ضربة شيشة أنهت حياتها.. حكاية نورهان التي ماتت وهي تدافع عن أبيها

كانت "نورهان" فتاةً هادئة، في السابعة والعشرين من عمرها، أنهت دراستها بكلية التجارة، وبدأت تشق طريقها نحو حياة مستقرة تساعد فيها أسرتها. كل يوم تعود من عملها في هدوء، تحمل معها أملًا صغيرًا يتجدد.

في ذلك اليوم، عادت نورهان إلى منزلها بحي نجع أبو شجرة في سوهاج، فوجدت صوت صراخ يعلو الشارع. اقتربت بخطوات متسارعة، لتكتشف أن والدها في مشاجرة مع الجيران؛ خلافات قديمة تجددت، كغيرها من مشاجرات الجيرة التي تبدأ بكلمة وتنتهي بما هو أثقل.

لم تفكر واندفعت نحو والدها تحاول حمايته، تحاول فقط أن تُبعد عنه الأيدي، لكن لحظة واحدة كانت كافية لتغيِّر كل شيء.

أحد أفراد الطرف الآخر رفع زجاجة شيشة، ولوّح بها سريعًا، لتسقط على وجه نورهان بضربة واحدة.. ضربة حطمت ملامحها، وأفقدتها عينها، وتركت نزيفًا لم يتوقف.

نُقلت إلى المستشفى، وبين الأجهزة والضمادات والانتظار، كانت تحاول أن تقاوم، أن تعود كما كانت. مرت ثمانية أيام ثقيلة على أسرتها، بين رجاء وخوف، بين صلوات لا تنتهي.

بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء دكتور حسن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إخطارا من مأمور قسم ثانٍ سوهاج بنشوب مشاجرة بين طرفين بناحية نجع أبو شجرة بدائرة القسم ووجود مصابين.

وتبين وقوع المشاجرة بسبب خلافات الجيرة، وأن المصابين جرى نقلهم إلى المستشفى للعلاج.

كما تبين من التحريات أن فتاة تدعى "نورهان ع. ع."، 27 عاما، حاصلة على بكالوريوس تجارة، أثناء عودتها من عملها شاهدت مشاجرة بين والدها ويعمل استورجي دهانات موبيليا، وبين الجيران، دفعها ذلك لإنقاذ والدها من بين أيديهم، ولكنها أصيبت على يد أحد أفراد الطرف الثاني بزجاجة الشيشة على وجهها؛ مما أدى إلى فقد إحدى عينيها وحدوث نزيف ونقلها للمستشفى للعلاج.

وبعد قرابة 8 أيام من العلاج داخل المستشفى فارقت نورهان الحياة متأثرة بإصابتها، تاركة حالة كبيرة من الحزن بين الأهل والأصدقاء.