إلهام أبوالفتح تكتب: «التغيرات المناخية وسلامة الدلتا»
عرضت الإعلامية رشا مجدي، خلال برنامج «صباح البلد» المذاع على فضائية «صدى البلد»، اليوم الأحد، مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار، بعنوان «التغيرات المناخية وسلامة الدلتا»، وجاء نص المقال كالتالى:
الشعب المصري مالوش حل.. كل مأساة يحولها إلى نكتة ليخفف آلامه، الأمطار التي هطلت الأيام الماضية أغرقتنا في شبر ميه، مثل كل سنة وكعادة المصريين حولوها لنكت وصور.. لكن السؤال الآن إحنا داخلين على فصل الشتاء ما هي التوقعات؟، ما هي الاستعدادات؟، وكيف نواجه هذه التغيرات المناخية؟، وكيف نمنع تكرار الأزمة التي عشناها خلال الأيام الماضية؟
فرغم تصريحات المسئولين بأن مصر تستطيع التأقلم مع التغيرات المناخية ولديها القدرة على تلافي أضرار كميات الأمطار، وأن جميع الأجهزة المعنية ورؤساء الأحياء استعدوا، إلا أن الأمطار أظهرت أنه لا توجد استعدادات؛ فالشوارع في مدينة نصر ومصر الجديدة وعين شمس وكثير من المدن والمحافظات غرقت، وأطفال المدارس والموظفون عادوا إلى بيوتهم في الواحدة والثانية صباحا، ورغم أن الأزمة أظهرت شجاعة المصريين وخفة دمهم وتحويل الكوارث إلى مواقف بطولية لنجدة المحتاج وإلى نكات وقفشات، والسخرية كانت وسيلتهم لتخفيف الأزمة فنجد صورا لمقهي والزبائن يجلسون وسط المياه يلعبون كوتشينة، وكوميكس المعادي تستعد لمواجهة الأزمة بعوامات البطة، وياريت اللي بني مصر كان فى الأصل سباك وليس حلوانى، وتحذير غدا الراية حمرا على شاطئ رابعة العدوية وشاطئ نفق العروبة ويمكن النزول في شاطئ ميدان روكسي وفيه حفلة للهضبة في الساحل الشمالي في شبرا.
التغييرات المناخية أصبحت أمرا واقعا نشعر به ونعيشه، درجات الحرارة في الصيف وصلت إلى 45 أحيانا وفي كل شتاء نواجه أمطارا متزايدة وسيولا وثلوجا في بعض المناطق.
فارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية تسبب اختلالات فى ثوابت الطقس بالعالم، جبال الجليد فى القطبين الشمالى والجنوب تذوب، مناسيب المياه فى البحار والمحيطات ترتفع وتحدث الفيضانات والأعاصير، ومصر من أوائل الدول المتضررة، فقد أصبحت ضمن حيز السيول والمطر الكثيف.
"ناسا" أعلنت عن إعصار مدارى نادر يمر بمصر من الشمال، وينتقل إلى الأردن وفلسطين المحتلة، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن إعصار «ميديكين» الذى اقترب من السواحل المصرية، إعصار نادر يضرب الحد الشرقى للبحر المتوسط، تصاحبه عاصفة وأمطار غزيرة ورعدية تصل إلى حد الفيضانات فى المناطق الساحلية.
هناك مواقف لا بد أن ننتبه فيها لتعليمات الأرصاد لكن هناك مواقف أخرى لا بد أن نكون مستعدين لها بشكل بديهى مثل سلامة أجهزة تصريف المياه واستعداد البلاعات للعمل والاستخدام الجيد لها وعدم الاعتداء عليها والحفاظ على سلامتها وفرض غرامات على الاستخدام الجائر لها، لقد تغير الطقس في مصر وأصبحنا في حاجة لبنية أساسية جديدة وشبكات لتصريف مياه الأمطار التي تصل لحد السيول والأهم عمل الدراسات لكيفية استغلال هذه المياه التي نحتاج اليها بشدة فهي ثروة قومية أرسلها الله لنا في وقت نعيش فيه أزمة مع النيل وسد النهضة الذي يهدد حياة المصريين.
محتاجين العلماء يتكلموا هل ما حدث بسبب التغيرات المناخية التي تم مناقشتها في قمة طوكيو ونيويوك وباريس وغيرها من القمم التي عقدتها الأمم المتحدة؟ وإيه الحل للحفاظ على سلامة الدلتا؟.
https://www.youtube.com/watch?v=pJ11n6_dOUc