الشيخ إيهاب يونس.. صوت الروح المصرية بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير
في واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، تألق المنشد الأزهري إيهاب يونس بصوته المميز وأدائه الروحاني الذي أعاد إلى الأذهان عبق التلاوة المصرية القديمة وجلال المقامات الشرقية الأصيلة.
وشهد الحفل حضورًا مهيبًا للرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وملوك ووفود 79 دولة أجنبية، في حدث وصفه العالم بأنه احتفال مصري عالمي يجسد عبقرية الحضارة والفن والروح.
رحلة شيخ أزهري جمع بين الدعوة والفن
وُلد إيهاب يونس في مصر، ودرس في جامعة الأزهر الشريف، متخرجًا من كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية عام 2006، جامعًا منذ بداياته بين العلم الشرعي والموهبة الفنية الفريدة في الأداء الصوتي.ورغم أنه فاقد للبصر، إلا أن بصيرته الفنية والروحية جعلت منه واحدًا من أبرز المنشدين في العالم العربي، حيث استطاع أن يمزج بين النغمة والروح في أداء يجمع بين التراث والتجديد.
من دار الأوبرا إلى العالمية
لفت الشيخ إيهاب يونس الأنظار لأول مرة إلى موهبته بعد مشاركته اللافتة في فيلم «الكنز» للمخرج شريف عرفة، حيث قدم أداءً إنشاديًا مؤثرًا ترك بصمة لدى الجمهور.كما حققت أنشودته الشهيرة «يا مالكًا قدري»، التي قدمها في ديسمبر على مسرح دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع الموسيقار باسم درويش وفريق «كايرو ستيبس»، انتشارًا واسعًا، إذ تخطت أربعة ملايين مشاهدة خلال يومين فقط، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الإنشادية المعاصرة.
جدل الزي الأزهري وصوت الفن
وفي مشهد يعكس التقاء الدين بالفن، أثار إيهاب يونس الجدل بعد غنائه مقطعًا من أغنية «لسه فاكر» لكوكب الشرق أم كلثوم وهو يرتدي الزي الأزهري، وهو ما اعتبره البعض خروجًا عن المألوف.لكن سرعان ما تحول الجدل إلى نقاش مجتمعي حول دور الفن في التعبير الروحي والإنساني، وأكد كثيرون أن الشيخ يونس نجح في تقديم نموذج راقٍ يجمع بين الأصالة الدينية والتجديد الفني.
مسيرة تمتد لعقود من الإبداع
يمتلك الشيخ إيهاب يونس مسيرة تمتد لأكثر من 16 عامًا في عالم الإنشاد الديني، بدأها في سن الثالثة عشرة متأثرًا بكبار المنشدين مثل الشيخ محمد الفيومي والنقشبندي وطوبار.عمل في بطانة الشيخ ممدوح عبد الجليل، قائد فرقة الإنشاد بدار الأوبرا المصرية آنذاك، قبل أن يؤسس فرقته الخاصة عام 2007 ويبدأ جولات فنية في مختلف محافظات مصر والوطن العربي.
كانت حفلاته في سوريا عام 2009 أولى خطواته خارج مصر، قبل أن ينطلق نحو العالمية عبر مشروع «المولد والميلاد» مع فرقة «كايرو ستيبس»، ثم مشروعه الموسيقي مع رباعي التانجو العالمي «كوادرو نويفو» في 2017، وهو التعاون الذي أكد مكانته كجسر موسيقي بين الشرق والغرب.
مدرسة الإنشاد.. مشروع لتخريج أصوات روحية جديدة
ولم يتوقف عطاؤه عند الأداء فقط، بل كان الشيخ إيهاب يونس صاحب فكرة إنشاء مدرسة الإنشاد الديني التابعة لنقابة الإنشاد في مصر، والتي يتولى إدارتها حاليًا، ساعيًا إلى تخريج جيل جديد من المنشدين يجمع بين الأصالة والمعرفة الموسيقية.بمشاركته في افتتاح المتحف المصري الكبير، أثبت إيهاب يونس أنه ليس مجرد منشد ديني، بل رمز لالتقاء التراث الروحي بالحضارة الفنية المصرية، حيث عبّر بصوته عن روح مصر القديمة، ومزج الإيمان بالفن في مشهد خلدته ذاكرة الافتتاح التاريخي.
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض