«أتمني محدش ينساني».. حكاية فتاة المنصورة ماتت بـ«الحبة السامة» وخرجت القرية لتشييع جثمانها
لم يمكث أحدًا داخل منزله، خرج الجميع في قرية بحر العش التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لتشييع جثمان فتاة المنصورة، رنا جمال شعبان 21 عاما، والتي تخلصت من حياتها بحبة الغلة لخلافات أسرية وتعرضها لضغوط نفسية.
تكاتف الجميع والحزن يخيم عليهم، وسارعوا في الترجل خلف نعش الفتاة، يدعون لها بالرحمة والمغفرة.
وأظلمت الدنيا في وجه “رنا. ج”، التي تبلغ من العمر 23 سنة، لسوء معاملة أهلها لها، وعدم مساندتها في الحياة. حاولت المقاومة والثبات أمام تلك المعاملات حتى أصيبت بحالة نفسية سيئة. وقبل يومين من احتفالها بتخرجها حزمت أمرها، وقررت إنهاء تلك المعوقات بطريقتها.
قبل أن تنفذ الفتاة، قرارها اشتكت على موقع التواصل الإجتماعي في فضفضة عابرة، وقالت: “أنا عمري ما حسيت بحنية أم ولا أب ولا أخوات ولا أصحاب، أنا لوحدي والوحده وحشه.. أنا اتهلكت واتأذيت، وفي الآخر يتقالي معلش”. ولم تجد العشرينية مفرا من تنفيذ قرارها، وتناولت الحبة السامة، لتنهي حياتها في الحال.
وتركت الفتاة رسالة مؤثرة قبل انتحارها وكتبت على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “أنا حزينة حزينة أوي إني وصلت للمرحلة دي، وأنا بكتب الرسالة دي مش شايفة من كتر الدموع اللي بتنزل من قلبي مش عيني، أنا تعبت تعبت أوي واستحملت كتير أوي بس أنا إنسانة عندي طاقة مش قادرة استحمل كل ده لوحدي، أنا بس كنت محتاجة حد يطبطب عليه وياخدني في حضنه”.
وأضافت: “أنا عمري ما حسيت بحنية أم ولا أب ولا أخوات ولا أصحاب، أنا عايشه لوحدي حرفياً رغم وجود الناس دي حوليا انا لوحدي والوحده وحشه اوي ومُتعبه أوي أنا اتهلكت واتأذيت واتخذلت من اقرب ناس ليا و ف الاخر يتقالي معلش، محدش يكلف نفسه يفكر فيا ولا يفكر ف إحساسي، أعيش ليه، أعيش لمين، أنا في الوقت ده كنت عاوزه بس اللي يحسسني إني استاهل أتحب وأن حد يفضل معايا عشاني عشان بيحبني”.
وأضافت في رسالتها: “أنا حاربت الناس كلها عشان أبقى كويسة وكل محاولاتي فشلت، أتاكدو إني موصلتش لهنا بسهولة كدة لا والله أنا عافرت عشان موصلش بس للأسف الحزن كان أقوى مني أتمنى ربنا يسامحني ويحاسبني على تعبي وقلة حيلتي مش على عدم إيماني به، حاجة أخيرًا أنا كنت لوحدي ودلوقتي لوحدي فأتمنى محدش من أهلي يحضر جنازتي لأني ماشية زعلانة منهم كلهم ومش مسامحة في حق نفسي أبدًا، ادعولي بالرحمة افتكروني بالخير وأتمني متنسيش زي ما كنت منسيه وقولو للشخص اللي ختم نهاية حياتي انه كان أملي الوحيد و للاسف خذلني، عرفوه إني كنت بحبه عرفووه اني خلاص فارقت الدنيا دي وانا حزينه وزعلانه علي نفسي.
وختمت رسالتها: “هيعرف بالصدفة أني موت زيه زي ناس كتير أوي كانت فحياتي حفلة تخرجي بعد بكره هي مش حفلة تخرجي من الكلية بس ومن الحيااة كلها، ادعولي ربنا يسامحني ومحدش يقولي ماتت كفره لأن الكُفر هو إني افضل عايشه مأذيه ومنسيه ووحيدة”.
تلقى اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقهلية إخطاراً من مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة بلقاس من مستشفى بلقاس المركزى بوصول فتاة تدعى ” ر. ج ” 22 عاماً، مصابة بحالة إعياء شديدة نتيجة تناولها قرص كيماوى “حبة الغلة السامة”.
انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس وبالفحص تبين مصرع الفتاة وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة وتعانى من اكتئاب بسب معاملة أهلها، وتحرر عن ذلك المحضر للازم وجارى العرض على النيابة العامة.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين؛ من خلال أكثر من جهة خط ساخن، لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية، أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
أخبار الحوادث في 24 ساعة.. دجال الإسماعيلية وفتاة المنصورة ومحامي الشرقية
تفاصيل واقعة فتاة المنصورة.. هربت من الحياة بـ«الحبة السامة».. وتركت رسالة «محدش يحضر جنازتي»