24 عامًا على «موقعة الانتقام» بين نيجيريا وجنوب أفريقيا على شرف نصف نهائي كأس أمم أفريقيا
«تعاملنا معها على أنها مسألة شخصية وليست مجرد مباراة في نصف النهائي».. هكذا قال النجم النيجيري السابق جي جي أوكوتشا عن مواجهة نيجيريا ضد جنوب أفريقيا في الدور نصف النهائي من كأس أمم أفريقيا 2000 في نسخة غانا ونيجيريا.
تلك المباراة التي جمعت نيجيريا ضد جنوب أفريقيا، في مدينة لاجوسن وأدارها تحكيميًا الحكم المصري جمال الغندور، كانت تحمل بين طياتها ذكريات قريبة في ذلك التوقيت تمثلت فيما حدث قبل نسخة كأس أمم أفريقيا 1996.
وقبل أسابيع قليلة من قدوم سنة 1996، كانت الأمور تسير على ما يُرام بتنظيم كأس أمم أفريقيا 1996 لأول مرة في جنوب أفريقيا، ولأول مرة بمشاركة 16 منتخبًا بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 12 إلى 16 منتخبًا.
قصة انسحاب نيجيريا من كأس أمم أفريقيا
وفي نوفمبر 1995، اندلعت الحرب الكلامية بين الرئيس النيجيري الجنرال ساني أباتشا والرئيس الجنوب أفريقي آنذاك نيلسون مانديلا، الزعيم الشهير الذي ناضل ضد سياسات الفصل العنصري.كان ذلك بعد أن نفّذت السلطات النيجيرية حكم الإعدام بحق الصحفي المختص بشؤون البيئة كين سارو وثمانية من رفاقه الذين اعترضوا على سياسات الحكومة النفطية، وذلك على الرغم من المناشدات الدولية لعدم إعدامهم.
وعلى ضوء ذلك، هاجم نيلسون مانديلا السلطات النيجيرية بشدة واتهم النظام الحاكم في البلاد بالقضاء على الديمقراطية في البلاد، ليرد الرئيس النيجيري على ذلك بقطع العلاقات بين نيجيريا وجنوب أفريقيا.
وقبل أيام قليلة من انطلاق كأس أمم أفريقيا 1996، قرر الرئيس النيجيري الانسحاب من البطولة، التي تأهل لها منتخب بلاده تلقائيًا باعتباره بطل نسخة 1994، وتذرع في ذلك بالخوف على سلامة البعثة النيجيرية في جنوب أفريقيا.
لكن السبب الحقيقي والمعروف أن رئيس نيجيريا أراد إفساد عرس كأس أمم أفريقيا، المقام في جنوب أفريقيا، بانسحاب واحد من أقوى منتخبات أفريقيا في ذلك التوقيت عطفًا عن كونه حامل اللقب.
ودفع منتخب نيجيريا الثمن، فعلاوةً على أنه خسر دون أن يلعب لقب نسخة 1996، كما أنه تم استبعاده من نسخة 1998 في بوركينا فاسو، في وقتٍ كانت نيجيريا تمتلك جيلًا ذهبيًا تاريخيًا بلغ الدور ثمن النهائي لكأس العالم في نسختي 1994 و1998، كما أحرز منتخبها الأولمبي الميدالية الذهبية التاريخية الأولى لأفريقيا في أولمبياد أتالانتا عام 1996، على حساب الأرجنتين في النهائي.
وهنا حلت مباراة الدور نصف النهائي في أرض نيجيريا بعد أول عودة للنسور النيجيرية للتحليق في سماء الكان، ليلعب وقتها تيجاني بابانجيدا دور البطولة، ويحرز هدفي انتصار منتخب النسور على الأولاد، في المباراة التي حسمتها نيجيريا بهدفين دون مقابل، لتبلغ النهائي وقتها على أرضها.
ومنذ ذلك الحين لم يعرف منتخب جنوب أفريقيا طريق العبور إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم أفريقيا، ولكن مع أول عودة له للتواجد في نصف نهائي الكان بعد 24 سنة يجد نفسه وجهًا لوجه مرة أخرى أمام نيجيريا سعيًا للثأر من 3 هزائم تكبدها أمام النسور النيجيرية في تاريخ كأس أمم أفريقيا، أبرزها تلك التي كانت في نصف نهائي نسخة 2000.
والقاسم المشترك بين نصف نهائي 2000 ومباراة اليوم، هو أن الحكم أيضًا سيكون مصريًا، ولكن هذه المرة بصافرة الدولي المصري أمين عمر.