البحوث الفلكية:الخميس المقبل.. "الانقلاب الصيفي" في مصر والمنطقة العربية..وأطول نهار فى العام
أعلن الدكتور حاتم عودة رئيس القومى للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية، أن بعد غد /الخميس/ سيشهد حدوث لحظة "الانقلاب الصيفي" فى مصر والمنطقة العربية وكامل دول النصف الشمالى من الكرة الأرضية، موضحا أن الانقلاب الصيفى يعنى ذروة فصل الصيف، والذى سيحدث هذا العام في تمام الساعة 12 ظهرا و7 دقائق بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة.
وأضاف عودة ، أن عدد أيام الصيف هذا العام طبقا للحسابات الفلكية ستكون 92 يوما و18 ساعة و52 دقيقة، وبذلك يكون ثانى أطول فصل بين فصول السنة الأربعة من حيث عدد الأيام بعد فصل الخريف.
وأشار إلى أن ذلك الحدث الفلكى يحدث في يوم 21 يونيو من كل عام، نافيا أن يكون له أى ارتباط بارتفاع درجة حرارة الجو، مؤكدا أنه من الأخطاء الشائعة القول بأن الصيف والشتاء ينشأن نتيجة لقرب أو بعد الأرض عن الشمس، والحقيقة العلمية هى أن الصيف والشتاء ينشأن بسبب إنحراف محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف.
ولفت عودة إلى أن نهار يوم الخميس المقبل سيكون الأطول فى العام، فيما تكون ليلة الجمعة هى الأقصر، وذلك تزامنا مع حدوث ظاهرة الانقلاب الصيفى الفلكية السنوية التى تحدث فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية فى الفترة ما بين يومى 20 و23 يونيو من كل عام، ووقتها يبلغ طول النهار أقصاه فى الدول الواقعة في نصف الكرة الأرضية الشمالى، ومن بينها مصر، وتصبح أشعة الشمس عمودية تماما على مدار السرطان وأقرب إلى العمودى على سطح الأرض، وبذلك يحصل نصف الكرة الشمالى على حرارة أكثر من نصفها الجنوبى.
وشدد على أنه ليس لقرب الشمس أو بعدها عن الأرض دلالة على شدة الحرارة وانخفاضها، وذلك لأنه بعد فترة من الانقلاب الصيفى تكون الأرض قد وصلت إلى أقصى مسافة لها في مدارها حول الشمس، فيما تكون أقرب إليها في الشتاء.. مبينا أن السبب الذى يجعل الحرارة أعلى صيفا هو الوضع الذى تسقط فيه أشعة الشمس على النصف الشمالى للكرة الأرضية، حيث تكون عمودية أو شبه عمودية على بعض المناطق، وتكون على منطقة محددة من الأرض وقد اجتازت غلاف جوى رقيق نسبيا مما يجعلها شديدة الحرارة نتيجة لتشبع الأرض بأكثر من 13 ساعة ونصف من أشعة الشمس العمودية بعكس الشتاء حيث تسقط مائلة وتجتاز طبقات سميكة فى الغلاف الجوى فتكون أقل حرارة.
ومن جانبه، شرح الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالعهد كيفية حدوث الانقلاب الصيفى، موضحا أنه يحدث عندما تكون الشمس في السماء عند أصغر مسافة زاوية على طرف مستوي خط الاستواء، وبعد يوم منه تبدأ الشمس بالصعود إلى الشمال في حركتها الظاهرية حيث يتناقص طول الليل ويزداد طول النهار إلى أن يتساويان يوم 21 سبتمبر، وهو موعد الاعتدال الخريفي.
وقال "خلال فصل الصيف تكون أشعة الشمس أقرب إلى العمودى على سطح الأرض وتكون درجة الحرارة مرتفعة، والنهار أطول من الليل، والنهار فوق الدائرة القطبية الجنوبية 24 ساعة لمدة 6 أشهر، وتسمى لياليه في تلك الحالة وفي تلك المنطقة بالليالى البيضاء".
وأشار تادرس إلى أنه من المعلوم فلكيا أن الأرض لا تدور حول نفسها بشكل عمودي تماما، وإنما ينحرف محور دورانها بمقدار 23 درجة ونصف، ولهذا فإن كمية الطاقة التي تستقبلها الأرض من الشمس تكون متغيرة عند النصفين الشمالى والجنوبى منها، لافتا إلى أن الانقلاب الصيفى هو واحد من أربع ظواهر فلكية أخرى ذات علاقة وثيقة بالفصول الأربعة (الانقلابان الصيفي والشتوي والاعتدالان الربيعي والخريفي).
وأضاف أن الانقلاب الشمسى يحدث مرتين فى العام، حيث يحدث الانقلاب الشمسى الشتوى فى نصف الكرة الأرضية الشمالى يوم 21 أو 22 ديسمبر وفيه تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها خلال الظهر فوق الأفق، فيما يحدث الانقلاب الشمسى الصيفى يوم 21 يونيو فى نصف الكرة الأرضية الشمالى، حيث تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ظهرا فوق الأفق، وتكون الأوضاع معكوسة بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبى، فبينما يكون الشتاء في نصف الكرة الشمالى يكون الصيف في نصف الكرة الجنوبي.