«رحلة الوحدة والفقد التي عاشها».. كيف تحدث هيثم أحمد زكي قبل وفاته؟
قبل خمس سنوات، رحل الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، ابن الفنان الراحل أحمد زكي، الذي غادر الحياة في 7 نوفمبر 2019 عن عمر يناهز 35 عامًا.
وكانت وفاته مفاجئة وصادمة لعالم الفن وجمهوره، حيث توفى في شقته وحيدًا، بعد معركة طويلة مع الوحدة والصعوبات التي عاشها خلال سنواته الأخيرة.
قبل وفاته، كان هيثم قد أدلى بتصريحات تليفزيونية صادقة عكست عمق معاناته الداخلية، حيث تحدث عن شعوره بالوحدة والفراغ الذي كان يعيشه، مؤكدًا أنه كان يعاني من صعوبة التكيف مع هذه الوحدة التي كانت جزءًا من حياته اليومية.
هيثم أحمد زكي
قال هيثم عن تلك اللحظات: 'قاعد لوحدي في بيت والدي، والوحدة صعبة جدًا وحسيت بحاجات كتير أوي، بابا كان بيحسها وأنا مكنتش واعي ليها وأنا صغير، إن البني آدم لما بيكون لوحده تمامًا في المهنة الصعبة دي بتكون حاجة صعبة أوي'.
كان هيثم أحمد زكي يشير إلى الفجوة التي تركها فقدان والده، أحمد زكي، الذي رحل في عام 2005، حيث كان فقدانه ليس فقط خسارة شخصية، بل أيضًا خسارة لرمز فني كبير كان يمثل له أمانًا كبيرًا.
هيثم مع والده أحمد زكي
وعلى الرغم من الشهرة والنجاح الذي حققه هيثم في بداية مسيرته، إلا أن الوحدة كانت تلقي بظلالها عليه، وقد أضاف: 'دايمًا لما بيكون حواليك ناس وتقولهم أنا هطلع في برنامج أو فيسبوك استنوني اتفرجوا عليا، فبيشجعوك، لكن الحمدلله ربنا موجود، بس أنا في الموضوع ده كله لوحدي، محدش مشاركني لكن الحمدلله، ربنا مش بيبتلي حد بحاجة إلا وهو قوي'.
في حديثه، لفت هيثم إلى الصعوبات التي واجهها في الحياة الفنية، مشيرًا إلى تحديات الوحدة والابتلاء المشترك بينه وبين والده، قائلاً: 'الابتلاء المشترك بيني وبين والدي هو الوحدة، وعارف إني هموت لوحدي'، تلك الكلمات كانت مؤلمة، لكنّها أيضًا تعبير عن وعيه العميق بما يعانيه، وعن الصراع الداخلي الذي عاشه بين ما يفرضه عليه العمل الفني من ضغوطات وتوقعات، وبين حاجته إلى الوجود العاطفي والإنساني.
رغم معاناته، كان هيثم يتلقى دعمًا غير متوقع من جمهوره ومحبيه، وقد أضاف في حديثه: ''لكن الحمدلله البلد كلها أهلي، وكل ما بروح مكان بشوف حب من الناس رهيب، ولوالدي في ناس لما بتشوفني بتدعيله، ودي بالنسبالي حاجة كبيرة'..