الأمم المتحدة تحذر من ثلاثية الدمار.. شبح الجوع يطوق فقراء العالم
هناك ما يقرب من 280 مليون شخص حول العالم محاصرون بشبح الجوع وأزمة الغذاء، وزيادة الأسعار عاليما، وسط مخاوف من حدوث مجاعة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة، للمرة الثانية خلال شهر، من أن العملية العسكرية الروسية قد تتسبب بأزمة غذاء 'ستكون مأساوية للجميع'، كما حذر الأمين العام الأمم المتحدة من تداعيات ثلاثية وصفها بـ' التدميرية' وهي الغذاء والطاقة والتمويل.
ونقلت سكاي نيوز عربية عن خبراء قولهم إن الحرب خنقت سلاسل الإمداد، مما أدى إلى إرتفاع أسعار النقل واللجوء لمسافات أطول ومحطات ترانزيت لنقل السلع، مما زاد أسعار السلع الغذائية بشكل غير مسبوق في عدة دول غربية وشرق أوسطية.
ثلاثية الدمار
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، يوم الخميس، إن الدول الفقيرة ستواجه ثلاثية مدمرة من مغبة التبعات الاقتصادية الناجمة عن الحرب.وأشار جوتيريس، إلى أن هناك ما وصفه بـ' ثلاثية دمار' تتمثل في أزمات الغذاء والطاقة والتمويل، ستضرب فقراء العالم.
واردف خلال إصداره تقريرا أعده فريق أزمة شكله بعد فترة وجيزة من بدء العمليات الروسية، أن 'الحرب تحفز بقوة أزمة ثلاثية الأبعاد في الغذاء والطاقة والتمويل، بما يوجه ضربات لبعض أكثر شعوب العالم ودولها واقتصاداتها هشاشة'.
وتابع قائلا: 'نواجه الآن العاصفة الكاملة التي تهدد بتدمير اقتصادات الكثير من الدول النامية'.
وأضاف أن 'ما يصل إلى 1.7 مليار نسمة، ثلثهم يعيشون بالفعل في فقر، أصبحوا معرضين بشكل كبير لتعطل وصول الغذاء والطاقة والتمويل، مما يرفع نسب هذا الفقر والجوع'.
خطر نقص القمح
وأكد أن 36 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في الحصول على أكثر من نصف ما تستورده من القمح وبعضها من بين الأفقر والأكثر احتياجا في العالم.مبادرة أوروبية
وأطلق الاتحاد الأوروبي برنامج يدعى 'فارم' في مارس الماضي، على إثر الأزمة، للحفاظ على الإمدادات الغذائية في العالم متاحة بأسعار معقولة.وأعرب مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، عن قلقه إزاء تراكم أزمات المناخ والصحة علاوة على أزمة أوكرانيا، قائلا إن ' 280 مليون شخص حول العالم باتوا على شفير مجاعة'.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه 'سيتعين على زعماء العالم، في الأشهر الثمانية المقبلة، أداء دور لدعم الفئات الضعيفة من السكان والتحذير من أي مجاعة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي'.
مؤشر أسعار السلع الغذائية
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن مؤشر أسعار السلع الغذائية لدى المنظمة ارتفع بنسبة 12.6 في المئة بين فبراير ومارس ' في قفزة عملاقة إلى أعلى مستوى جديد منذ بدء العمل به في 1990'، بسبب الحرب على أوكرانيا.الفقر يدهس ربع مليار شخص
وفي سياق متصل، حذرت منظمة 'أوكسفام' البريطانية من أن ارتفاع أسعار الغذاء سيؤدي إلى دخول 263 مليون شخص إضافي في براثن الفقر المدقع هذا العام، وهو رقم يعادل عدد سكان المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعين.وأضافت 'أوكسفام'، في تقرير، أن عددا كبيرا من الحكومات على وشك التخلف عن سداد ديونها وسوف تضطر إلى خفض الإنفاق العام لدفع الدائنين واستيراد الغذاء والوقود.
وتمثل تكاليف الغذاء 17 في المئة من إنفاق المستهلكين في البلدان الغنية، وتصل إلى 40 في المائة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقا لتقارير إعلامية.
وقالت كاتي تشاكرابورتي، المسؤولة بالمنظمة، يتعين إلغاء ديون الدول منخفضة الدخل لتتمكن من الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي، مع فرض ضرائب تصاعدية على الفئات الأكثر ثراء لتوفير الأموال لحماية الفئات الأكثر ضعفا.
وبحسب التقرير، يؤدي إلغاء الديون إلى توفير أكثر من 30 مليار دولار في عام 2022 وحده يمكن أن تستفيد منها 33 دولة، تعاني بالفعل أو معرضة لخطر الديون.
وأكد الخبير في الشأن الروسي، أشرف الصباغ، أن 'الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت على توريد وأسعار القمح؛ لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم'.
وأضاف في تصريحات لموقع 'سكاي نيوز عربية'، أن التصعيد العسكري أدى إلى إغلاق الموانئ الرئيسية في أوكرانيا، وتأثر قطاع النقل واللوجستيات، كما تعثرت التجارة مع موسكو أيضًا بسبب تعقيدات العقوبات وارتفاع تكاليف التأمين والشحن'.
وأردف 'أن الدول الفقيرة في إفريقيا والشرق الأوسط التي تعتمد على أوكرانيا كمصدر رئيس للحبوب وزيت عباد الشمس، لإطعام الملايين من الناس، ستعاني بالفعل بعد إرتفاع أسعار الغذاء ووقف سلاسل الإمدادات وإغلاق الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود بسبب الحرب'.
غذاء العالم على المحك
ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه بحاجة إلى 16 مليار دولار إضافية لإطعام 137 مليون شخص لبقية العام.وكانت الأمم المتحدة حذرت مِن تعرض 50 دولة إفريقية وشرق أوسطية لشبح الجوع، خاصة سكان الريف والفقراء، حيث أثرت على إنتاج ثُلث الغذاء في العالَم.
عمره 101 عاما..عجوز إيطالى نجا من الإنفلونزا الإسبانية فى 1918 يشفى من كورونا
رفاهية وبزخ أردوغان وحاشيته تثير حفيظة الأتراك.. «قصور وملايين وحفلات أسطورية»