هادي الجيار.. رحلة إبداع خالدة تضيء سماء الفن في الذكرى الثالثة لرحيله

في العاشر من يناير، تحل علينا الذكرى الثالثة لرحيل الفنان القدير هادي الجيار، أحد أبرز نجوم الفن المصري الذين تركوا بصمة خالدة في قلوب الجماهير. برحيله، فقد الوسط الفني فنانًا استثنائيًا جمع بين البساطة والتألق، وبين الإبداع والإخلاص لمهنته.

عبر مسيرة امتدت لعقود، استطاع الجيار أن يحفر اسمه بحروف من نور في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون، ليظل حاضرًا بأعماله التي أسعدت الملايين وشكلت جزءًا من ذاكرة الفن المصري.

في هذا التقرير، نستعيد معًا ملامح من حياة هدي الجيار ومسيرته الفنية والإنسانية، تكريمًا لروح غابت عن عالمنا لكنها ما زالت حية في وجدان محبيه.

نشأة هادي الجيار

وُلد الفنان هادي الجيار في الأول من أكتوبر عام 1949 بمحافظة الجيزة، حيث نشأ في كنف أسرة مصرية بسيطة. منذ صغره، كان يمتلك حسًا فنيًا مرهفًا وموهبة فريدة دفعت معلميه إلى تشجيعه على دخول مجال التمثيل. كان عشق المسرح واضحًا في ملامحه منذ نعومة أظافره، ليصبح لاحقًا أحد رموز الفن المصري الذين لا تنطفئ ذكراهم.

خطواته الأولى في عالم الفن

بعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق الجيار بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث صقل موهبته وتخرج منه عام 1970 بتفوق لافت.

انطلقت مسيرته الفنية من خلال المسرح، الذي اعتبره مدرسته الأولى، قبل أن يتوسع حضوره ليشمل السينما والتلفزيون.

كانت مشاركته في مسرحية 'مدرسة المشاغبين' بمثابة بوابة العبور إلى قلوب الجماهير، حيث تألق إلى جانب عمالقة الفن مثل عادل إمام وسعيد صالح.

أبرز محطاته الفنية في المسرح والسينما والتلفزيون

ترك هادي الجيار بصمة مميزة في كل مجالات الفن التي طرق أبوابها. في المسرح، أبدع في العديد من الأعمال، لكن «مدرسة المشاغبين» تبقى إحدى أيقوناته الخالدة.

أما في السينما، فقد شارك في أفلام مثل: «لمن تضحك الحياة، ومقص عم قنديل»، ليترك أثرًا دائمًا على الشاشة الفضية.

في التلفزيون، كان الجيار نجمًا بارزًا من خلال أدواره المؤثرة في مسلسلات مثل «المال والبنون، الراية البيضا، والأسطورة»، حيث أبدع في تقديم شخصيات معقدة ومليئة بالمشاعر.

في السنوات الأخيرة، لمع هادي الجيار في مسلسل «الاختيار 2»، الذي عرض بعد وفاته ليظل اسمه حاضرًا بقوة في ذاكرة المشاهدين.

حياته الشخصية.. أسرة مترابطة وحب للفن

كان هادي الجيار يعيش حياة أسرية هادئة، إذ تزوج من السيدة سهى صادق، ورُزقا بطفلين، هما منة ومحمد.

عرف عن هادي الجيار، حبه لأسرته وحرصه على الابتعاد عن الأضواء في حياته الشخصية، ليبقى مثالًا للفنان المتزن الذي يوازن بين عائلته ومهنته.

وفاته ورحيله الحزين بسبب كورونا

في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، رحل الفنان هادي الجيار عن عالمنا في العاشر من يناير 2021، متأثرًا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا. ترك رحيله حزنًا عميقًا في قلوب محبيه وزملائه في الوسط الفني، الذين ودعوه بكلمات مؤثرة تؤكد على مكانته الكبيرة في قلوبهم.

إرث خالد في ذاكرة الفن

برحيل هادي الجيار، فقد الفن المصري أحد أعمدته التي أضاءت الشاشات والمسرحيات بأعمال خالدة. ستبقى ذكراه حية في كل عمل قدمه، وكل شخصية أبدع في تجسيدها، لتظل سيرته نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص للفن.