مناسك الحج 2023.. حكم أداء الفريضة بمال حرام

أيام قليلة وتبدأ مناسك الحج 2023، وذلك من يوم الخميس المموافق 8 ذي الحجة 1444 الموافق 25 يونيو، وهو أول أيام التروية، حيث يقوم حجاج بيت الله الحرام بالنفير إلى منى والمبيت فيها ونزع ملابسهم، ولبس ملابس الإحرام، والقيام بالامتناع عن كافة مبطلات الإحرام.

مبطلات الإحرام

وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن مبطلات الإحرام تتمثل في: «اللبس المخيط، والصيد، والجماع، قص شعر اللحية أو الرأس، قص الأظافر، التطيب».

الوقوف بعرفة

يبدأ وقتُ الوقوف بعرفة مِن طلوع فجر اليوم التاسع عند الحنابلة، ومِن زوال شمس يوم التاسع قُبيل الظهر عند الأئمة الثلاثة، ويستمرُّ وقتُ الوقوف إلى طلوع فجر يوم النحر؛ يوم العاشر من ذي الحجة.

أقلُّ الوقت الذي يكون به الحاج مُدرِكًا للوقوفِ بعرفةَ هو أن يُدرِك فيها لحظةً في وقت الوقوف، والأفضل الجمع بين جزءٍ من النهارِ في آخره وأولِ جزءٍ من ليلة العاشر منه، أي: قُبيل غروب شمس يوم التاسع إلى ما بعد الغروب بقليل، فإن أفاض قبل غروب الشمس، أو لم يُدرك إلا لحظةً مِن الليل فلا شيء عليه.

الصلاة بمسجد نمرة

يجوز شرعًا للحاج أن يصلي الظهر والعصر مع الإمام في مسجد نمرة -وذلك يوم التاسع- جمعًا في وقت الظهر وقَصْرًا أي: ركعتين لكل منهما، دون الفصل بينهما بنافلة، فإن لم يستطع ذلك فيجوز له أن يصليهما في مكان الإقامة كلًّا منهما في وقتها، أو جَمع تقديم في وقت الظهر، وعقب غروب الشمس يتوجَّه إلى مزدلفة.

بعد صلاة ركعتي الإحرام بمسجد «آبار علي» -وهو ميقات أهل المدينة ومن يمُرُّ بها كأهل مصر- يُهِلُّ بالإحرام أثناء التحرُّك مع الفوج بالحافلات عملًا بالسنة النبوية، ويستمر في التلبية والتكبير قدرَ الطاقة أثناء السفر من المدينة إلى مكة.

أخي الحاج: كن على يقين أن اختلاف الفقهاء في مسائل الأحكام الشرعية رحمةٌ وتيسيرٌ، فلا تُشَدِّد على نفسك، ولا تظنَّنَّ بأحدٍ عَمِل عملًا يخالف ما تعمله ظن سوء ما دام عمله يوافق قولًا لأحد المجتهدين المعتبرين.

حكم المبيت بمنى

ما عليه الفتوى أن المبيت بمنًى سُنَّة وليس واجبًا؛ وذلك لما يَعتَرِي الحجيجَ مِن التعب الشديد وضيق المكان وخَوف المرض فمَن ترك المبيت لعذر فلا شيء عليه.

يجوز للمُحرِم أن يلبس النظارة وساعة اليد والخاتم المباح، وأن يشدَّ على وسطه الحزام ونحوَه، كما يجوز للمرأة أن تلبس الحلي المعتادة والحرير والجوارب وما تشاء من ألوانٍ دون تبرُّج، وإن كان الأَولى البُعد عن الألوان اللافتة والزينة.

يستحب للحاج أن يجمع - من أرض مزدلفة أو من الطريق- الحصيات السبع التي سيرمي بها جمرة العقبة صباح يوم النحر بمِنى، ثم يلتقط في كل يوم من أيام التشريق 21 حصاة من منى أو عرفة أو من أي مكان.

السعودية تستعد لاستقبال المعتمرين في رمضان السعودية تستعد لاستقبال المعتمرين في رمضان

الفراغ من الطواف

إذا فرغ الحاج من الطواف فليدع الله بما يشاء، ويتوجَّه إلى مقام إبراهيم – أو أي مكان في مكةَ وسائر الحرم إن لم يجد مُتسعًا في مقام إبراهيم - ويصَلِّي فيه ركعتين خفيفتين ناويًا بهما سُنَّة الطواف.

أراد الله تعالى أن يذكِّر عباده أنهم سيلقونه ويحاسبهم عن كل ما بدر منهم، فأمرهم في الحج بالتجرد من المخيط ليكمل خشوعه وخضوعه لله ظاهرًا وباطنًا ويتذكر أنه لن يخرج من الدنيا إلا بمثل هذه الثياب؛ فتهون الدنيا في قلبه، ويستحضر عظمة الله ويعمل ليوم الحساب.

بعد رمي جمرة العقبة والتحلُّل -بالحلق أو التقصير- يذهب الحاج إلى مكة للطواف بالكعبة سبعة أشواط هي طواف الفرض، ويُسمَّى طواف الإفاضة، ثم يصلي ركعتين في مقام إبراهيم، ويشرب من ماء زمزم، ويسعى بين الصفا والمروة إن كان قد أخر ذلك إلى ما بعد طواف الإفاضة.

الحيض أو النفاس لا يمنع من الإحرام، وللحائض والنُّفَساء عند الإحرام أن تأتي بكل أعمال الحج، لكنها لا تطوف؛ لأنها ممنوعة من الدخول في المسجد، إلا في طواف الإفاضة إذا ضاق وقتُها عن المكث في مكة إلى أن ينقطع دمُها، فلها أن تغسل الموضع وتتحفظ حتى لا يسقط الدم وتطوف، ولو فاجأها الحيض في طواف الوداع أو قبله تركته وسافرت مع فوجها، ولا شيء عليها.

يجوز شرعًا المكوث بمزدلفة قدر حطِّ الرحال، وصلاة المغرب والعشاء والاكتفاء بالمرور بها؛ خاصة في هذه الأزمان التي كثرت فيها أعداد الحجيج كثرةً هائلةً، ومن تركه فلا شيء عليه.

حكم استلام الحجر الأسود

يُسن استلام الحجر الأسود وتقبيله عند بداية كل شوط لمن استطاع ذلك من غير مدافعة ولا مزاحمة، فإن شق على الطائف فعل ذلك فليسْتلِمْه بيده أو بعصًا أو نحوها ثم يقبِّل ما أشار به، ويجوز الاكتفاء بالإشارة دون تقبيل، ويستحب عند الاستلام التكبير والتهليل، ثم يدعو فيقول: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ينبغي لمن قدَّر له الله تعالى النسك أن يتعلَّم ما يحتاج إليه من أحكام الحج والعمرة بحيث تقع أعماله صحيحة شرعًا، ويتفقَّه في ذلك ويسأل أهل الفقه والفتوى -خاصة المؤسسات الإفتائية- عما لا يعرفه ليكون على بصيرة في أمره.

صكوك هدي التمتع

صكوك هدي التمتع هي توكيل من الحاج للجهات المعنية بالذبح نيابة عنه فلا مانع شرعًا مِن تقدم التوكيل بالذبح على الإحرام بعمرة التمتع؛ فمن أراد شراءها قبل التحلل من العمرة فلا حرج عليه.

طواف الوداع

طواف الوداع هو آخر ما يفعله الحاجُّ قُبيل سفره من مكة بعد انتهاء المناسك، فهو بمنزلة توديع للبيت الحرام، فاجتهد فيه بالدعاء قدر استطاعتك، وما عليه الفتوى أنه سُنَّة، فإذا أراد الحاج السفر بعده فورًا سافر ولا حرج عليه.

المَبيت بمزدلفة

يتحقق المَبيت بمزدلفة بالمكث فيها مدةً تزيد على قدر وضع الحقائب وصلاة المغرب والعشاء وتناول شيء من الطعام في أيِّ وقت من الليل دون التقيُّد بمجاوزة نصفه، على مذهب المالكية، وهو المختار للفتوى، ومزدلفة كلها موقف، وهي المشعر الحرام، فأكثِر فيها من الذكر والدعاء.

حكم لبس المرأة الذهب في الحج

يجوز للمرأة أن تلبس الحلي المعتادة والحرير والجوارب وما تشاء من ألوانٍ دون تبرُّج، وإن كان الأَولى البُعد عن الألوان اللافتة والزينة.

الحج تربية على معنى التعظيم لأوامر الله تعالى ونواهيه، وتربية على الدقة والضبط والجدية والإتقان، وتربية على الوحدة والاجتماع والتعاون وعيش حقيقة الأمة الواحدة.

لا بد للحاج قبل سفره من أن:

  • يُطَهِّر نفسه.
  • يخلص رقبته من المظالم وحقوق الغير.
  • يرد الديون إلى أصحابها متى استطاع.
  • يتوب إلى الله ويستغفره فيما عجز عن رده.
  • يصل أرحامه ويبرَّ والديه، ويطلب رضا إخوانه وجيرانه.
مناسك الحج مناسك الحج

المبيت بمنى

يجوز شرعًا للحاج أن يبيت بمنى ليلة (11 من ذي الحجة)، ثم يرمي جمرات أول يومٍ من أيام التشريق، وبعد منتصف ليلة (12 من ذي الحجة)، يرمي جمرات اليوم الثاني، والثالث من أيام العيد، ثم يغادر إلى مكة في نفس الليلة. ولا فدية عليه.

إذا وصل الحاج إلى مزدلفة فليصلِّ المغرب والعشاء جمعَ تأخير في وقت العشاء، ويجوز شرعًا أن يبِيت بمزدلفة، ثم يتوجه إلى منى، إن استطاع، ولا فِديةَ عليه إن لم يستطع المبيت، خصوصًا إذا كانَ صاحب عُذرٍ في ذلك.

إذا لم يستطع الحاج أن يبيت بمنى لعذرٍ كعدم وجود مكان للمبيت أو بسبب المشقة أو استعجال العودة إلى الوطن؛ فالمختار للفتوى بناء على رأي السادة الحنفية ترك المبيت بمنى لأنه سنة ولا فِدية عليه، ولكن يلزمه أن يحضر إليها لرمي الجمرات إذا لم يوكل غيره بالرمي عنه.

طواف الإفاضة للمرأة الحائض

إذا تفاجأت المرأة بالحيض أو النفاس قبل طواف الإفاضة ولم يمكنْها الانتظار حتى ينقطع الدم وتطوف؛ فيجوز لها شرعًا عندئذٍ أن تطوف مع التحفظ بالوسائل التي تمنع تساقط الدم، وهذا ما عليه الفتوى.

يجوز شرعًا للجهات المسئولة عن النُّسُك أن تنظِّم النَّفرة والإفاضة من عرفات بما يتلاءم مع أعداد الحجيج ويمنع تكدُّسهم، وأن يجعلوا النفرة من عرفات على مرتين أو أكثر، حسبما تقتضيه المصلحة العامة للحجيج ما دام ذلك ضمن وقت الوقوف بعرفة.

لا يجوز شرعًا لبس الجوارب أو الملابس المفصلة كالجلباب مثلًا وإن اضطر الحاج لذلك فلا حرج وعليه الفدية؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196].

حكم الحج بمال حرام

من علامات الإخلاص: أن يتم إعداد نفقة الحج من أطيب الكسب، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، ومن حج من مال غير حلال ولَبَّى: «لبيك اللهم لبيك» قال الله سبحانه له -كما جاء في الحديث الشريف-: ((لَا لَبَّيْكَ، وَلَا سَعْدَيْكَ حَتَّى تَرُدَّ مَا فِي يَدَيْكَ)) أخرجه الدارمي.

يجوز الإحرام شرعًا قبل الميقات وذلك هو الأفضل لمن يأمن على نفسه من ارتكاب محظورات الإحرام ويخشى أن يفوته الميقات، أما من خشي الوقوع في شيء من ذلك فالمستحب في حقه أن يحرم من الميقات.

مناسك الحج مناسك الحج

من السنَّة أن يقف في أيام الرمي كل يوم عند الجمرة الأولى إذا رماها، ويستقبل الكعبة، ويحمَد الله تعالى، ويُكبِّر، ويُهلِّل، ويُسبِّح، ويدعو، ويَمكث كذلك قدرَ قراءة سورة البقرة، ويفعل في الجمرة الثانية وهي الوسطى كذلك، ولا يقف عند الثالثة، وهي جمرة العقبة.

التحلل من النسك

عند التحلل من النسك، يحرم على المرأة حلق شعرها، ويجوز لها أن تأخذ من أطرافه شيئًا يسيرًا.

إن ترك المُحرم الرَّمَلَ في الشوط الأول من أشواط الطواف السبعة أتى به في الشوطين الثاني والثالث، ولو تركه في الأول والثاني أتى به في الثالث فقط، ولو تركه في الثلاثة الأشواط الأولى لم يقضه في الأربعة الباقية، ولا يجب عليه شيءٌ بتركه. وكذلك الاضطباع؛ إن تركه في بعض الأشواط أتى به في باقيها، ولا يجب عليه شيء بتركه، ولا حرج عليه.

رمي الجمرات

يرمي الحاج الجمرات الثلاث (الصغرى، والوسطى، والعقبة) في كلٍّ مِن يومَي الثاني والثالث من أيام العيد، كل واحدة بسبع حصيات، سواء قبل الزوال أو بعده، وهذا ما عليه الفتوى.

أخي الحاج: يحسُن أن تكون على طهارةٍ عند الوقوف بعرفة، وأفضل الدعاء حينها ما جاء في الحديث الشريف: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» أخرجه الترمذي. واخشع وتذلَّل لربك، متمثلًا يوم الحشر الأكبر؛ فإن عرفة صورة منه.