"مها" في دعوي طلاق.. عينه زايغة

جلست "مها" صاحبة الثلاثون عاما، والدموع تنهمر من عينيها، تمسك في إحدى يديها بعض الأرواق، وفى الأخرى، طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها عن خمس سنوات، وأمامها فنجان من القهوة، تتذكر عشرة السنين التي هانت على زوجها وطردها خارج شقة الزوجية في منتصف الليل، وفى عز البرد القارس.

جلست الفتاة المسكينة، والتي لجأت إلى محكمة الأسرة، لرفع دعوى طلاق للضرر، بعد محاولات عديدة باءت بالفشل، للتدخل والصلح بينهما، وكان السبب أن زوجها ووالد طفلتها الوحيدة "عينية زايغة"، ولم يتذكر أن طفلته صوف تصبح فتاة عندما تكبر، ومن المحتمل أن تقع ضحية شخص من نفس الطباع.

وفى هذه الأثناء، نادى حاجب المحكمة على قضيتها، لتقف أمام القاضي، هذه الفتاة الحسناء ترتدي ملابس أنيقة، قائلة " سيادة المستشار.. أنا خريجة إحدى الجامعات، وحاصلة على ليسانس أداب قسم لغة أجنبية "إنجليزي" تزوجت منذ 6 سنوات، من أحد الأشخاص والذى يعمل في وظيفة مرموقة بإحدى الجهات الحكومية، زواج صالونات، حيث لم تستمر فترة الخطوبة بيننا سوى شهور قليلة.. وتمت مراسم الزفاف وسط الأهل والأصدقاء.

تستكمل "مها" حكايتها، ومرت شهور والحياة بيننا ، كانت تسير بشكل طبيعي، ولم الاحظ علية أية عيوب، فقلت في قرارة نفسي، نعم الزوج المثالي، الذى يحافظ على شرفي وعرض، وأستكمل شابي، ولكن الحلو لا يكتمل، ففي أحد الأيام جاءت لزيارتي أبنة عمى "سها" في مثل عمري تقريبا، والتي كانت مسافرة لإحدى الدول العربية مع أسرتها لا استكمال دراستها هناك، وعندما شاهدها زوجي تغير حالة وأصبح يسأل عنها ليلا ونهار، وعندما لاحظت كثرة الاسئلة ، أجاب انه معجب بشخصيتها المستقلة فقط، ويريد أن تكون مثلها.

تضيف "مها" كلامها، وجدت في هاتفة المحمول، مكالمات تمت بينهما ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي "الفيس بوك " و الواتس بينهما ، وبمواجهته بهذه الرسائل، تغير وجه وتردد في كلامة، واعترف بأنه تعلق بها ويحبها حبا شديدا، فحدثت بينهما مشادات كلامية، تطورت لمشاجرة وضرب و إهانتي، وقام طردي خارج المنزل.

وتدخل الأهل والأصدقاء للصلح بينهما، وجاء الزوج واعتذر وقال أنها نزوة، ولم تتكرر مرة أخري، وابتعد نهائيا عن أبنه عمي ، والتى بدورها سافرت مرة أخري، لأسرتها لتعيش معهم، ولكن الى لدية طبع لايغيرة، فقد تكررت نفس المأساة مع زميلته فى العمل، وعلمت من خلال اتصال تليفوني من "فاعل خير".

ومواجهته مرة اخري، قام بطردي في منتصف الليل وعز البرد القارس، لذلك توجهت لمحكمة اسرة الهرم، بصحبة ايمن محفوظ المحامي، لرفع دعوي طلاق للضرر، وبعد عدة جلسات تم الطلاق والحصول على حقوقي الشرعية.