عشماوي كان في انتظارها 4 سنوات.. قصة سيدة الدقهلية من الإعدام للبراءة «فيديو وصور»
6 سنوات كاملة، قضتها عائشة عبد الكريم، 47 عاماً، ابنة مدينة محلة دمنة بمحافظة الدقهلية، خلف قضبان السجن، منها 4 سنوات ارتدت فيها الزي الأحمر الخاص بالإعدام، لا تتردد على لسانها سوى دعوة واحدة أن يكشف الله حقيقة برائتها وأن يردها إلى بناتها اللاتين تم إيداعهما بدار أيتام، استناداً لوفاة الأب وسجن الأم.
فمنذ ديسمبر 2019 تاريخ صدور حكم الإعدام عليها؛ لإدانتها بقتل زوجها العامل محمد عبده الشربيني، بعد أن نسبت لها النيابة العامة تهمة دس السم له في الطعام، وحركت ضدها القضية، عاشت عائشة أقسى فترات حياتها، التي هاجمتها فيها كوابيس حبل الإعدام وتنفيذ الحكم، ولم يراود تفكيرها خلال كل هذه المدة سوى الخوف على مستقبل بناتها الذي بات مهدداً بعد مقتل والدهم وسجنها ظلماً بتهمة قتله.
وفي هذا التقرير يرصد موقع «قناة صدى البلد» قصة عائشة التي نجت من حبل الإعدام بأعجوبة، لتتبدل أحوالها من متهمة تنتظر حكم الإعدام إلى بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ويجمع الله شملها مجدداً بنجلتيها ويعيدها إلى أحضانهم.
كثرة الخلافات الزوجية ورطتها
شأنها شأن أي أسرة مصرية، لم تخلو حياة عائشة مع زوجها المجني عليه محمد من الخلافات الزوجية، غير أن كثرة هذه الخلافات كان محل ملاحظة من قبل أقاربهم.وفي أحد أيام صيف عام 2017، عثر على جثة الزوج ملقاة بجوار شريط السكة الحديد القريب من المدينة، وبعد صدور تقرير الصفة التشريحية الذي أثبت أن الوفاة جاءت نتيجة تناوله طعام مسمم، وهنا وجهت أسرته أصابع الاتهام إلى الزوجة بالنظر لكثرة الخلافات السابق ذكرها.
وبناء عليه اتهمت السلطات السيدة وفق أقوال الشهود وأقارب الزوج بأنها دست السم لزوجها من أجل قتله والتخلص منه.
وتطابقت أقوال الشهود مع التحريات وتقرير الطب الشرعي، ما أكد ثبوت تورط الزوجة في ارتكاب الجريمة، ولذلك قضت المحكمة بإعدامها شنقا.
بداية الكابوس بصدور حكم الإعدام
لم تشفع لعائشة توسلاتها في تحقيقات النيابة العامة وخلال جلسات المحاكمة، للتأكيد على برائتها من تهمة قتل زوجها، في مواجهة أوراق وتقارير وأقوال شهود لا تدع مجالاً للشك في إدانتها.وبالفعل أصدرت محكمة جنايات الدقهلية في 2 ديسمبر 2019 حكماً بإجماع آراء أعضائها، بإعدام عائشة شنقاً لإدانتا بقتل الزوج، ولم تأخذ المحكمة بها أية رحمة استناداَ للمادة 233 من قانون العقوبات التي تنص على: «من قتل أحدا عمدا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلا أو آجلا يعد قاتلا بالسم أيا كانت كيفية استعمال تلك الجواهر ويعاقب بالإعدام.»
وهنا توقفت الحياة بعائشة جراء صدمتها من الحكم، وباتت لا يسيطر على تفكيرها سوى قسوة مظلمتها ومصير بناتها ونظرة الناس إليهم بعد مقتل والدهم والحكم على والدتهم بالإعدام بتهمة قتله.
أدلة جدية تبدل الإعدام لبراءة في النقض
وفي منتصف فبراير الجاري، أصدرت محكمة النقض حكماً بإلغاء الحكم الصادر من محكمة الجنايات بإعدام عائشة، وذلك في ضوء الأدلة الجديدة التي تلقتها المحكمة من محاميها والتي وقرت في يقين المحكمة برائتها من تهمة القتل، لتتبدد مخاوف عائشة ويكتب لها حياة جديدة في أحضان بناتها بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من حبل المشنقة.ومن جانبه، قال وهدان فاروق محامي عائشة، إنه تمكن من تقديم أدلة أثبتت براءة موكلته منها اختلاف توقيت الوفاة وتناول الزوج للسم عن توقيت خروجه من المنزل، حيث أثبت أن الزوج خرج من المنزل سليما معافى، ثم جلس على مقهى في القرية، واستمر فيه لفترة طويلة، وفي طريق عودته سقط متوفًى قبل وصوله المنزل.
وأضاف، في تصريحات لـ'العربية.نت'، أنه أثبت برائتها استناداً إلى تقارير طبية انتهت إلى أن الزوج تناول السم خارج المنزل وتزامن ذلك مع فترة جلوسه على المقهى، وسرى مفعول السم في جسده قبل وصوله للمنزل أيضا ما يعني أن مرتكب الجريمة ليست الزوجة التي ثبت وفق أقوال الشهود والجيران أنها لم تغادر منزلها منذ لحظة خروج الزوج وحتى سقوطه متوفًى.
وإلى فيديو الاحتفال بعائشة بعد برائتها :-