اتفاق السودان أصعب من اتفاق الجلاء.. كواليس حصرية عن ثورة يوليو

كشف الدكتور صفوت الديب، مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية الأسبق، تفاصيل غير مسبوقة حول خطة بريطانية سرّية عُرفت باسم روديو، كانت تهدف للتدخل العسكري في مصر عقب اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، عبر تحرك القوات البريطانية من قاعدتها صوب القاهرة والإسكندرية والدلتا لقمع أي تحرك ضد النظام الملكي، إلا أن هذه الخطة أُجهضت بسبب مفاجأة البريطانيين بالتأييد الشعبي الجارف للثورة.
وأضاف صفوت الديب خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الخطة روديو كانت جاهزة للتنفيذ فور اندلاع أي اضطرابات، لكن صُدم البريطانيون عندما فوجئوا بأن جموع الشعب خرجت تؤيد الضباط الأحرار، ما دفعهم لإرسال مذكرة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل، الذي كان يقضي عطلته في منزله الريفي.
وتابع قائلا: ما حدث فاجأنا تمامًا، وأن الضباط الذين قادوا التحرك شباب متهورون ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم، إلى جانب تأييد شعبي كاسح ووجود ألغام على الطرق المؤدية للقاهرة لتعطيل أي تحرك بريطاني.
وفي ملف آخر، أكد الدكتور صفوت الديب أن الاتفاق الخاص بالسودان كان أصعب من اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر، موضحًا أن الحاكم الفعلي للسودان آنذاك لم يكن الملك فاروق الذي لُقّب بـملك مصر والسودان، بل كان الحاكم العام البريطاني، بينما كانت الحامية العسكرية المصرية تخضع لقيادة بريطانية بالكامل.
وقال إن ثورة يوليو ورثت واقعًا معقدًا، حيث لم تكن مصر تملك القوة العسكرية لطرد البريطانيين من السودان، إلا أن القيادة السياسية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر أوفدت صلاح سالم في مهمة تاريخية إلى السودان، شملت بناء تحالف سياسي داخلي بين الأحزاب السودانية الداعية للاستقلال، ومن بينها حزب الأمة الذي كان مناهضًا للوحدة.