الطبيب النفسي وليد هندي يحلل شخصية مها الصغير بعد أزمتها الأخيرة: صدمة الطلاق دفعاها للبحث عن إثبات الذات

في تحليل نفسي عميق للأزمة الأخيرة التي أحاطت بالإعلامية مها الصغير، والمتعلقة باتهامها بسرقة لوحات فنية ونسبها لنفسها، قدم الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، رؤية مختلفة تدعو إلى فهم الدوافع النفسية وراء سلوكها بدلاً من الاكتفاء بإصدار الأحكام.

دعا الدكتور وليد هندي في تصريح خاص لموقع قناة صدى البلد، إلى التراحم بدلاً من القسوة في الحكم على الإعلامية، محذرًا من أن الهجوم عليها قد يؤدي إلى تفاقم حالتها الصحية الهشة.

بدأ الدكتور هندي تحليله بالإشارة إلى أن "زواج مها الصغير في سن مبكرة جدًا (18 عامًا) قد يكون مؤشرًا على مرورها بفترة من الكبت العاطفي وعدم عيش مراحل نموها النفسي بشكل سليم".

وأضاف أن الإعلامية تعاني منذ عام 2010 من مرض وراثي يتفاقم مع الضغوط النفسية، مما أدى إلى دخولها المستشفى بشكل متكرر.

واعتبر هندي أن نقطة التحول الرئيسية في حالتها النفسية كانت "خيبة الطلاق من شريك العمر"، الذي كانت تعتبره مصدر الأمان، خاصة بعد وفاة والدها.

وأوضح أن هذه التجربة القاسية، بالإضافة إلى الضغوط الأخرى، أدخلتها في حالة من "كرب ما بعد الصدمة"، وهو ما يفسر التغيرات المتقلبة في مسار حياتها، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.

وفسر الطبيب النفسي لجوء الصغير إلى ما أسماه بـ "الكذبة الادعائية" في قضية اللوحات، بأنها لم تكن نابعة من دافع للسرقة بقدر ما كانت "محاولة يائسة لإثبات الذات" أمام نفسها وأمام الآخرين، بمن فيهم طليقها.

وقال هندي: "لقد كانت تبحث عن الدعم والتقدير من الناس، عن الإشادة والتصفيق، لتعويض شعورها العميق بعدم الأمان النفسي، هذا السلوك هو عرض لاضطراب داخلي، وليس مجرد خطأ عابر".

وفي ختام حديثه، وجّه الدكتور وليد هندي تحذيرًا شديدًا من مغبة القسوة في الهجوم على مها الصغير، قائلاً: "يجب ألا نكون أداة لقتلها نفسيًا.

حالتها الصحية والنفسية هشة، وأي ضغط إضافي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، كالعزلة التامة، أو الاكتئاب، أو حتى إيذاء النفس".

ودعا الجمهور إلى التراحم، مختتمًا بمقولة: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر. كلنا نخطئ، وعلينا أن نتفهم دوافع الآخرين قبل أن نصدر أحكامنا".