بعد حملة الهجوم على الشيخ محمد متولي الشعراوي.. الأزهر ينتفض دفاعا عن إمام الدعاة

شهدت الأيام الماضية حملة هجومية على الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز وأشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، ليتبعها رد المؤسسات الدينية الرسمية ممثلة في الأزهر، على كل ما أشيع كذبا عن إمام الدعاة، ونشروا نبذة عن سيرته وحياته مع التفسير.

فقد نجح الشعراوي، بطريقته البسيطة لتفسير كتاب الله في الوصول إلى شريحة كبيرة من المسلمين ليس فقط في مصر بل جميع دول العالم؛ حيث لقب الشعراوي، بإمام الدعاة، بعد أن لمس تفسيره للقرآن الكريم، قلوب المسلمين، كما كان له العديد من الأدعية التي أثرت في نفوس المسلمين.

تعريف بتاريخ الشيخ محمد متولي الشعراوي

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الشيخ محمد متولي الشعراوي يعتبر مثالت للعالِم الوسطي المستنير.

ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تعريفا بتاريخ إمام الدعاة «ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق».

جهود الشيخ الشعراوي لخدمة الإسلام

وتابع الأزهر للفتوى «وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م، وقد اختار فضيلةُ الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان، وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ إمامًا للدعاة وعلامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وارتبط وجدانهم بحديثه وخواطره حول كتاب الله عز وجل».

وأضاف بيان الأزهر للفتوى «للشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم، وفي كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك، وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته».

وأشار البيان إلى أن من أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980مإضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين».

وذكر البيان عدد من مؤلفات الشعراوي كالتالي: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.

الشيخ الشعراوي قضى عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، ليتوفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.

تكريمات الشيخ محمد متولي الشعراوي

 

وهب حياته لتفسير كتاب الله

قال الأزهر الشريف، إن الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهب حياته لتفسير كتاب الله، وأوقف عمره لتلك المهمة.

وأضاف الأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية بموقع فيسيوك، أن الشيخ الشعراوي أوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، وأيقظ فيهم ملكات التلقي.

السيرة الذاتية لـ إمام الدعاة

رصدت الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على «الفيسبوك» للأزهر الشريف، وذلك بعض الانتقادات التي تعرض لها الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، وذلك بعد تصريحات وزير الثقافة التي اعتبرت فيها الشيخ شعراوي «عليه تحفظات كثيرة».

السيرة الذاتية للشيخ محمد متولى الشعراوي

ونشر الأزهر الشريف، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، السيرة الذاتية لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث جاءت كالتالي:

مولد الشيخ محمد متولي الشعراوي

ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 إبريل عام 1911، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية.

الدرجات العلمية للشيخ محمد متولي الشعراوي

أتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

بعد حصوله على الثانوية الأزهرية أصرّ والده على إكماله الدراسة في الأزهر، وبالفعل تخرج في كلية اللغة العربية عام 1940م.

اختار الإمام الشعراوي استكمال الدراسة في تخصص اللغة العربية؛ لتكون بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.

الشيخ محمد متولي الشعراوي

سلاسة الشيخ محمد متولى الشعراوي في التفسير

كان تفسيره للقرآن الكريم جديدا ومعاصرا، مقنعا واقعيا طليقا خاطب به العالم والمثقف والأمي والمتخصص، وكانت موهبته في شرح لآيات القرآن الكريم، وبيان معانيه قادرة على نقل أعمق الأفكار، بأسلوب سلس مشوق جذاب، يكاد يأخذ بلباب العقول ويدخل القلوب بغير استئذان.

نشط في مجال الدعوة إلى الله وأبلى في هذا الجانب، وشد الرحال داعيا إلى الله على بصيرة وكان خير سفير للإسلام فغي كل مكان وطأته قدماه، حيث دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبلغ رسالة الإسلاع خير بلاغ، واستمر على ذلك حتى أتاه اليقين فكان –بحق- خير الدعاة إلى الله في هذا العصر.

مؤلفات الشيخ محمد متولى الشعراوي

ترك للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات اقيمة التي تعبر زادا للمسلم في خضم هذه الحياة، من تللك المؤلفات نذكر التالي «الإسراء والمعراج، والإسلام والفكر المعاصر، والإسلام المرأة عقيدة ومنهج، الشورى والتشريع الإسلامي، االمرأة كما أرادها الله، معجزة القرآن» وغير ذلك من المؤلفات المكتوبة.

لم يعتبر الشيخ الشعرواي جهد حول كتاب الله تفسيرا له بل –بحسب رأيه- جملة خواطر، يقول: خواطري حول القرآن لا تعني تفسيرا إنما هي هبات صفائية تخاطرقلب المؤمن في آيه أو بضع آيات.

المناصب التي تولاها الشيخ محمد متولى الشعراوي

في عام 1394هـ/1975م، عُين الشيخ الشعرواي مديرا عاما لمكتب وزير شئون الأزهر، ثم وكيلا لوزارة شئون الأزهر للشئون الثقافية.

وفي عام 1396 هـ/ 1976م، منح الشيخ الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمناسبة بلوغه سن التقاعد.

حصل الشيخ الشعرواي على جائزة الدولة التقديرية عام 1408هـ/1988م، كما حصل على درجة الدكتواره الفخرية من جامعة المنصورة 1410هـ/1990م، وجائزة إمارة دبي لشخصية العام 1998م.

عمل مدرسا في العديد من المعاهد الدينية في مصر، ثم أعير إلى الممكلة العربية السعودية، للتدريس في كلية الشريعة بجامعة الملك عبدالعزيز آل سعود بمكة المكرمة، ليعود بعدها لمصر.

وعين وكيلا لمعهد طنطا الديني ثم مديرا لإدارة الدعوة بوزارة الأوقاف، كما عين مفتش للعلوم العربية بجامعة الأزهر الشريف، وعين مديرا لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون، ورئيسا لبعثة الأزهر الشريف في الجزائر عام 1966.

في نوفمبر 1976، اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء في آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر 1978.

وعين بعد ذلك بمجمع البحوث الإسلامية عام 1400هـ/1980، ثم تفرغ لشأن الدعوة ورفض جميع المناصب السياسية أو التنفيذية التي عرضت عليه.

الشيخ محمد متولي الشعراوي

وفاة الشيخ محمد متولى الشعراوي

بعد جهاد كبير في مجال التفسير والدعوة إلى الله رحل فضيلة الشيخ الشعراوي، وفاضت روجه إلى بائها في التاسع عشر من ذي الحجة عام ذ818هـ/ 17 من يونيه عام 1998.

في ذكرى رحيل الشعراوي.. تأويل الأحاديث ومواقف خالدة.. أسباب حب المصريين لإمام الدعاة

شيخ الأزهر يهنئ المسيحيين وقادة الكنائس بأعياد الميلاد

موعد مؤتمر إعلام الأزهر الدولي الخامس بعنوان «الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات»