أبطال حرب أكتوبر يروون أسرارا للمرة الأولى عن انتصار العاشر من رمضان.. وهذه رسالتهم للشباب
روى عدد من أبطال حرب أكتوبر 1973، مشاهد للمرة الأولى داخل ساحة المعركة أمام العدو الإسرائيلي وكيف حول الجيش المصري مرارة الهزيمة لحلاوة النصر وآماله في معجزة عسكرية فاقت الإمكانيات المتاحة، كما وجهوا رسائل خاصة للشباب.
واستضاف الإعلامي أحمد موسى، عدد من أبطال حرب أكتوبر في حلقة خاصة من برنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، كشفوا خلالها أسرار جديدة في معركة الكرامة.
اللواء ثروت النصيري يكشف مراحل التجهيز لحرب أكتوبر
وقال اللواء أركان حرب ثروت النصيري، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، إن نكسة 1976 كان بسبب انسحاب القوات المصرية لغرب القناة في 24 ساعة، لافتا إلى أنه تم ترك السلاح بنسبة 85% من قوة الجيش، وكان قرار المشير عامر مفاجئة بالنسبة لنا، ووصل عدد الشهداء لأكثر من 11 ألف جندي في حرب النكسة.ولفت اللواء ثروت النصيري خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، إلى أن ما حدث في 1967 تحول لنقطة انتصار في 1973، وتم تقسيم التجهيز للحرب على 3 مراحل: «الصمود والدفاع النشط، الاستنزاف والتي بلغت 500 يوما والتي شهدت استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، التجهيز للحرب».
وبشأن يوم 6 أكتوبر، استكمل: الدفاع الجوي أقام ملحمة في هذا اليوم بإسقاط الطائرات التي تهاجم خط بارليف، وتم النجاح في تدمير أعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية بتسليح سرية المشاة الخفيف، مختتما: لما أسقطنا أول 3 طائرات إسرائيلية تفاءلت باليوم دا، وتدربنا على صعود خط بارليف بمساعدة سلاح المهندسين العسكريين وما تم تخطيطه نفذناه بالكامل، وكل ما حدث من سلبيات في 1976 تحول لإيجابيات 1973.
كيف واجه الجيش الثالث حصار العدو في حرب أكتوبر
وقال جندي مقاتل زغلول وهبة، أحد أبطال نصر أكتوبر، إنه التحق بالقوات المسلحة في نوفمبر 1969، لافتا إلى أنه في منتصف هذا العام تم تأسيس سلاح الدفاع الجوي بالقوات المسلحة.وأشار إلى أن الزعيم جمال عبدالناصر كان صاحب فكرة تكوين سلاح جديد الدفاع الجوي وذلك عقب مجزرة مدرسة بحر البقر، مضيفا أن مصر أرسلت بعثة إلى روسيا للتعاقد على أحدث أسلحة دفاع جوي.
وتابع أن المشير محمد علي فهمي هو من قام بتأسيس سلاح الدفاع الجوي ومهندس معركة الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، موضحا أن الخبراء الروس دربوا الجنود المصريين في البداية على مواجهة الطيران المنخفض أقصاها 800 متر.
ولفت إلى أنهم فوجئوا بأن مدربهم الرائد مدحت وهدان، بطل العالم في الرماية، لتدريبهم على التعامل مع الطيران المنخفض وإسقاطه، مؤكدا: خلال 4 أشهر أصبحنا قادرين على إسقاط الطائرات.
ومن جانبه، قال جندي مقاتل علي سرور، أحد أبطال حرب أكتوبر، إنه التحق بالقوات المسلحة سنة 1970 ضمن سلاح الدفاع الجوي، لافتا إلى أنه شارك في حرب الاستنزاف أولا ثم نصر أكتوبر العظيم.
وأضاف أنه كان ضمن المجموعات الأولى التي عبرت خط بارليف، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي لم يصدق أن الجيش المصري عبر خط بارليف.
ولفت إلى أن من ضمن خطة الخداع الاستراتيجي قبل حرب أكتوبر، تعمد إظهار الجنود المصريين في حالة استرخاء تام على الجبهة ولعب كرة القدم، مضيفا أنه قبل حرب أكتوبر بيومين اختفت تلك المظاهر تماما على الجبهة.
وتابع: وظيفتنا كانت في البداية حماية الطيران المصري، مؤكدا أن العدو صدم يوم 6 أكتوبر من عبور الجيش المصري خط بارليف.
وأشار إلى أن المقاتلات المصرية دكت خطوط العدو في الطلعة الأولى يوم 6 أكتوبر، كما نجحت المدفعية المصرية في دك كل خطوط العدو وتسهيل عبور الجيش المصري خط بارليف يوم 6 أكتوبر 1973.
أحد أبطال حرب أكتوبر يروي تفاصيل حوار ودي مع الرئيس مبارك
ومن جانبه، روى جندي مقاتل زغلول وهبة، أحد أبطال نصر أكتوبر، تفاصيل حوار دار مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.وقال زغلول وهبة، إنه قابل الرئيس حسني مبارك حينما كان قائدا للقوات الجوية قبل حرب أكتوبر في زيارة تفقدية.
وأوضح زغلول وهبة: اللواء مبارك سألني أنت أقوى ولا الطيارة، قولتله أنا، مضيفا: فوجئ من ردي.. وقولت له الصاروخ بتاعي أقوى من الطيارة والمناورة بتاعتي أسرع منها.
وتابع أحد أبطال حرب أكتوبر: الصاروخ بتاعي كان بـ3 آلاف جنيه والطيارة بـ5 ملايين جنيه في هذا الوقت.
نصر سالم يكشف دور خطة الخداع الاستراتيجي في نصر أكتوبر
أكد اللواء أركان حرب نصر سالم، أحد أبطال نصر أكتوبر، أن خطة الخداع الاستراتيجي كانت أحد الأضلاع الأساسية في تحقيق نصر أكتوبر.وأشار نصر سالم، إلى أن الخبراء الأجانب كانوا يقولون إن خط بارليف لن ينسفه إلا القنبلة الذرية والروس قالوا إنه يمكن تحطيمه لكن الخسائر ستكون 50%، مضيفا أن عبقرية الجندي المصري استطاعت نسف الساتر الترابي بخراطيم مياه.
وتابع أحد أبطال نصر أكتوبر، أن المقاتل المصري أثبت كفاءة عالية، لافتا إلى أن كل فئات المجتمع المصري شاركت في نصر أكتوبر.
وأوضح نصر سالم، أن من ضمن خطة الخداع الاستراتيجي إجراء الجيش المصري مناورة طبيعية كل عام، مشيرا إلى أن قرار نشر أخبار عن سفر عدد من الضباط لأداء العمرة كان ذكيا للغاية.
ولفت إلى أن مصر نجحت في ليلة 6 أكتوبر بتجهيز الفتح الاستراتيجي للقوات الجوية بدقة شديدة، واستطاعت كل الطائرات الهبوط في المطارات المخصصة، ولم يشعر بها العدو إطلاقا.
نصر سالم: مجموعات الاستطلاع تخفت خلف خطوط العدو
أكد اللواء أركان حرب نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، أنه تم تجهيز مجموعات استطلاع بمعدات أكثر جاهزية لتكون خلف خطوط العدو في سيناء، لافتا إلى أن كل جبال سيناء كانت تتواجد فيها مجموعات استطلاع في حرب الاستنزاف.وتابع اللواء أركان حرب نصر سالم، أن مجموعات الاستطلاع التي كانت تتخفى خلف خطوط العدو بحرب الاستنزاف كانت تلتقي بالرئيس عبد الناصر والحديث معه بشكل مطول.
وعلق نصر سالم قائلا: «تجهيزات وعتاد إسرائيل العسكري كان ضعف سلاحنا وسلاح سوريا، وتجهيز الدولة في الحرب وقرار الحرب كان يحتاج لقرار شجاع».
وبشأن يوم 6 أكتوبر، أضاف سالم: معلومات المخابرات نقلت كل تفاصيل تحركات العدو قبل حرب أكتوبر، والضربة الجوية أغنت القوات عن الضربة الجوية الثانية، وتدمير خط بارليف كن معجزة دولية، خاصة بعد تصريحات الخبراء الدوليين قالوا إن المصريين لن يستطيعوا عبور الخط إلا بقنبلة ذرية.
واستكمل اللواء أركان حرب نصر سالم: أنابيب النابالم التي تواجدت على خط بارليف لو اشتعلت كان محال عبور الخط نهائيا، والحل كان في خطة خداع استراتيجي في نية الهجوم، وموشي ديان يوم 5 أكتوبر خلال لقائه مع جوالدا مائير قال إن المصريين لن يعبروا؛ بسبب تجهيز الجيش والاستعداد للحرب أكثر من مرة وعلم حينها أنها قد تكون خطة تمويه.
أحد أبطال نصر أكتوبر: هزمنا الجيش الذي لا يقهر بأسلحة دفاعية.. فيديو
قال اللواء أركان حرب ثروت النصيري، أحد أبطال نصر أكتوبر، إن الجيش المصري دخل حرب أكتوبر، والدولة المصرية تعلم جيدا أن العدو الإسرائيلي لديه سلاح نووي وساتر ترابي كبير.وأكد ثروت النصيري، أن نتائج حرب أكتوبر كانت مبهرة جدا، مضيفا: «يكفي أن الجيش الذي كان يطلق عليه لا يقهر تم قهره، والطيران الإسرائيلي الذي كان يصول ويجول في السماء المصرية لم يستطع اقتحام الأراضي المصرية بسبب منظومة الدفاع الجوية القوية.
ولفت إلى أن الرئيس محمد أنور السادات يُحسب له اتخاذ قرار الحرب رغم علمه بفروق الإمكانيات بين مصر وإسرائيل وأنها ليس في صالح مصر، ولكنه كان يعلم قوة الجيش المصري.
وأشار إلى أنه كلما يتذكر مشاركته في حرب أكتوبر وعبور قناة السويس يشعر بالفخر رغم مرور نصف قرن على السادس من أكتوبر، قائلا: «لن أنسى لحظة العبور وتقبيل أرض سيناء من فرحة النصر».
وتابع أن غالبية المقاتلين كان يتوقعون الشهادة، لافتا إلى أن الجيش المصري حارب بأسلحة دفاعية واستطاع انتزاع النصر من إسرائيل.
رسالة من أبطال حرب أكتوبر للشباب في الذكري الـ 50
كرم الإعلامي أحمد موسى، 2 من أبطال حرب أكتوبر 1973، وذلك خلال استضافتهم ببرنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، في حلقة خاصة عن حرب أكتوبر.وأهدى الإعلامي أحمد موسى، درع قناة صدى البلد لكل من الجندي البطل اللواء أركان حرب نصر سالم ، أحد أبطال حرب أكتوبر، والبطل اللواء ثروت النصيري، أحد أبطال حرب أكتوبر.
وعلق اللواء أركان حرب نصر سالم، قائلا: مصر انتصرت على إسرائيل لأن القوات فعلت ما أمرها به الله، مستدلا بقوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» وقوله تعالى: «وما النصر إلا من عند الله».
وعلق قائلا: أقول لأبنائنا في القوات المسلحة إننا سلمناكم راية مصر خفاقة في السماء، وتراب مصر أغلى من حياتنا فحافظوا عليه بدمائكم.
وقال اللواء ثروت النصيري إننا ننتمي إلى جيل عانى من مرار الهزيمة وذاق فرحة النصر، وأقول للشباب لابد من الولاء للبلد صاحبة الفضل علينا، والدولة تغيرت للأمام كثيرا.
وتابع: سيناء استرددناها كاملة وأطالب الشباب بالحفاظ على الأرض والعمل بجد واجتهاد، خاصة بعد نجاحها في عضوية البريكس التي ستنقلها نقلة نوعية اقتصادية كبيرة.
وأقول أقول للضباط والأفراد بالقوت المسلحة: حافظوا على السلاح والتدريب، مصر أصبحت متقدمة بجيشها عالميا لتحتل المركز الـ12 عالميا ومتقدمة عن إسرائيل بمراحل كبيرة، ومسئوليتكم الحفاظ على الدولة والأرض.