من يعود للقمر.. توتر بين ماسك و«ناسا» بشأن البرنامج الفضائي الأمريكي

وجه الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «سبايس إكس»، انتقادات حادة إلى شون دافي، القائم بأعمال مدير وكالة «ناسا»، بعد أن لمح الأخير إلى إمكانية الاستغناء عن الشركة في المهمات المستقبلية للعودة إلى القمر.
وقال ماسك في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»: «شون الأحمق يحاول تدمير ناسا!»، في إشارة إلى تصريحات دافي، وزير النقل السابق في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمسؤول حالياً عن الوكالة بالإنابة.
وكان دافي قد صرح في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أنه يعتزم إعادة فتح المناقصات الخاصة بمهمة "أرتيميس 3"، وهي المهمة التي تهدف إلى إعادة الأمريكيين إلى سطح القمر، مبرراً قراره بـ«تأخر شركة سبايس إكس عن الجدول الزمني المقرر».
وقال دافي: «أنا معجب بشركة سبايس إكس، فهي شركة عظيمة، لكن المشكلة تكمن في التأجيلات المتكررة. نحن ننافس الصين، ولا يمكننا تحمل المزيد من التأخير».
وقد جاءت تلك التصريحات وسط تحذيرات من خبراء الفضاء بشأن إمكانية تأجيل إطلاق صاروخ "ستارشيب" العملاق، المقرر استخدام نسخة معدلة منه كمركبة هبوط على سطح القمر، الأمر الذي نفاه ماسك بشدة.
رد ماسك مؤكداً أن «ستارشيب» سينجح في إتمام المهمة القمرية بالكامل، مشيراً إلى أن شركته تعمل «بسرعة البرق مقارنة ببقية شركات الفضاء».
وتواجه شركة «سبايس إكس» تحديات تقنية كبيرة بعد تأجيلات متكررة، في حين حددت «ناسا» موعداً مبدئياً لإطلاق مهمة «أرتيميس 3» منتصف عام 2027، وهو جدول زمني يراه العديد من الخبراء «غير واقعي».
تأتي هذه التطورات في ظل سباق فضائي متجدد بين واشنطن وبكين؛ إذ تخطط الصين لإرسال بعثة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030، مما يزيد الضغوط على الولايات المتحدة لتسريع برنامجها الفضائي.
ولتحقيق ذلك، قد تلجأ «ناسا» إلى التعاون مع شركات أخرى، أبرزها «بلو أوريجين» المملوكة للملياردير جيف بيزوس، أو شركات فضاء ناشئة أخرى لتطوير مركبة هبوط بديلة.
يأتي هذا الخلاف بين ماسك ودافي في وقت تخوض فيه الإدارة الأمريكية مفاوضات لاختيار مدير دائم جديد لوكالة "ناسا".
وكان رجل الأعمال جاريد إيزكمان، المقرب من ماسك والمفضل لدى ترامب، قد استُبعد من المنصب في مايو الماضي، قبيل تصاعد الخلاف بين الرئيس الأمريكي ورئيس «سبايس إكس».
لكن تقارير صحفية أشارت إلى أن ترامب يفكر في إعادة طرح اسم إيزكمان مجدداً لتولي المنصب، في خطوة يعارضها دافي الذي يسعى للاحتفاظ بإدارة الوكالة.