«مونديال القرى».. مهرجان كروي على غرار «الحريف» بالبحيرة .. صور
كتب: أنس سمير
لم يبالغ المخرج الراحل محمد خان، حينما صور لنا عشق الشعب المصري لكرة القدم في فيلم «الحريف»، تستطيع أن تجد أبطال خان في الحارات، والأحياء الكبرى، والقرى، ومؤخرًا في الملاعب الخماسية، حيث لم يكذب خان في رسالته «هناك أناس في هذا العالم لا ترصدهم الكاميرات، لكن لا يتوقفون عن الاستمتاع والإمتاع».
مونديال القرى
«مونديال القرى»، هكذا يطلق أهالي قرى مركز كوم حمادة، التابع لمحافظة البحيرة، على البطولة الكروية التي تقام سنويًا بإحدى قرى المركز، حيث يتنافس 56 فريقًا لحصد اللقب، بنظام المجموعات ثم الأدوار الإقصائية.سيبهرك المشهد، حينما ترى أهالى القرى يصطفون على مقاعد متواضعة، وآخرون يفترشون الأرض، مرددين هتافات داعمة لفرقهم، ربما تتساءل: ما هذا الحماس ؟ والإجابة دائمًا «الروح والشغف».
شعارنا الاستمتاع والإمتاع
«كإنك بتمثل منتخب مصر»، بهذا التعبير يصف مصطفى حامد، لاعب نادي قرية زاوية البحر، التي استضافت البطولة وخسرت اللقب في المباراة النهائية، شعوره هو وزملائه خلال المباريات.
وتابع حامد «رغم ارتباط كل لاعب بظروف عمله، إلا أن الجميع يضحي من أجل اسم القرية، وأنا شخصيا لا أتأخر عن الفريق مع أني مرتبط بعملي في القاهرة».بالرغم من تواضع الإمكانيات المتاحة للاعبين سواء من ناحية الملعب الترابي، أو المقاعد المتواضعة، والدعم المقدم، يقول حامد لا نتأثر بهذه النقطة، ونرفع شعار «الاستمتاع والإمتاع»، مضيفًا «هناك لاعبون يتعرضون لكسر في أقدامهم من أجل إسعاد جمهور القرية، شُكر الأهالي لنا يعد أفضل دعم معنوي، لذلك تجد البعض يبكي حينما نخسر».
نحتاج إلى دعم طبي
وطالب حامد بتقديم الدعم الطبي للبطولات التي تستضيفها القرى، قائلًا: «محتاجين دعم للاعبين الذين يتعرضون للإصابة، اللاعب لو معالجش نفسه محدش بيدعمه».
كما قدم دعوة «للكشافين» بزيارة القرى، لاكتشاف العديد من المواهب الشابة.طقم تيشرتات وكأس
كشف الكابتن هاشم الجيزاوي، رئيس مجلس إدارة نادي قرية زاوية البحر، تفاصيل تنظيم «مونديال القرى»، موضحًا أن البطولة تقام بموافقة وزارة الشباب الرياضة»، وبإشراف مدير النادي التابع للوزارة.
وأشار الجيزاوي إلى أنه يتم تشكيل لجنة منظمة للبطولة، لإجراء القرعة، والإشراف على كافة مراحل البطولة، لافتا إلى أن جوائز البطولة تتمثل في «طقم تيشرتات رياضي، وكأس للفريق الذي يحصد اللقب».
محفل اجتماعي
القائمون على تنظيم «مونديال القرى»، لا يكتفون بالشق الرياضي فقط، فيحاولون أن تكون البطولة حدثا اجتماعيًا شاملًا، عبر دعوة العديد من الشخصيات العامة بمختلف القرى، وتكريم اللاعبين القدامي.
وقال محمود أبو رخا، أحد اللاعبين القدامي بقرية زاوية البحر، إنه دُعي مع أبرز اللاعبين المعتزلين بالقرى المحيطة، لتكريمهم خلال البطولة، مؤكدا أن البطولة تخلق روابط اجتماعية قوية بين أهالي القرى.
وأشار إلى أنه يتم إقامة مباراة بين اللاعبين القدامى، قبل نهائي المونديال، معلقًا «البطولة تشهد حضورا جماهيريا كبيرا من مختلف القرى، حتي ولو لم يكن فريقها طرفاً في المنافسة».