عمرو الخياط يكتب: الاخوان الملحدون لايعترفون بالرسول الكريم وخرجوا عن سبحانية الله
خلال فترة حكم المعزول المتخابر محمد مرسي العياط خرج علينا في العلن وبأريحية شديدة "الإخواني المطمئن" صبحي صالح ليجاهر بالدعاء الصريح "اسأل الله أن يتوفني علي الإخوان"، هكذا قال الرجل علي مرأي ومسمع من الجميع!
الاخواني صبحي صالح لم يكن في غفلة بل كان في لحظة انسحاق العنصر الإخواني أمام صنم التنظيم الذي يتخذونه إلها من دون الحق، الرجل كان شديد الصدق والإخلاص لتنظيمه، لكن التوقف بالتفكير عن عبارته حتما سيؤدي إلي نتائج محددة لعلها تنحصر في الآتي:
> الاعتراف بأن الانتماء للإخوان هو شيء مختلف تماما عن الاسلام.
> الاعتقاد بأن الانتماء للإخوان هو درجة أكثر ارتقاء في الإسلام صنعها حسن البنّا برغم أن رسول الإسلام هو خاتم المرسلين، إلا أن البنّا قد اكتشف قصورا في الرسالة المحمدية فقرر تداركه بإنشاء التنظيم.
> الجزم بأن كل من هو ليس إخوانيا هو ليس بمسلم.
> الفهم الإخواني الاستعلائي العنصري بأن المسلم غير الإخواني هو في الدرك الأسفل من الإسلام، وبالتالي فإن الانتماء الإخواني يمنح صاحبه درجة من القوامة علي عموم المسلمين.
بهذا الخلل العقائدي الواضح والعميق يتعامل التنظيم الإخواني مع عموم المسلمين بل ومع الإسلام نفسه.
- • •
لاتندهش إذن عندما تعرف أن التنظيم كان قد أصدر كتابا بعنوان “حسن البنّا مؤسس الدعوة الاسلامية” ولم يلبث أن قام بتغيير اسمه علي استحياء بعد موجة هجوم ليصبح اسم الكتاب “حسن البنّا مجدد الدعوة الإسلامية”، فإذا عدنا إلي مدلولات الاسم الأول سنجد أنفسنا أمام الاحتمالات التالية:
> التنظيم لا يعترف بالرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم باعتباره مؤسس الدعوة الإسلامية، ويري أن مؤسسها هو البنّا.
> التنظيم يري قصورا في عملية التأسيس للدعوة رغم أن مصدرها وحي وبالتالي فإن القصور هنا منسوب لذلك الوحي وهو خروج صريح عن سبحانية الله عز وجل وذاته المنزهة عن كل عيب ونقص.
> الاعتقاد المختل بأن البنّا تلقي وحيا جديدا وبالتالي فهو في مكانة نبوية لا يدركها إلا عضو التنظيم.
> أن يكون التنظيم من الأساس مصنعا في كواليس الأجهزة من أجل هدم الفكرة الإسلامية وتشتيتها والتشكيك فيها.
لعل الواجب الشرعي هنا يقتضينا أن نمارس فرض العين لرفع الغطاء عن خطورة الفكرة الإخوانية علي أساس العقيدة الإسلامية، تذكر عندما ظل التنظيم طوال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي يستخدم شعار “الإسلام هو الحل” فلما تمكن في غفلة من المصريين الاستيلاء علي حكم البلاد حول المعني العظيم إلي أزمة بعنوان “الإسلام هو المشكلة”، نقولها والألم يعتصر القلب ولا نحتسب إلا وجه المولي ووجه الوطن.
- • •
> تثبيت الأعضاء المجندين بأنهم كانوا علي الحق وأن إسلامهم في أمن وأمان ما دام إنهم داخل التنظيم.
> إيجاد المبرر الشرعي لاستمرار وجودهم ما دام أن هناك تيارا إلحاديا داخل المجتمع يستوجب مواجهته والتصدي له.
تخيل أن وجود قدر من الإلحاد المنظور والملموس داخل المجتمع هو أمر حميد للتنظيم الإخواني بل ضرورة وجودية، الحقيقة تقول إن الإخوان والإسلام لا يستويان، وأن شيئا من الإلحاد هو أمر مفيد، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان.
“جماعة الإخوان المسلمين” يلزم لتبرير وجودها “جماعة الإخوان الملحدين”.
- • •
ثم نستكمل البحث لنصل إلي مقولة الشيخ محمد الغزالي وهو الذي كان أحد أقطاب الإخوان ليقول عام ١٩٩٦: “إن إقامة دين شيء واستيلاء جماعة من الناس علي الحكم شيء آخر، إن إناسا حكموا باسم الإسلام ففضحوا أنفسهم وفضحوا الإسلام معهم”، الرجل يتكلم بوضوح عن فضيحة يتعرض لها الدين عندما يستخدم من أجل الاستيلاء علي السلطة، فإذا كان الإخوان قد فضحوا الدين الحنيف فماذا نحن فاعلون من أجل أن نستر ديننا ودنيانا؟!.
فلنستعرض دلائل الخلل العقائدي الإخواني الذي أسسه حسن البنّا نفسه كدستور للتنظيم، هذا غيض من فيض:
> في رسالة المؤتمر الخامس تجرأ حسن البنّا أمام جموع أعضاء التنظيم ليضيف إلي أركان الإسلام الخمسة ركنا سادسا وهو الوصول للحكم.
> عام ١٩٩٢ وفي إحدي ندوات معرض الكتاب تباهي مرشد التنظيم آنذاك مأمون الهضيبي ليعلن أمام الحضور أن الإخوان يتقربون إلي الله بالجهاز السري، الرجل يعتبر العمل التنظيمي قربي إلي الله!.
> في عام ٢٠١٠ جاهر مرشد التنظيم محمد بديع موجها حديثه للعامة بقوله: “ نحن نملك ماء السماء الطهور الذي سيطهر نجاسات المجتمع”.
بمثل تلك القناعات الإخوانية يتم تغذية العضو الإخواني بما يجعله يمنح نفسه حق الوصاية علي المجتمع، ومن أجل أن تكون هذه الوصاية مفعلة لابد لها من أوصياء يخضعون لوطأتها، وعلي ذلك فإن التنظيم يلزمه دوما من يجوز وصفه بالانحراف والإلحاد والكفر أيضا حتي يتمكن من ممارسة وصايته وإشباع هويته الاستعلائية.
- • •
تخيل تنظيم يستمد بناءه الفكري والعقائدي من وحي خياله المريض بتكفير المجتمع أو تصنيفه أقل إيمانا من أعضاء الجماعة الأطهار المكلفين بتخليص المجتمع من رجسه.
- • •
فلنواجه الحقيقة، فلنقف في وجه هذا المد التنظيمي ونحرمه من استخدام الإسلام وابتذاله، فلنتوقف عن تصنيفه فصيلا إسلاميا ولنكشف حقيقته فكرا هداما لكل الأديان والمعتقدات والانتماءات والهويات الأصلية، فلنعلو بإسلامنا الحنيف فوق الاستعلاء الإخواني.
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لحقيقة الإسلام فلا يتخذون من دون الله أربابا تنظيمية أو سياسية، ولا يتخذون من دون الرسول مرشدا، أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير ؟!.
كان التنظيم يمارس الكذب رافعا شعار “الإسلام هو الحل” زورا وبهتانا فإن “الحل” الحقيقي هو في “حل وانحلال هذا التنظيم”. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم.