«الدكتور محي مات بكورونا».. مرثية من صديقه تبكي رواد التواصل الاجتماعي
نعى محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، صديقه الدكتور محيي مصطفى، الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا،
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك البوست الذي نعى فيه أبو النور صديفه متأثرين بكلماته الصادقة.
وقال أبو النور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» « رحل صباح اليوم عن عالمنا متأثرا بإصابته بمرض 'كوفيد ـ 19' صديق طفولتي الدكتور محيي مصطفى، وبالرغم من أن رحيله أثار موجة من البكائيات في نفوس أصدقائنا وزملائنا؛ إلا أن ذلك الرحيل المباغت لرجل في ذروة شبابه ربما يستوجب إعادة التفكير في مفهوم الرثاء، كان محيي هو جاري وصديقي المقرب في الأعوام الثلاثة الأولى الابتدائية أو 'الأنتيم' بالمفهوم العصري للكلمة، دخلت بيته ودخل بيتي وأكل من طعام والدتي وأكلت من طعام والدته، وفعلنا معا كل الأمور الأولى في الطفولة. مثلا: تعلمنا قيادة الدراجة سويا للمرة الأولى بدراجته الحمراء وبدراجتي الزرقاء ذات مسند الظهر».
وتابع « أعرفه معرفة وثيقة وربما أكثر من أي شخص آخر، أعرف عائلته وشقيقتيه وشقيقه الأصغر 'مؤمن' الذي حضرت ولادته ومما أذكره أن والده ـ رحمه الله ـ ووالدته كانا يحباني ويحرصان على أن أذهب معه إلى جدته لوالدته التي تسكن على مقربة من عمل والده، لم تكن حياة محيي حياة رجل مغامر، وهو ما امتاز به عن أغلب أقرانه في دفعتنا، هو رجل دقيق ويحسب للشيء ألف حساب ويعرف بالضبط ما المطلوب منه ويؤديه على أكمل وجه. مثلا: كان يعاتبني كثيرا لأنني لا أجيب عن أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية كما هو موضح في الكتاب أو نموذج الإجابات».
وأضاف « كلانا لم نكن معجبين بالمناهج وبالعملية التعليمية من الأساس؛ لكنه عالج هذا بطريقة مختلفة عني. مرة قال لي: 'يا محمد أنت أفضل مني في الإنجليزية ورغم ذلك أحصل على درجات أعلى منك. يجب أن تكتب ما يريده المنهج، في تلك اللحظة كان تفسير معلم الإنجليزية الأستاذ محمود مختار بسيطا: 'محمد متمرد ومبدع وأنت واقعي وحريص يا محيي».
وأضاف «في صولة مراهقتنا بالمرحلة الثانوية لم ينخرط أبدا في مغامرات الشغب أو الخروج عن الالتزام، كانت حياته منصرفة إلى الجدية والدقة في كل شيء بدءا من الدراسة ومرورا بعلاقات الزمالة والصداقة وانتهاء بعلاقات العمل، اختار محيي حياة هادئة وديعة بلا ضجيج أو صخب، وقصد أن تصبح تلك الحياة المتدفقة بالجد والمثابرة من بني سويف إلى القاهرة للدراسة الجامعية ثم العودة مرة أخرى إلى بني سويف بمثابة عودة مظفرة إلى أشقائه الذين كان لهم الأب بعد رحيل والده، وإلى أبنائه الذين كان لهم المرشد في الطريق».
وأكمل «شخصيا علمتني حياة محيي الملهمة أن عمر الرجل ليس تتابعا مرسلا للأيام، ولكنه ماستر سين في قلب الدراما هدفه رعاية الأسرة الصغيرة والتأثير فيها ومن ثَمً في المجتمع ككل، ويمكنني اعتبار سنواته الخمس والثلاثين مقدمة موجزة لفصول مفعمة بالنصر والإنجاز سيكتبها أبناؤه الذين تركهم في عمر الزهور».
واختتم « لقد توفي محيي اليوم. مات الجسد ونفض عن نفسه غبار الطريق، وبقيت روحه معي ومع كل الذين عرفوه. روح لا تقل بهاءً عن مشهد النوارس على الشواطئ، ولا تقل عذوبةً عن أصوات العنادل فوق أغصان السنديان، أوقن أن تلك الروح النقية الصادقة ستظل سردا تصويريا مفصلا ليوميات رجل عرف الله وأدى دوره بامتياز في رحلة كانت تمتاز بعظمة السعي وضخامة المسعى. ومن الآن سأبدأ في إعادة التفكير في مفهوم الرثاء بأن أفكر ألف مرة قبل رثاء أحد وسأسأل نفسي: هل هذا الذي مات مثل محيي كي أكتب فيه الرثاء؟!
معمرة سعودية عمرها 101 عام تهزم فيروس كورونا
كيف تصبح الحلاقة «آمنة» فى زمن الكورونا؟