طبيب الغلابة قبل الرحيل : عبد الناصر ساعدني في تحقيق حلمي.. ووالدي أوصاني بالفقراء.. وقصة انتحار طفل غيرت حياتي

توفي فجر اليوم الطبيب محمد مشالي الشهير بطبيب الغلابة، وسيتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بعد ظهر اليوم بمحافظة البحيرة.

كان الدكتور محمد مشالي المعروف بـ طبيب الغلابة قال في حوار سابق مع مراسل برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد،  أنه راضٍ بما قسمه الله له ومنا عليه وأعطاه أكثر ما تمنى وأكثر ما يستحق.

وأوضح مشالي أنه نشأ في بيئة متوسطة ووالده اصطحبه فور انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية  ليقدم له في كلية الطب ثم فوجئ بأن المصاريف مرتفعة، فأخبره بالبحث عن عمل آخر.

واستكمل الدكتور محمد مشالي، قائلا: إنه في مساء ذلك اليوم أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره بمجانية التعليم ما أتاح له فرصة استكمال حلمه والالتحاق بكلية الطب.

وأشار طبيب الغلابة إلى أن له عيادتين في المناطق الشعبية يذهب إليهم لخدمة المرضى وتقديم الخدمة العلاجية بأسعار رمزية، لافتا إلى أنه اختلط بالمرضى في بداية حياته العملية  ووجدهم فقراء جدا ، كما أن والده أوصاه بالفقراء وحثه على عدم طلب مقابل منهم.

وأكد طبيب الغلابة أن المريض ابتلاه الله بالمرض ولا يقدر على العلاج ولذلك فإنه يستحق العطف ، وسرد موقفا حدث معه أثر عليه، وهو قيام طفل بإشعال النار في نفسه ليريح أسرته من مصاريف علاجه التي كانت تعجز والدته عن دفعها في ظل احتياجات باقي أشقائه، معلقا لو وجد من يحنو عليه لما كان مات بسبب الفقر.

يذكر أن الدكتور محمد عبد الغفار مشالي من مواليد محافظة البحيرة عام 1944، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه.

تخرج مشالي من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة في محافظات مختلفة، وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.

ثبت الراحل قيمة كشفه في عيادته عند 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، وتم إطلاق لقب طبيب الغلابة عليه.

بقناعته ورفضه هدية قيمة .. الدكتور محمد مشالي «طبيب الغلابة» يخطف القلوب

أحمد الطيب : مِنَ المؤلمِ أن تكون فضيلتي التواضعِ والمساواةِ في بلادِ غير المسلمينَ أظهرُ وأكثرُ انتشارًا منها في بلادِنا