أبو العينين: المخلفات كنز يجب استغلاله.. مصر مؤهلة لريادة تكنولوجيا التدوير بإفريقيا.. وعلينا محاكاة التجربة الألمانية
قال النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، إن تدوير المخلفات من الملفات الهامة التي شهدت خلال الفترة الماضية اهتماما كبيرا من القيادة السياسية والحكومة وكذلك في البرلمان الذي وافق علي قانون تنظيم وإدارة المخلفات المقدم من الحكومة.
جاء ذلك خلال ترأسه اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، بحضور الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، و اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والمهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بالمجلس.
إدارة المخلفات
وأشار إلى أنه تم إنشاء جهاز تنظيم وإدارة المخلفات عام ٢٠٢٠، مؤكدا أننا في حاجة إلى خريطة استثمارية شاملة لإدارة هذه المنظومة تناسب القرية و خريطة تناسب المدينة و كذلك ثقافة إعلامية جديدة في هذا المجال ليكون هناك تكاتف من المجتمع كله مع وضع حزمة من الحوافز و المميزات للتشجيع على المشاركة.وقال أبو العينين: المخلفات نعمة وليس نقمة وكنز علينا استغلاله، لاسيما وأن النفايات أصبحت أحد مصادر الطاقة والأسمدة وبناء الاقتصاد في دول عديدة بالعالم، متابعا «علينا أن ننظر إلى المخلفات أنها قيمة اقتصادية مضافة من خلال عملية تدوير شاملة».
و أشار إلى أنه يجب أن نبحث بالفكر والعقل والتكنولوجيا الحديثة كيف نستطيع خلق صناعات جديدة من تدوير المخلفات قائلا: إزاي أقدر أقلل الاستيراد من خلال تدوير منتجات المخلفات؟، وإزاي نضع استراتيجة كاملة لصناعة تدوير النفايات التي ينظرون لها في الخارج أنها كنز؟
و أوضح أن ألمانيا تحقق أرباح ١٠٠ مليار دولار سنويا من إعادة تدوير النفايات، وأصبحت حاليا تستورد المخلفات من دول أوروبا وتعيد تدويرها، وهكذا الصين وسنغافورة وسويسرا تستورد المخلفات وتعيد تدويرها وتحولها لطاقة وسماد ومنتجات صناعية جديدة.
و أشار وكيل مجلس النواب إلى أن هناك صناعة واقتصاد ضخم وقيمة مضافة كبيرة، خاصة مع دعم الرئيس السيسي لهذا الملف الهام، والموضوع لا يقتصر على اقتصاد وصناعة فقط ولكن توفير آلاف فرص العمل ، والحد من التلوث والانبعاثات ،والحفاظ علي الصحة ، و صناعات وطنية لإدارة المخلفات تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
و أشار إلى أن حجم المخلفات في مصر يبلغ ٩٠ مليون طن سنويا، ومصر يمكنها أن تكون رائدة في تكنولوجيا تدوير المخلفات بالقارة السمراء، قائلا: نمتلك ثروة من المخلفات لإقامة منظومة بيئية وصناعية لتطوير المخلفات، وليس مستغربا أن تعرض بعض دول شرق آسيا استيراد المخلفات من مصر .
كما أشار إلى أن هناك جهد وتجارب ناجحة شاهدناها خلال الفترة الماضية وتعاون كبير بين وزارتي الصناعة والبيئة والهيئة العربية للتصنيع في منظومة إعادة تدوير النفايات، ومنها محطة تحويل المخلفات إلي طاقة في الفيوم، معلقا «الحقيقة أنا بعتبر تدوير المخلفات جزء من مبادرة حياة كريمة»..
و أضاف «لازلنا نحتاج إلي جهود مضاعفة في هذا الملف لتوطين تلك الصناعة، فلا زالت المخلفات التي يمكن استخدامها في إعادة التدوير لا تتجاوز ٢٠٪ في مصر، ونحتاج إلي دمج الملف البيئي في قلب الاقتصاد الوطني».
وتابع «نحتاج إلي مشروع قومي لإعادة تدوير المخلفات، يعمل ويتعاون فيه الجميع الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلام كمنظومة واحدة، مشروع قومي المواطن شريك فيه حتى ولو بحوافز بسيطة»..
و أشار إلى أن أزمة المخلفات في مصر تبدأ من عند المواطن، والدولة وحدها لن تستطيع سرعة إحداث التحول في هذا الملف، قائلا: علينا تحفيز المواطن عن طريق مبادرات وعروض مقابل تصنيف المخلفات الناتجة عن البلاستيك والأوراق والأطعمة. وغيرها.
وتساءل أبو العينين: لماذا لا ندعوا الشركات العالمية الكبرى الرائدة في هذا المجال إلي مصر خاصة مع قرب عقد قمة المناخ cop 27 في نوفمبر بشرم الشيخ، ونجهز مشروعات استثمارية بحوافز ضخمة لجذب الاستثمارات، وتوطين التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال الواعد خاصة وأن هناك العديد من الشركات العالمية تريد دخول هذا المجال في مصر..
و أشار إلى أن العالم ينتج أكثر من ملياري طن سنويا من المخلفات وبعد 30 عاما سيصل الرقم إلى 3.5 مليار طن، متابعا « في الظاهر نحن أمام كارثة بيئية لكوكبنا، ولكن تجارب العديد من الدول في استيراد النفايات تجعلنا أمام كنز حقيقي، كنز بدلا من أن يصبح وبالا يمكن أن يدار بالفكر والعقل والعلم ويوفر ملايين الوظائف والطاقة وكوكب يتنفس.
ألمانيا والمخلفات
وقال أبو العينين: نحتاج إلي مشروع قومي ضخم بمشاركة الحكومة والقطاع الخاص وأصحاب الخبرات في تدوير المخلفات، وبمشاركة الهيئة العربية للتصنيع بقدراتها الهائلة وخبراتها الواسعة، والعمل علي تنوع إنشاء مشروعات تدوير المخلفات في المحافظات مع نشر الوعي بين المواطنين للفصل من المنبع، ويمكن للجمعيات الأهلية أن تلعب دورا في ملف التوعية وتشجيع الاستثمار في هذا المجالو طالب وكيل مجلس النواب، بمحاكاة التجربة الألمانية في تدوير المخلفات بمصر، قائلا: «إزاي النهاردة ألمانيا بتربح ١٠٠ مليار دولار من تدوير القمامة سنويا؟»..
وقال «ألمانيا استطاعت اكتشاف كنوز النفايات وتحولها لطاقة وأسمدة وأسمنت، إزاي انهاردة بتستورد النفايات»، مشيرا إلى أن 84 % من النفايات الألمانية تدخل فى صناعات مختلفة.
ودعا أبو العينين، إلى تطبيق مبادرة النقاط الخضراء التي اتبعتها ألمانيا والتي تعني فصل المخلفات من المنبع بصناديق ملونة كل منها مخصص لشيء، مشيرا إلى أن في سنغافورة لم يعد هناك مكان للنفايات حيث يعيدون تدوير ٦٠ ٪ من المخلفات، ويضعون الباقي في محرقة حتي يتحول لرماد يستخدم في تصنيع الخرسانة المخصصة لإنشاء الأرصفة وممرات المشاة.
أبو العينين يهنئ محافظ الجيزة بالعيد القومي.. ذكري استشهاد أبناء قرية نزلة الشوبك
أحمد مجدي يكشف تفاصيل رحيله عن قناة صدى البلد ويشكر النائب محمد أبو العينين