كنز البحر المسروق.. حكاية لصوص الآثار الغارقة في الإسكندرية
في أعماق خليج أبو قير بالإسكندرية، وبين حطام سفن قديمة وقصور غارقة، كانت هناك كنوز صامتة تحمل أسرار العصور اليونانية والرومانية، تروي حكايات منسية عن حضارات مضت. لكن هذه الكنوز لم تعد في أمان، فقد قرر لصوص مغامرون أن يغوصوا إلى أعماق البحر بحثًا عن ثروات خفية.
خلف ستار الليل، وبين أمواج البحر، جهز رجلان خطتهما، ارتديا بدلات الغوص وحملا معدات متطورة، وانطلقا في مغامرة خطرة لاستخراج قطع أثرية ظلت لقرون مطمورة في ظلام الأعماق. كانا يعرفان ما يبحثان عنه: تماثيل، عملات معدنية، أدوات برونزية، وكل قطعة تعكس بريق حضارة عريقة.
لكن بينما كانا يظنان أن البحر يخفي جرائمهما، كانت الأجهزة الأمنية تسابق الزمن لكشف خيوط القضية، بمساعدة تحريات قطاعي الأمن العام والسياحة والآثار، توصلت الشرطة إلى معلومات تفيد بحيازة المتهمين لمجموعة من القطع الأثرية المسروقة بقصد الاتجار.
وفي عملية أمنية محكمة، ألقت الشرطة القبض على الرجلين وبحوزتهما 448 قطعة أثرية مذهلة، شملت المضبوطات تماثيل تحمل نقوشًا فريدة، كؤوسًا من البرونز، رؤوس تماثيل، وعملات معدنية تعود إلى العصرين اليوناني والروماني.
اعترف المتهمان بكل شيء، أوضحا كيف قاما بالغطس لاستخراج القطع الأثرية من أعماق خليج أبو قير، مؤكدين أن هدفهما كان بيعها لتحقيق أرباح ضخمة.
عندما عُرضت المضبوطات على خبراء الآثار، أكدوا قيمتها التاريخية، مشيرين إلى أنها جزء من تراث وطني لا يقدر بثمن، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.