مديحة حمدي تكشف وصية سميحة أيوب الأخيرة قبل وفاتها

سلطت الفنانة القديرة مديحة حمدي الضوء على جانب إنساني نبيل في حياة الراحلة سميحة أيوب، التي فارقت الحياة مؤخرًا بعد مسيرة فنية حافلة، لكنها أيضًا تركت خلفها إرثًا إنسانيًا لا يقل أهمية عن مكانتها الفنية.

وقالت مديحة حمدي، في تصريحات إعلامية، إن الراحلة لم تكن فقط رمزًا من رموز المسرح العربي، بل كانت أيضًا شخصية مشبعة بالرحمة والطيبة، تتكفل بعدد كبير من اليتامى والأسر الفقيرة، دون أن تسعى إلى إعلان ذلك أو طلب الشكر من أحد، معتبرة أن ما كانت تفعله هو 'سِرٌّ بينها وبين ربها'.

"كانت طفلة نقية من الداخل"

وتحدثت مديحة بتأثر واضح عن طيبة قلب سميحة أيوب، مشيرة إلى أنها كانت تتعامل برقة وبراءة الأطفال، وتحمل هموم الآخرين كما لو كانت همومها الخاصة، حيث لم تكن تتردد في تقديم المساعدة أو مدّ يد العون لكل محتاج.

وتابعت: 'سميحة كانت إنسانة قبل أن تكون فنانة.. لا تطلب شيئًا لنفسها، لكنها كانت تسعى دائمًا لتلبية احتياجات الآخرين، كانت تفتح بيوتًا كثيرة، وتمد يد الخير لأسر لا يعلم أحد عنها شيئًا'، مشيرة إلى أن سلوكها هذا لم يكن موسميًا أو مرتبطًا بمواقف معينة، بل كان أسلوب حياة اختارته بمحض إرادتها.

نجلها يستكمل المسيرة الإنسانية

وفيما يتعلق بمصير هؤلاء اليتامى والأسر التي كانت تتكفل بهم الفنانة الراحلة، كشفت مديحة حمدي عن تطور مطمئن، مؤكدة أن نجلها، الدكتور علاء، سيستكمل هذه المهمة الإنسانية التي كانت تقوم بها والدته، موضحة أنه كان مطلعًا على كافة التفاصيل المالية الخاصة بها، ويعلم جيدًا أسماء الأسر ومواقعهم واحتياجاتهم.

وشددت على أن الدكتور علاء كان يدير هذه الشؤون بشكل غير مباشر في حياة والدته، ما يجعله الأجدر اليوم بتحمّل هذه المسؤولية الأخلاقية، تكريمًا لذكرى والدته وتخليدًا لسيرتها الطيبة.

وصية الراحلة سميحة أيوب

أما عن وصية سيدة المسرح العربي، فأكدت مديحة حمدي أنها كانت بسيطة ولكنها عميقة في معناها؛ حيث طلبت من أحبّائها وجمهورها الدعاء لها، وقراءة القرآن الكريم على روحها، كما أوصت بكل صدق بأن تبقى صورتها الحقيقية، كإنسانة قبل أن تكون فنانة، حاضرة في ذاكرة الجميع.

واختتمت مديحة حديثها بالتأكيد على أن ما كانت تفعله سميحة أيوب في حياتها من خير، لم يكن بهدف الظهور أو التفاخر، بل كان نابعًا من إيمانها الحقيقي بقيمة 'جبر الخواطر' وفضل الصدقة، قائلة: 'مش من حقي أتكلم عن ده، لأنها كانت بتعمله لوجه الله'.