هل يتحرك العالم لمواجهة الفيضانات الغاضبة ؟

ماذا تخبئ الطبيعة من كوارث لبنى البشر على الأرض،  بعد أن أصبح العالم يعيش حالة من القلق والتوتر ويعاني  غضب الطبيعة وموجات الامطار الغزيرة والاعاصير التي اجتاحت أوروبا والعالم هذا الأسبوع ، إذ تسببت بفيضانات اجتاحت المنازل، وخلفت عددا كبيرا من الوفيات والمفقودين، في المانيا حيث توفي 19 شخصا على الأقل واختفى العشرات من المفقودين. ولقى ثمانية حتفهم في جنوب مدينة بون الألمانية. ولقي أربعة آخرون حتفهم واعتبر سبعون آخرون في عداد المفقودين في منطقة آرفيلر جنوب البلاد بعد أن فاض نهر آر الذي يصب في نهر الراين على ضفتيه ودمر ستة منازل.

ومن حوض الراين انتقل الغضب إلى بلجيكا، التي قتل فيها شخصان ثم جنوب هولندا، حيث تابعت كليب لأحد المدونين  يتابع مأساة فتاة في عز شبابها بدلا من محاولة انقاذها يتسلى بمنظرها وهى يجرفها الفيضان وتختفى عن العيون. وسط ركام المنازل المدمرة وفيضانات الأنهار ، وفى جنوب هولندا ضمن موجة  الأمطار القياسية في غرب أوروبا التي ألقت بظلالها حول الأنهار واجتاحت المنازل واقتلعت الأشجار وجرفت السيارات وتغمر الأقبية.

أما في بريطانيا التي تعانى موجة جفاف منذ عامين فلم تستثنها الطبيعة من مياه الغضب حيث غمرت الفيضانات شوارع العاصمة البريطانية لندن فغرقت في شبر مية كما يقول المثل المصري مما اضطر السلطات إلى تعليق سير الحافلات والسيارات. كما غمرت المياه أنفاق المترو بكميات كبيرة مع استمرار هطول الأمطار والعواصف الرعدية على أنحاء متفرقة من البلاد.

علقت السلطات سير الحافلات والسيارات في شوارع مدينة الضباب لندن بعدما غمرتها مياه الأمطار بسبب العواصف المتكررة التي ضربتها. وكالعادة نشر ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسيارات غارقة بالمياه في جنوب غرب العاصمة مع هطول الأمطار الغزيرة، والعواصف الرعدية التي شقت طريقها إلى جنوب شبه الجزيرة البريطانية.

وعلى الضفة الأخرى للأطلسى اجتاحت موجة الغضب العديد من الولايات الأمريكية ووصلت ميتشجان حيث وصل ارتفاع الأمطار إلى سبع بوصات على مناطق ديترويت وتسببت الأمطار الكثيفة في تقطع السبل بمئات المركبات على الطرق السريعة التي غمرتها المياه مما دفع إلى إنقاذ حوالي 50 سائقا. فقط بينما جرفت السيول نحو 350 مركبة ولم تبخل عليهم كاميرات الفضوليين وأظهرت بعضهم وهو يصرخون تحت الماء خلف زجاج  النوافذ المغمور بالمياه، وماحدث في ميتشجان تكرر ببشاعة في أورليانز وإلينوى وعمت الكوارث مقاطعات، ليك، ومكهنرى، وكاين، وغرقت الآلاف من المنازل بالفيضانات ..

وفى الصين حملت الأنباء الشحيحة أخبار وفاة 12 شخصا وإجلاء 200 ألف آخرين جراء فيضانات شهدتها مناطق وسط الصين، في كما تفجرت سدود بسبب الأمطار الكثيفة وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة. وخرج الرئيس الصيني عن صمته وحذر أن بلاده تواجه فيضانات «خطيرة للغاية».

و دون الدخول في الكلام الناشف الجاف عن علم تساقط الأمطار في الأرض وبيانات علماء الأرصاد الجوية وتوقعاتهم عن الأقاليم الأوسع تساقطا للمطر والكلام العلمي عن الاحتباس الحراري وأثره على زيادة تساقط الأمطار من ناحية الكمية والشدة واتجاه الرياح. وأن الاحتباس الحراري قد يتسبب أيضًا في تغيير نمط الهطول عالميًا، ليشمل ظروفًا أكثر رطوبة حول خطوط العرض وبعض المناطق المدارية ويتسبب في خلق ظروفً أكثر جفافًا في المناطق شبه الاستوائية، لكن الملاحظ أن المناطق التي شملها الغضب خلال الأسابيع الماضية هي نفس الدول التي تشهد خناقات تحول دون التوقيع على اتفاقية المناخ ومن المتسبب في الاحتباس الحرارى وثقب الأوزون ، ومن المسئول عن حدوثه ومن يتحمل إصلاح الخلل، ومن يدفع الفاتورة وهل يتحملها الأكثر تسببا في الانبعاثات أو توزع الانبعاثات على عدد السكان فيتحملها الغلابة والمساكين كالعادة في العالم الثالث الكثيف السكان الذين يدفعون ضريبة سباق الكبار في صناعة السلاح وحروب الفضاء والأسلحة النووية ؟

فهل يتحرك العالم لمواجهة الفيضانات الغاضبه ؟؟

أما فى أفريفيا يُعتبر النصف الشمالي من القارة صحراء بشكل أساسي، بينما تحتوي اجزاء القسم الأوسط من قاراتنا على مناطق الغابات شديدة الكثافة والأمطار الغزيرة ومنها طبعا هضبة الحبشة  حيث يتحرك حزام الأمطار عبر القارة إلى الوسط بحلول شهر أغسطس، وهو ما شجع الأثيوبيين على تعجل الملء الثانى لسد «الغبرة الأثيوبى» دون توقيع اتفاق قانوني ملزم بعدم الضرر مع دول الحوض ومنها دولتى المصب، والحمد لله أن مصرنا لازالت بعيدة عن خطر الفياضانات والأمطار الكثيفة ولكن الاخطر ليس فقط في تعريض أمننا المائى للخطر ولكن مع التغير المناخى الذى يجتاح العالم ويتسبب في فيضانات وكوارث وانهيار وتصدع سدود صغيرة في الصين ماذا يحدث لو انهار سد النهضة دون توقيع اتفاق يضمن الأمن والسلامة والتشغيل مع الجيران؟! وعموما ربنا يستر وينتبه العالم لغضب الطبيعة قبل فوات الأوان!