من هو الإعلامي صبحي عطري الذي رحل عن عالمنا في هدوء؟

في وقت لم يكن أحد يتوقّعه، رحل الإعلامي السوري صبحي عطري صباح اليوم الأربعاء عن عمر لم يتجاوز الأربعين، إثر سكتة قلبية مفاجئة، تاركًا خلفه صدمة واسعة في الأوساط الإعلامية والفنية، ووجعًا في قلوب من عرفوه عن قرب أو تابعوه عبر الشاشة.

الراحل الذي اعتاد أن يُقابل الجميع بابتسامة دائمة، لم يكن مجرد مقدم برامج، بل حالة خاصة في الإعلام الفني، جمعت بين الاحترافية، والرقي، والهدوء في تناول أخبار النجوم، بعيدًا عن الضجيج والجدل المصطنع.

من حلب إلى شاشات الوطن العربي

وُلد صبحي عطري في مدينة حلب السورية، وبدأ حياته الأكاديمية في مجال إدارة الأعمال بجامعة حلب، لكنه لم يستسلم لمسار تقليدي.

اختار صبحي عطري، أن يخوض طريقًا مختلفًا، فجمع بين العلم والشغف، وحصل على شهادات متخصصة في الإعلام والتقديم التلفزيوني، موجهًا اهتمامه نحو البرامج الفنية والحوارية.

بدأ مشواره الصحفي بالكتابة في مجلات وصحف عربية مرموقة، قبل أن ينتقل إلى العمل التلفزيوني عام 2007 عبر شاشة روتانا خليجية، حيث دخل إلى عالم الشهرة من بوابة الإعلام الفني، ليصبح بعد سنوات من العطاء أحد الوجوه البارزة في هذا المجال.

الوجه الأبرز في ET بالعربي

مع انطلاق برنامج ET بالعربي، أصبح صبحي عطري من أبرز وجوهه، واشتهر بتغطيته للأحداث الفنية الكبرى، وحواراته الراقية مع نجوم العالم العربي.

لم يكن وجوده خلف الميكروفون تقليديًا، بل كان يعرف كيف يحاور، ومتى يصمت، ومتى يُنصت، وهي صفات نادرة في عالم الإعلام السريع.

رحيله المباغت جعل منصات التواصل الاجتماعي تمتلئ بكلمات الحزن والدعاء، لا سيما من زملائه في البرنامج، الذين نعوه بعبارات مؤثرة جاء فيها: 'في خبر حزين وقاسٍ على فريق ET بالعربي ومجموعة كاريزما للإعلام، ننعي ببالغ الحزن والأسى زميلنا العزيز صبحي عطري. رحمك الله وألهمنا الصبر.'

الوفاة المفاجئة والرحيل الصامت

أكد خال الإعلامي الراحل أن صبحي تعرض لـ ذبحة صدرية حادة فجر اليوم، لم تُمهله وقتًا لتلقي الإسعافات، ليرحل سريعًا، كما عاش دائمًا بهدوء.

الغياب المفاجئ أثار صدمة كبرى، خاصة أنه لم يكن يعاني من أمراض مزمنة معروفة، وكان حتى الأيام الأخيرة يمارس حياته بشكل طبيعي.

صبحي عطري.. صوت راقٍ في زمن الضجيج

لم يكن صبحي عطري مجرد اسم يمر في تترات البرامج، بل كان مثالًا للإعلامي الذي يصنع من الشاشة نافذة للحوار الإنساني. التزم بالخط المهني، واحترم الضيف والمشاهد، ورفض الإثارة المصطنعة التي باتت عنوانًا لعدد كبير من البرامج الفنية.

رحل صبحي عطري، لكن صوته، وصورته، وابتسامته، ستبقى في ذاكرة الإعلام، كأحد الوجوه التي منحت هذا المجال بُعدًا أكثر إنسانية.