفها كشخصيات إرهابية. وأعتقد أن دول الرباعي العربي، مصر والسعودية والبحرين والإمارات، تلتزم بهذه البيانات، وتعمل معا في تصنيف بعض الكيانات كمنظمات إرهابية، ولكن هناك قوى الشر، من بعض الدول، ترفض هذا الأمر، لأن بعض تلك الشخصيات أو الكيانات محسوبة عليها. وتقوم بالتستر على تحركات مثل هؤلاء المصنفين ضمن الشخصيات الإرهابية، مثل القيام بإصدار جوازات سفر بغير أسمائهم، حتى لا تتم ملاحقتهم. وفي هذا الصدد أنا أعذر الأمم المتحدة، لأن عليها ضغوطا غير عادية. وأتذكر أنني بعد ثورة 30 يونيو 2013 ذهبت ومجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي إلى الأمم المتحدة، لتوضيح صورة ما يحدث في مصر، وفوجئنا أن كافة اللجان هناك كانت مبرمجة على أن 30 يونيو انقلاب على مرسي، وأن السيسي قام بانقلاب عسكري، وأنه لا يوجد ثورة ولا غيره. وكانت مهمة تغيير هذا الانطباع، صعبة للغاية. ومع ذلك قمنا بتصحيح الصورة بشكل كامل بالدلائل، من خلال صور وفيديوهات. وكان الاجتماع الواحد في الأمم المتحدة، مع تلك اللجان، يستغرق ما بين أربع إلى خمس ساعات. وفي نهاية المطاف التقينا مع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة وقتها. واستغرق اجتماعنا معه أكثر من ساعة ونصف الساعة، ليخرج بعدها بتصريح دولي قائلا فيه إن 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصري.
وقال أبو العينين أن بعد التطهير الجاري في سيناء، وبعد انتهاء العملية الشاملة «سيناء 2018»، يجب التوجه سريعا جدا إلى سيناء لإقامة المشروعات هناك، وتحصينها، وتعميرها، والوجود فيها. وكل هذه أمور ستحميها من الإرهاب، وهو واجب وطني على كل رجال الأعمال لأن هذا أمن قومي لمصر.