ويبقى الحب.. رسالة زوج سلمى الزرقا بعد أسبوع الرحيل: مش متخيل حياتي من غيرك

«إلى لقاء قريب».. وحده الحب يحرك المشاعر ويجددها حتى آخر العمر؛ تمامًا كالأنهار المتدفقة التي لا تنضب، وكذا فإن الرحيل لا يُصبح عائقًا أمام هذه القوة الديناميكية الجبارة؛ فيهدئ من ثورتها أو يعطل رغبتها في الاستمرار؛ ليبقى الحب كلمة السر.

6 سنوات ألم

كانت آخر كلمات سلمى الزرقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) «ادعولي»؛ لتضج صفحتها بصادق الدعوات أن يزيل الله عنها الهم؛ ويرحل عنها ذلك الضيف الثقيل (السرطان)؛ تمسكت بالأمل حتى لحظاتها الأخيرة، قاومت ست سنوات؛ بُتر ذراعها وظلت حالمة جميلة تمامًا كوردة يانعة؛ إلى أن فتك بها المرض اللعين وتمكن من برائتها.

في الثاني والعشرين من الشهر الجاري (فبراير 2021) رحلت بهدوء، تركت زوجًا سكنه حبها، وآلمه رحيلها هكذا حكت كلماته، وهكذا قالت نظرات عينيه لزوجته المقاتلة العنيدة التي ترجلت عن جواد الحياة مُرغمة؛ بعدما قُهرت من عدو مجهول.. «كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي وعيد ميلادك أحلى في الجنة إن شاء الله».

أسبوع الرحيل

أسبوع مر على رحيلها ليرثيها زوجها عبر صفحته الشخصية قائلاً: «مش قادر أتخيل حياتي من غيرك؛ لكن متأكد انك ارتحتي وفي مكان أحسن بكتير، قضيت معاكي أحلى أيام حياتي؛ علمتيني فيهم معنى الصبر والعزيمة وغيرتيلي مفهوم الحياة بالكامل. دايمًا بقول سلمى شخصية استثنائية مش سهل نقابل زيها كتير في حياتنا، واللي الناس شايفاه نص الواقع في القوة والإيمان بالله والروح الحلوة عشان عشت معاها كل لحظة في قصتها وأحلى ذكريات».

الزوج الجريح أكد فخره بزوجته الراحلة؛ سماها «المرأة الخارقة»: «فخور جدًا بيكي وانك عرفتي توصلي رسالتك وتأثري في الوطن العربي كله، ودة كان هدفك، وبيجيلي رسايل من دول كتير متأثرين بالمرأة الخارقة. آخر حاجة قلتيهالي انت قوي معاك ربنا. إن شاء الله هكون قوي واخليكي فخورة بيا. في الجنة و نعيمها إن شاء الله. إلى لقاء قريب».

مواجهة المرض

بُتر ذراع ابنة الإسكندرية، وتضاعف الألم لديها؛ إلا أنها كانت قوية كفاية لتواجه المرض وتتحداه بكل ما أوتيت من قوة؛ 6 سنوات تُقاتل سلمى (أشهر محاربات السرطان) لتبقى على قيد الحياة؛ الحياة التي تحبها وتعشق تفاصيلها، الحياة التي تركتها تصارع المرض وحيدة دون سند.

تعلمت الكتابة (بيدها اليسرى) وواصلت الدراسة حتى حصلت على الماجستير، لتصبح مُلهمة ومثلا أعلى؛ وهو ما دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة خطواتها وكتاباتها.

برحيلها؛ صُدم الجميع، صُدموا بالخبر الذي أعلنه زوجها إسلام عرفات عبر فيسبوك «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفيت إلى رحمة الله تعالى زوجتي حبيبتي سلمى محمد الزرقا، وصلاة الجنازة الاثنين العصر بجامع المواساة والدفنة بالمنارة آخر باب والعزاء يوم الثلاثاء»؛ فكانت النهاية.

رحلة سلمى الزرقا وأسماء مصطفى مع السرطان.. نهاية حزينة لقصة البطلتين ومنشوراتهما على فيس بوك تتحول لأيقونة أمل