القصة الكاملة لاختفاء القبطان المصري في المحيط الهندي وسر الرسالة الأخيرة
لا صوت يعلو الآن فوق أزمة فقدان القبطان المصري سامح سيد في عرض المحيط الهندي، بعد غرق سفينة تجارية كان يتدرب على متنها.
وكشفت أميرة سيد، شقيقة القبطان المفقود، إن شقيقها حذر قبطان السفينة قبل الإبحار من مخاطر تعرضها للغرق، نظرا لتهالك أجزاء منها، مشيرة إلى أنه تشاجر مع قائد السفينة وأبلغ أسرته بأن الوضع بالغ الخطورة، وأنه حاول إنقاذ الموقف لكن القائد أصر على موقفه باستمرار الرحلة على أي حال.
وأضافت أميرة خلال تصريحات خاصة لموقع «قناة صدى البلد» أن آخر محادثة جرت بين القبطان سامح وأسرته قبل 15 يوما حينما كانت السفنية في المالديف، وكشف خلال هذه المحادثة أن الجميع أكدوا عدم قدرة السفينة على استمرار الإبحار في عرض البحر، إلا القبطان الذي يتولى القيادة إذ كان متمسكا بالإبحار.
سر الرسالة الأخيرة
وتابعت شقيقة القبطان المفقود، أن سامح أرسل لها عدة رسائل نصية قبل أن ينقطع التواصل بينهما كشف فيها تفاصيل الساعات الأخيرة للرحلة.وجاء في نص الرسائل النصية المرسلة من القبطان سامح سيد إلى شقيقته أميرة، والتي اطلع عليها موقع قناة صدى البلد، مخاوف القبطان المفقود من غرق السفينة وتعرضه لمصير مجهول، فضلا عن وصية تركها لأسرته.
وتضمنت الرسائل حديث سامح لشقيقته قائلًا: أميرة بصي، المركب العنابر اللي فيها البضاعة العواميد اللي مسكاها بتتقلع من مكانها وتتشرخ، الوضع بيبوظ كل يوم أکتر أنا فهمت جلال، عايزة بقي تقولي لأمك قوليلها مش عايزة، فكك أنا عرّفتك واعرفوا من جلال التفاصيل أكتر بس قلت أقولك علشان فعلا كله خايف خلاص.
وردا على سؤال لشقيقته حول إمكانية نزوله من المركب، قال القبطان سامح سيد: مش قصه أنزل محدش فينا هينزل، أنا بقولك علشان لو حصل حاجه متسیبوش حقي يا أميرة ومتقوليش ليها (والدته) إلا لو حصل حاجه وجابر (زميله) مش عايز أمه تعرف.
رسائل القبطان المصري لشقيقته
وتابع القبطان سامح: صاحب المركب هرب وسابنا وقالنا امشوا، ووصلوها السويس وكله خلاص خايف وفقد الأكل كلنا في مسلسل ومستنين، الحلقة الأخيرة، متقلقيش أمك أنا تمام، عايزك بس تكوني عارفة مش أكتر وأنا لو حصل أي جديد هبلغك بيه.
وأردف: محدش فينا هيرضوا ينزلوه، إحنا شغالين فيها وبنلحمها، تمام يعني متقلقيش وهخلص ورديه وأكلمك، متعمليش حاجه إلا أما أكلمك وحوليلي رصيد، يا بنتي مش عايزين نخسر الفلوس اللي دفعناها مبقاش في فلوس، أنا لو نزلت مش هناخدها.
رسائل القبطان المصري لشقيقته
واستكمل: أميرة يا روحي أنا هنا تمام وقريب من البر متقلقيش بس أنا بعرفك علشان تكوني فاهمة كل حاجة ومعايا بس، وبلاش أم محمد (زميله) تعرف مش عايز مشاكل بينا.
وواصل: أميرة عاملة إيه يا روح قلبي أنا مش عارف أقول لك تمام ولا مش تمام بس الحمد لله.
واختتم رسائله: أميره هتلاقي جروب اسمه رابطة البحارة المصريين كلميهم واحكيلهم.
رسائل القبطان المصري لشقيقته
هذا وأصدرت الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية بيانا بشأن طالبها المصري ابن محافظة الفيوم، المختفي في واقعة السفينة التجارية المملوكة لسوريين.
القصة الكاملة لاختفاء القبطان المصري في المحيط الهندي
ذكرت الأكاديمية تحت عنوان «تنويه هام جدا»، أن إحدى السفن في المحيط الهندي كان على متنها طاقم من 12 فردا، وأن الأخبار الأولية تشير إلى غرق تلك السفينة بعد إخلاء كامل أفراد السفينة لها، إلا أن المتداول يوحي بأن 2 من طاقمها (أحدهما سامح سيد) غير معلوم مكانهما أو محدد مصيرهما حتى هذه اللحظة.وأوضحت الأكاديمية أنها تحاول التواصل مع أي من أفراد أسرة سامح، والجهات المعنية لمتابعة الوضع إلا أنها لم تتمكن من الوصول لخبر مؤكد حتى الآن.
وكشفت أسرة سامح لـ موقع «قناة صدى البلد» أن السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، طلبت الأوراق الخاصة بسامح السيد، مؤكدة أنها في تواصل مع السفارة المصرية بالأردن لمتابعة الموقف.
القبطان سامح سيد
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورا لأحد أصدقاء القبطان المفقود سامح سيد، يقول فيه: «أخويا مفقود في عرض البحر وفاضل يومين إنه يقدر يعيش من غير أكل ولا شرب، القبطان سامح سيد شعبان كامل، خريج دفعة 2020/2021 من الأكاديمية البحرية الأردنية».
وأضاف: «سامح اشتغل على مركب تجارية سافرت بيه شهر 2 (فبراير)، وكان بيتواصل معانا كل فترة، والشهر اللي فات بعتلنا إن المركبة اتخرمت وبايظة والناس مش عاوزين ينزلوهم ومكملين بيهم وبيلحموا السفينة، وركبوا من اليابان وبعدين راحوا كوريا والصين لحد جزر المالديف والسفينة مخرومة».
وتابع: «سامح مصور لنا كل حاجة صوت وصورة والمركب بتدخل مياه، وفي يوم 20 يونيو عملوا مشاكل مع القبطان ورجّعوا واحد مصري من الإسكندرية من كتر المشاكل اللي عملوها يوم 14 يوليو، وغرقت المركب وعلى متنها 12 فردا من الطاقم، ونزلوا في زورق في نص المحيط الهندي وعملوا استغاثة».
وأردف: «أقرب سفينة ليهم كانت على بعد 12 ساعة، وبعد ساعة من غرق السفينة وقع القبطان سامح من الزورق في المياه والموج أخده بعيد عن الزورق، وحاول صاحبه القبطان محمد جمال يلحقه بس للأسف البحر أخد الاتنين، كانوا لابسين لايف جاكيت وبعدوا عن المركب».
واختتم: «بعد 10 ساعات من الحادث الزورق باظ وبعدها بساعتين السفينة جت أخدت الـ10 الفاضلين من الـ12 فرد اللي كانوا على الزورق، وسامح ومحمد مش موجودين، ومش طالبين غير أن الناس تقف معانا عاوزين صاحبنا وأخونا حتى لو جثته، ده ولد وحيد أمه اللي بتموت عليه لا عارفين هو عايش ولا ربنا توفاه».
القبطان سامح سيد
ناج من السفينة يكشف تفاصيل صادمة
وكشف أحد البحارة المصريين الناجين من حادث غرق مركب المحيط الهندي، التي كانت متجهة إلى ليبيا، كواليس ما حدث منذ بداية إقلاع السفينة.وقال إنهم بحارة من المصريين والسوريين كانوا يشكلون مجموعة، مكونة من 11 فردا، 6 مصريين، و5 سوريين، مشيرا إلى أنهم تحركوا من مطار القاهرة يوم 15 فبراير متجهين إلى اليابان.
وأضاف: مكثنا أسبوعين في فندق في اليابان، وتم استلام المركب يوم 1 مارس من ميناء أوساكا، واصفًا المركب بأنها كانت متهالكة.
وأوضح إسماعيل أنهم سافروا من اليابان إلى كوريا الجنوبية ثم الصين، ومن هناك شحنوا حديد كوبلت لتسليمه في ميناء مصراتة في ليبيا، قائلًا: صاحب المركب كان موجود معانا، وهو سوري الجنسية، ونزل من سيريلانكا هو وقبطان السفينة، وجاء مكانه قبطان آخر.
وأردف: عواميد المركب بدأت تتفكك عن بعضها، ومياه المحيط بدأت تدخل في عنابر السفينة وللبضاعة أيضا، مُردفا: الوضع كان سيئا، وفي ناس تواصلت مع أهلها إنها تنزل من على المركب، والقبطان رفض ينزلهم، بحجة عدم حوزتهم على فيزا.
وأشار إلى أنهم تحركوا من سيريلانكا إلى المالديف، وهناك دخلت السفينة إلى ورش الإصلاح والإعمار، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن عواميد المركب كانت قد انفصلت عن بعضها البعض، موضحًا: أنا نزلت في المالديف أنا وزميل مصري آخر معي، وصعد مكاننا مهندس وقبطان جديد، ولحّام؛ حتى يتعامل مع وضع الحديد المتهالك بالمركب.
واستطرد: المركب لم يتمكن من عبور المحيط الهندي.
وأكد الناجي من حادث غرق السفينة، أن قبطان المركب وقت الغرق، كان بحوزته 3 عوامات إنقاذ، استقل القبطان واحدة منها بصحبة 2 مصريين، وفجأة وقع أحدهم في المحيط مما دفع صديقه لمحاولة إنقاذه، لكنه لم يتمكن واختفى الاثنان، ولم ينج في هذه العوامة غير القبطان.
وأضاف أن الناجين الباقين في العوامات الثلاث طلبوا الاستغاثة، وبعد 12 ساعة جاء إليهم مركب كونتينر، حيث نقلهم من المحيط الهندي إلى دولة كينيا، مشيرا أن عددا من نجوا ووصلوا إلى كينيا حتى الآن 8 سوريين ومصريان.
اللحظات الأخيرة قبل فقدان القبطان سامح سيد وصديقه بالمحيط الهندي