مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يكرم المخرجة الهولندية إليزابيث فرانيه

كرم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، في دورته التاسعة التي تُقام خلال الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري، المخرجة الهولندية إليزابيث فرانيه، تقديرًا لمسيرتها في صناعة الأفلام الوثائقية، التي تتناول قصص الناس اليومية وتفاصيلهم الإنسانية العميقة.
وشهدت فعاليات اليوم الأحد ندوة خاصة للمخرجة المكرّمة، تحدثت فيها عن تجربتها الفريدة مع الفيلم الوثائقي، مشيرة إلى أن دخولها هذا المجال جاء بمحض الصدفة، إذ بدأت حياتها المهنية في المسرح قبل أن تنتقل إلى فرنسا لدراسة السينما، وهناك بدأت تتعمق في حكايات الناس، وتنقلها من الحياة الواقعية إلى الشاشة.
وأكدت إليزابيث خلال الندوة أن أكثر ما يجذبها هو الطابع الإنساني في القصة، موضحة أن سؤالها الدائم أثناء العمل هو: "هل تراني إنسانًا أم لا تراني؟"، وهو السؤال الذي تعتبره مفتاحًا لبناء الحكاية الوثائقية. وأضافت: "أنا لا أحب الخطاب الإخباري في الأفلام الوثائقية، أفضل أن أُظهر ما لا يُقال، وأن أبحث عن اللحظة الفاصلة بين الكلام والحدث".
وشهدت الندوة عرض فيلمها القصير "تشيك"، الذي قدمت فيه مزيجًا بين الواقع والخيال، وقالت عنه: "هذا ليس أسلوبي المعتاد، لكنه تجربة قدمت فيها بعض الفانتازيا، حاولت من خلالها خلق مساحة جديدة للتعبير".
كما تناولت تجربتها مع الطفل بطل أحد أفلامها الوثائقية، موضحة أنها لم تلجأ لتوجيهه كثيرًا، بل تركت الأمر يسير بشكل عفوي، وأشارت إلى أن الطفل كان يشير إلى أشياء خلال التصوير أعادت استخدامها داخل الفيلم. وأضافت أن الفيلم، الذي استغرق نحو 15 دقيقة، كان بمثابة رحلة علاجية للأم من خلال علاقتها بابنها الذي يعاني من فرط الحركة.
وكشفت إليزابيث أنها ظلت تبحث لمدة أربعة أشهر عن طفل يناسب فكرتها، إلى أن عثرت على حالة مشابهة لدى صديقة لها في احتفالات الهالوين. وأوضحت أن الفكرة سبقت اختيار الشخصية، على عكس ما اعتادت عليه.
وعن التحديات التي واجهتها، تحدثت عن صعوبات تمويل الفيلم، مؤكدة أن العمل استغرق عامين من التحضير والتقديم على المنح، وإعادة كتابة السيناريو عدة مرات حتى خرج بالشكل الذي أرضاها.
وفي ختام الندوة، علّق أحد الحضور على استخدام إليزابيث لأسلوب المخرج كوانتين ترانتينو في تقديم المشاعر القاسية بشكل صادم داخل الفيلم، وهو ما أكدته المخرجة، قائلة: "اخترت بالفعل طريقة ترانتينو للتعبير عن قسوة مشاعر الطفل، لأنها الأكثر قدرة على إحداث الأثر".