خالد مغربي دبابة.. أسد وجنبه إحنا غلابة.. قصة استشهاد وحش سيناء في ملحمة البرث
تحل اليوم الجمعة الذكرى السنوية السادسة لـ «ملحة البرث»، التي جسدت معركة حامية الوطيس بين القوات المسلّحة المصريّة والتنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء.
ملحمة كمين البرث
تتميز ملحمة كمين البرث في العمليات العسكرية المصرية في السنوات الأخيرة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء بسبب تفاصيلها المرعبة وشراسة الهجوم الذي تعرضت له الموقع، سواء بالنسبة لعدد العناصر الإرهابية المشاركة فيه أو تسليحهم واستخدامهم للسيارات المفخخة، وأيضًا لروح الفدائية التي ظهر بها أبطال الجيش المصريّ في مواجهة الإرهابيين.قصتنا اليوم، عن الشهيد «خالد دبابة»، ابن مدينة طوخ في محافظة القليوبية، الذي قدّم نفسه شهيدًا من أجل إنقاذ الوطن من أعدائه الذين يسعون لتدميره وتخريبه، ومع ذلك فإنه وزملاؤه وقائدهم الشهيد المقدم أحمد منسى سطروا بطولات أسطوريّة في كمين البرث، حيث قدموا أروع أمثلة التضحية بأنفسهم من أجل هذا الوطن العزيز.
حصل خالد على الشهادة الثانوية العامة، وتقدم في الأكاديمية البحرية والكلية الحربية في نفس الوقت، ولكنه اختار الاستمرار في الكلية الحربية. تخرج في الكلية منتصف عام 2014، ثم قضى ثلاث سنوات في الخدمة في سيناء. كان شهيدًا بطلاً ضمن شباب ضباط وجنود الكتيبة 103 صاعقة، وكان يتمنى نيل الشهادة في سبيل الله، وقال لوالدته إنه لن يعود إلا كشهيد.
قصة استشهاد خالد مغربي
باستماع خالد المغربي لنداء عبر جهاز اللاسلكي من الشهيد البطل أحمد منسى يدعوه للمساعدة، بعد أن تعرض كمين البرث لهجوم شرس من العناصر الإرهابية، لم يتردد المغربي في الاستجابة للنداء بكل شجاعة وتضحية.صلى الشهيد خالد مغربي الفجر في كتيبته ليلة استشهاده، وجهز نفسه وحقيبته، استعدادًا للعودة إلى القاهرة صباح يوم استشهاده، لأنه استلم إشعارًا بنقله من سيناء إلى قوات الصاعقة في الإسكندرية، وتمّت ترقيته لرتبة نقيب، كما تلقى استغاثة من الشهيد أحمد منسى في الكمين، فتحرك على الفور هو ورفاقه نحو الكمين.
قبل أن يصل إلى الكمين بمسافة 700 متر، رأى الشهيد سيارة على جانب الطريق داخل إحدى الأكواخ. بدأ في التعامل معها وانفجرت مع الأشخاص داخلها، حيث كانت محملة بالمتفجرات لتعطيل وصول الدعم. واستمر في طريقه وقبل أن يصل إلى الكمين بمسافة 400 متر، استهدفته رصاصات القناصة من الدبابة ورصاصات من كلا جانبي الطريق. قام بالتعامل من الداخل مع مصدر الرصاص حتى واجه سيارة رباعية الدفع يقودها انتحاريون من جانب الطريق لتصطدم بالدبابة وتنفجر.
تسبب انفجار المدرعة التي كان الشهيد يقودها في إصابة بعض الجنود وساد الصمت داخل المدرعة، بينما استمر أحد الجنود المصابين في استدعاء رفاقه ولكن لم يستجب أحد، وفي غضون دقائق استجاب خالد المغربي وأخبره أنه مصاب وغير قادر على التحرك وطلب منه إخطار القيادة بما حدث ومواجهة محاولة العناصر الإرهابية اختطاف المصابين، ولكنه توفي متأثرًا بجراحه.