نيفين منصور تكتب: أين عمري؟
أيام تمضي وأيام تأتي.. وتقف بينهما حائراً تبحث عن نفسك.. قد تدرك أن قطار العمر يسرق منك الأيام دون أن تشعر بأنك تحيا.. تتساءل أحياناً أين عمري؟ كيف مرت الأعوام دون أن أجني شيئاً من الفرح.. دون أن أشعر بالحياة.. تمر حياتك أمام عينيك.. تراجع اختياراتك.. وتسبح في بحر من الذكريات.. تري هل أحسنت الاختيار؟ أم أنك أسأت لنفسك.. أم أسأت للآخرين.
طفولة فشباب فكهولة تتبعها شيبة وأنت تقف مكانك دون أن تتحرك للأمام.. القطار سريع بل شديد السرعة وفي الطريق يتوقف في محطات لكل منها مخزون من الذكريات.. بعضها تتذكره وأنت مبتسم والآخر يُشعرك بالألم.. ربما بسبب فراق بعض الأحباب وربما بسبب رصيد من الإحباط محفور في ذاكرتك لا يمحوه الزمن.. طموحات وأحلام لم تحققها.. مشاعر لم تشعر بها.. ربما الحب وربما الطمأنينة والدفء وربما الشعور بالنجاح.
تري لو عاد بك الزمن لأول الطريق هل ستعيد التفكير من جديد؟ هل ستراجع اختيارتك؟ أم أنك مجبر علي بعضها بحكم القدر ولا مفر من المحاولة مهما عاد الزمان؟
منا من عاش العمر يلهث ويسعي ولا يصل إلي شيء ويجد نفسه في نهاية الطريق وحيدا تعيسا بائساً، ومنا من عاش لنفسه فقط لا يري سواها ورغما عن ذلك يظل يشكو ويشكو ولا يدري بأنه سبب تعاسته وتعاسة من حوله.
ومنا من يشغل نفسه بالآخرين .. ويقضي العمر في الهيمنة ظنا منه بأنه فوق البشر.. و منا من حقق بعض الإنجازات بعضه له قيمة .. والآخر هو والعدم سواء… و منا من ظل ثابتاً في مكانه تتغيير الدنيا من حوله في غفلة منه .. و منا من عاش مقهورا لا ينام الليل من وطأة الظلم ومنا من عاش يدمر في من حوله ويتربع عرشا فوق الأنقاض.
ثم تنتهي الحياة فجأة وتجد نفسك وحيداً في طريق الآخرة تقرأ كتابك وتراجع أفعالك ولا وقت للندم .. ولا وقت لطلب الغفران .. تري هل ستخجل من نفسك وأنت تراقب حسرة من عاشوا حولك سنوات من الحرمان.. حرمان من عطفك ربما وربما من دفء الحياة.. هل لديك القدرة علي مواجهة تلك اللحظة؟ هل تتحمل وقفة الميزان؟
قد نتعس بعضنا البعض بأفعالنا وليس بتقدير من المولي عز وجل.. فالمرض بلاء مقدر أحياناً دون تدخل منا وأحيانًا نحن من نمرض أنفسنا .. والفقر والموت بلاء.. أما العشرة فلها نسيج مغزول بأيدينا نحن من نصنع السعادة ونحن من نسبب الشقاء.. حاول أن تكون سببا في سعادة من حولك فالحياة قصيرة والطريق موحش.. ولا أحد يتحمل مواجهة المولي سبحانه وتعالي وهو يحمل أوزاراً وحسابات للبشر..
يقول المولي عز وجل في كتابه الكريم ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) ويقول (وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا) للوقفة هيبة ورهبة .. لا جدل ولا مكابرة .. تقف وحيدا أمام أعمالك.. والاعتراف بالفعل هو السبيل الوحيد لا مفر .. والحسرة هي مصير كل ما غفل.
تعرف على ضوابط العمرة والتحاليل الطبية المطلوبة