كيف نجت «كريمة» من حبل عشماوي.. وماذا حدث طيلة الـ6 سنوات؟: كنت بتشاهد كل يوم
في 2 سبتمبر عام 2019، ارتدت كريمة، 35 سنة البدلة الحمراء، بعدما أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام، بتهمة قتل زوجها، نقلها الحرس المخصص بمحكمة المنصورة إلى السجن، لتخلع السيدة الثلاثينية وقتها ملابس الحبس الإحتياطي 'البيضاء' وترتدي البدلة الحمراء لتنفيذ الحكم في أي لحظة طيلة 4 سنوات.
ما إن سمعت 'كريمة' الحكم انهارت وأصبحت طوال الـ4 سنوات الماضية على شفا حفرة بإعدامها، عندما تسمع فتح باب زنزانتها خوفًا من رؤية عشماوي، إلا أنها فوجئت قبل شهر بأحد الحراس يقول لها: 'مبروك يا كريمة إنتي طلعتي براءة'، لتعود الروح إلأى جسدها الذي ذبل طوال السنوات الماضية، ويخضر عودها من جديد بعدما عاد الدماء إلى عروقها مرة ثانية.
بدأت مأساة 'كريمة' يوم 5 ديسمبر 2017، عندما كان تجلس في بيتها بمدينة محلة دمنة بمحافظة الدقهلية، وكانت في ذلك الوقت مصابة بكسر في رجلها، وسمعت صرخات الجيران أن الأهالي عثروا على جثة زوجها محمد عبده الشربيني عبده، ملقاة في الأرض الزراعية بجوار شريط السكة الحديد.
التقرير الطبي
التقرير الطب الشرعي كشف أن الوفاة نتيجة السم، واتهمت أسرة الزوج وقتها زوجته بدس السم له في مشروب القهوة لتتخلص منه لرغبته في الزواج من أخري، وتجمعت القرائن حول المتهمة واكتملت القضية فصدر الحكم بإعدامها في 2 سبتمبر 2019.رأي محامي البريئة
يقول محامي كريمة، إن محكمة النقض في جلسة 17 يناير الماضي، قضت بقبول النقض شكلا وإلغاء قرار محكمة الجنايات المقضي بالإعدام، وحكمت في القرار مجددا بالبراءة، 'الحمد لله كنت واثق من براءتها.يشير المحامي في حديثه، إلى أن عقوبة قتل الزوج بالسم في المشرع المصري هي الإعدام، موضحا أنه عمل طوال النقض على الحكم على شقين هما 'فنية وعقلية'، والمسائل الفنية هي أن المجني عليه تناول سم الفيران بعدما تناول قهوة على إحدى المقاهي، ولم يكن متواجدا في المنزل وقت وقوع الجريمة.
وأكد محامي البريئة أن تناول السم بحسب تقرير الطب الشرعي في حدود الساعة 10، والوفاة اكلينيكية الساعة 11 ونص وكان آخر اتصال للمجني عليه الساعة 11 ونصف، وهو بعدما هاتف أحد أصدقائه بأنه يعاني من مرض شديد في البطن وقال له 'أنا بطني بتتقطع'.
وتابع: الطب الشرعي أكد في تقريره قبل الإعدام أن سم الفيران المادة الفعالة له تعمل بعد 4 ساعات، وهذه المسالة لم تطرح أمام محكمة أول درجة، بجانب جميع الشهود أقروا أن المجني عليه كان جالسا على المقهى ويحتسي القهوة من الساعة 7 ونصف إلى 9 ونصف، وهذا التوقيت لم يمر عليه الـ4 ساعات.
وقال محامي السيدة، إنه تقدم بالدليل الفني للمحكمة والذي يؤكد بأن المادة الفعالة بسم الفار لم تتفاعل مع جسم الإنسان في 4 وهذه أقل مدة للتفاعل، مشيرا إلى أنه أكد للمحكمة أن المجني عليه كان جالسا على المقهى ولم يكن مع الوجة 'كريمة'، بجانب أن المتهمة كانت أقرت بأن زوجها لم يحضر إلى المنزل في ذلك التوقيت.
وأشار دفاع كريمة، إلى أن الجثة كانت في وضعها الطبيعي وهي ملقاة بجوار شجرة، وملابس المجني عليه نظيفة، 'المجني عليه كان ماشي على رجله وجلس من شدة التعب بجوار شجرة ومات من السم'.
وتساءل: كيف لسيدة أن تقوم بقتل الزوج بمفردها ونقله إلى مكان يبعد 800 مترا بعدما حملته وألقته؟، بحسب رواية ضابط المباحث، والذي أكد أن السيدة قامت بقتل زوجها بالسم داخل منزلهما، وبعدها قامت بنقله إلى مكان العثور عليه.
وتابع المحامي سؤاله: 'فين حق البريئة بعد 6 سنين مين هيجيب لها حقها واحدة النهاردة نصف مدتها قضتها بالبدلة الحمراء كل يوم بيموت جواها لما كان بيتفتح الباب كانت تتشاهد.. واحدة دخلت عندها 35 سنة طالعة عندها 41 سنة.. داخله بصحتها طالعة مشلولة بتتزق على كرسي'؟.
واختتم المحامي حديثه: حق كريمة هندور عليه دلوقتي وسوف نقدم طلب للنائب العام بفتح ملف التحقيق مرة أخرى لمعرفة من القاتل، 'عايزين حق كريمة في جوزها.. دخلت السجن شابة طلعت مشلولة.. ولادها دخلوا دار أيتام 6 سنين بعد ما محدش رضي يستقبلهم من أهل الزوج مين هيجيب حقهم فين حق كريمة'.
رواية كريمة وشقيقتها
'فقدنا الأمل أنها تحصل على البراءة لكن لم نفقد الأمل في ربنا'، هكذا تروي سها شقيقة كريمة، وقالت، بعد الواقعة، رفضت أسرة زوجها المتوفى تربية بناته 'صابرين وياسمين'، وكأنتا في المرحلة الابتدائية، فأخذتهما وقررت أن أربيهما بدلا من أختي، والتي تأكد الجميع أنها لن تنجو من حبل المشنقة.وأضافت الأخت أبيع الخضار والفاكهة لأربي الطفلتين وأصرف على بيتي، ومن شهر واحد فقط فوجئت باتصال بأن محكمة النقض قضت ببراءة أختي كريمة، وبعد شهر من الإجراءات خرجت من السجن واستقبلناها بفرحة لم نعيشها في حياتنا.
وأشارت إلى أن أختها عاشت أيام صعبة لما شعرت بالظلم، فكل الأدلة كانت ضدها، وأصيبت بجلطة من الحسرة، وهاجمتها الأمراض، فعاشت أكثر من 3 سنوات في خوف ورعب من أن السجان سيدخل عليها يقودها إلى حبل المشنقة في أي وقت، وتدهورت حالتها الصحية.
وتحكي كريمة تلك المرحلة الصعبة في حياتها، من وقت القبض عليها، وشهادة أهل الزوج ضدها، ولم تجد المحكمة أي مفر من أنها هي القاتلة، 'كنت بتحاكم على حاجة ما عملتهاش، وكنت أقول لنفسي ربنا اسمه العدل وأكيد الحق هايبان في أي وقت' لكنها وجدت نفسها ترتدي البدلة الحمراء وأصبح لا مفر من الإعدام.
وتكمل كريمة: 'اعتبرت نفسي هاموت في أي وقت' وكنت أصاب بالرعب كلما فتح السجان باب الزنزانة حتى أصيبت بجلطة وهاجمتني الأمراض، وقالوا إن محكمة النقض قضت ببراءتي وخلعت البدلة الحمراء منذ شهر، ولما انتهت الإجراءات خرجت أمس من السجن.
وقالت 'كريمة': 'هعيش لأطفالي أربي بناتي وأعوضهم فقدي لهم لمدة 5 سنوات، وهانسي كل اللي حصل لي، وهاعيش حياة جديدة وسطهم'.
وصدر الحكم من محكمة جنايات المنصورة في القضية رقم 144 لسنة 2018 جنايات مركز محلة دمنة والمقيدة برقم 448 لسنة 2018 كلي جنوب المنصورة، ضد كريمة السيد عبد الحميد، بالإعدام شنتقا بتهمة وضع السم لزوجها في القهوة وقتله، وألغت محكمة النقض الحكم منذ شهر واحد فقط.
بالبدلة الحمراء.. «سفاح الجيزة» يصل جلسة النطق بالحكم في اتهامه بقتل شقيقة زوجته
حقيقة صورة تنفيذ إعدام محمد عادل قاتل نيرة أشرف