ناهد السباعي: ندرس الشخصيات وتاريخها المرضي لنتمكن من تجسيدها بصدق على الشاشة

شهدت قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس عرض برنامج أفلام "علاقات" ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان ميدفست مصر، وهو المهرجان الذي يجمع بين الفن والطب والصحة النفسية في تجربة فريدة تهدف إلى تعزيز الحوار بين السينما والمجتمع.

يضم البرنامج مجموعة من الأفلام القصيرة من دول مختلفة، منها: رسالة (المملكة المتحدة)، إنسان (فرنسا)، خمسة أسابيع (المملكة المتحدة)، إنه ملكي (كندا)، الأم والدب (مصر)، وتفكك (الولايات المتحدة).

أعقب العروض جلسة نقاش ثرية شارك فيها الفنانة ناهد السباعي، والطبيب النفسي د. نبيل القط، ومؤسس ميدفست مصر د. مينا النجار، وأدارها صانع الأفلام يوسف هشام.

ركز النقاش على عمق الروابط الخفية بين الأمهات والأطفال، وقوة اللمسة الإنسانية الشافية، مع التوقف عند دور السينما في كشف هذه العلاقات المعقدة وتقديمها بشكل يثير التفكير.

وتطرقت ناهد السباعي إلى مسؤولية الفنان والمخرج في أن يكونا صوتًا للشخصيات التي قد لا يراها المجتمع أو يتجاهل معاناتها، مؤكدة أن دراسة الخلفية النفسية للشخصيات والبحث في تاريخها هو جزء أساسي من التحضير للعمل الفني.

وأشارت إلى أن جيلها أصبح مفتونًا بالبحث في الذاكرة العائلية والعودة إلى الأرشيف الشخصي، معتبرة أن ذلك أحد أشكال "النوستالجيا" التي تحفّز الإبداع وتعيد قراءة الماضي من منظور جديد.

أما د. نبيل القط، فاستعرض التحديات التي يواجهها الأطباء في مواقف مواجهة ذوي المرضى بالحقيقة، مشددًا على أن التعاطف قد يصبح عبئًا نفسيًا على الطبيب أحيانًا، لكنه يظل ضرورة إنسانية.

فيما تحدث د. مينا النجار عن تجربته الشخصية في بداية عمله كطبيب امتياز، وكيف شكّل هذا التحول السريع إلى موقع المسؤولية صراعًا نفسيًا عميقًا.

وكان فيلم الأم والدب المصري حاضرًا بقوة في النقاش، إذ وصفه د. نبيل القط بأنه يعكس الجفاء العاطفي بين الأجيال، بينما أوضحت مخرجته ياسمينا الكمالي أن الفيلم جاء بعد رحلة بحث في مذكرات والدتها، لتكتشف كيف تنتقل أنماط الحب والتربية عبر الأجيال، وكيف يمكن أن تحمل مشاعر مختلطة من الحنان والصرامة معًا.

واختُتمت الجلسة بتأكيد الحضور أن الأفلام التي عرضت هذا العام فتحت نوافذ جديدة للتأمل في العلاقات الإنسانية، وأعادت النقاش حول أهمية تقديم قضايا الصحة النفسية في السينما بوعي وعمق، بعيدًا عن التنميط أو الإثارة السطحية.