من عامل رخام إلى مدرس بجامعة الملكة البريطانية.. رحلة أحمد إبراهيم من الصعيد لـ إنجلترا

أحمد الضبع 06 نوفمبر 2022 | 11:44 صباحاً

كتب: ناجي محمد علي وأحمد الضبع

لم يصل الشاب الصعيدي إلى جامعة فكتوريا صدفة وطريقه إلى سلم المجد لم يكن ممهدا، فقد كان وراء ذلك قصة كفاح ملهمة قد لا يتصورها أحد، بدأ رحلته من باطن الأرض ثم عامل في ورشة، إلى أن بات ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا عالميا، فما حكاية الدكتور أحمد إبراهيم؟

وُلد الأمل من رحم المعاناة

ولد إبراهيم بقرية أم الحويطات بالبحر الأحمر وانتقل بعدها رفقة أسرته إلى سفاجا، وبدأ رحلة العمل منذ أن كان طفلا في العاشرة من عمره، وفي المرحلة الابتدائية قاده الفضول إلى الذهاب مع والده إلى منجم فوسفات بباطن الأرض، ليرى كيف يعمل أباه في مهنة تكسير الجبال، وهناك عاش أصعب أيام عمره مع الحرارة التي لا تطاق.

بقايا منزل الدكتور أحمد إبراهيم بقرية أم الحويطات بالبحر الأحمر (مصر)

مسيرة الإصرار على النجاح

بعد خروجه من النفق تولد داخله الحلم وبدأت مسيرة الإصرار على النجاح، والتحق بورشة للرخام لم ترحم ضعفه، فتشققت يداه من أثر استخدام الجير وأصيب بجروح قطعية في اليد نتيجة استخدام الشنيور، وظل يتنقل بين حرفة وأخرى حتى جاءت المرحلة الجامعية وأصبح يقدم الشاي لرواد إحدى المقاهي واجتهد في مذاكرته إلى جانب عمله في الكافتيريا حتى تخرج في جامعة جنوب الوادي كلية العلوم وكان الأول على دفعته.

والد الدكتور أحمد إبراهيم الشريف

ابن الجنوب يتحدى نفسه

وظل بالمقهى حتى تسلم قرار تعيينه معيدًا، فواصل التفوق وحصل على الماجستير في الكيمياء، وقدم على بعثة دراسية قصيرة إلى بريطانيا فقابله المشرف بالاستهانة من لهجته الصعيدية وخاطبه: «قول يا صعيدي بالعربي ملكش دعوة بالإنجليزي» ليبهره ابن الجنوب الطامح بإتقانه اللغة الأجنبية ويبدع في الإجابة على أسئلة المشرفين ويحظى بفرصة السفر لجامعة فكتوريا بإنجلترا.

الدكتور أحمد إبراهيهم الشريف الدكتور أحمد إبراهيم الشريف

الزمان حين يدور

استمر في التألق ونشر بحثًا أبرز نبوغه وعرضت عليه جامعة الملكة منحة كاملة للدكتوراة، وأنهى رسالته وأبحاثه وعُين أستاذًا في بريطانيا، وتمر الأيام وتتقلب الأحوال ويأتيه بحث للإشراف عليه مقدم ممن استهان به قبل سفره، ليسطر واحدة من أهم قصص الكفاح والنجاح.

الدكتور أحمد إبراهيم الشريف

أسس أحمد إبراهيم قناة على يوتيوب تحمل اسم «علم تيوب» يتابعها أكثر من 2 مليون شخص، ويقول لموقع قناة صدى البلد، إنها أهم شيء في حياته، لأنه ينشر من خلالها علمه الذي تعلمه طيلة السنوات الفائتة حتى يستفيد منه الشباب المصري، ويكون بذلك استطاع أن يقدم شيئا لوطنه الذي يعيش في قلبه ويصاحبه أينما ذهب.

يشارك في قمة المناخ

تلقى الدكتور أحمد إبراهيم، صاحب الـ 37 عاما، قبل أيام دعوة من الولايات المتحدة للمشاركة بأبحاثه في قمة المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ بحضور زعماء العالم.

وكتب الدكتور أحمد على صفحته قائلًا: «الصعايدة فخر لمصر لأنهم رمز الشهامة والجد والابتكار».