«تشميع المحل وبيان رسمي».. قصة عجوز قلبت الطاولة على صاحب مطعم سوري وبّخها

كتب - عمر حسن

تدوينة على موقع «تويتر»، لحساب يحمل اسم «شيرين»، نُشرت بتاريخ 15 أغسطس، مُرفق معها مقطع فيديو، يعتليه بعض الكلمات الشارحة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، وأصبح حديث المواقع الإخبارية داخل مصر وخارجها.. فما هي القصة؟

شراراة حرّكت الوزارة

التدوينة كما نشرتها «شيرين» قالت: «أمي ساكنة فوق مطبخ مطعم عروس دمشق في إسكندرية العصافرة شارع جمال عبد الناصر والسوريين وللأسف معاهم الفسدة المرتشين خلونا مش عارفين نعيش.. حرارة عالية والشقة صهد وريحة وازعاج ليل نهار مفيش مواعيد عمل.. وأخيرا بدأ التطاول علينا والاستقواء بالأموال».

أظهر مقطع الفيديو حالة من الشجار والسجّال بين صاحب المطعم السوري، و«شيرين»، التي ظهر صوتها في الخلفية، ثم أتبعت تلك التدوينة بسلسلة من «التويتات»، تشكو فيها من سلطة ونفوذ صاحب ذلك المحل الذي يستخدم المال للهروب من المخالفات.

وفي ذات اليوم، ظهرت سيدة عجوز، هي والدة «شيرين» في مقطع فيديو، وهي تبكي من ضعف حولها وقوتها في مواجهة صاحب المطعم السوري - على حد قولها - لتبعث برسالة استغاثة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

لم يحتاج الفيديو أكثر من ساعات قليلة حتى وصل إلى مسامع مسئولي وزارة التنمية المحلية، وفي صباح اليوم التالي تم استقبال السيدة المُسنة وابنتها في نقطة شرطة «المندرة»، حيث قابلها مدير الأمن شخصيا - وفق روايتها - لتعود بعد ذلك إلى المنزل وتجد المحل قد أزال كافة المخالفات وقام بتنظيف الشارع.

تشميع وبيان رسمي

وفي صباح اليوم، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتداول صور للمحل بعد تشميعه، حيث قرر اللواء محمد عبد الوهاب، السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسكندرية، اليوم، غلق المطعم السوري الذي اشتكت سيدة سكندرية من المطبخ الخاص به، وتشميعه بالشمع الأحمر، بعد أن تبين وجود عدة مخلفات جسيمة.

 

أعقب ذلك بيان رسمي من وزارة التنمية المحلية، جاء فيه شرح لأسباب تشميع المحل السوري، والمتمثلة في تعطيل حركة المرور، والأفران المشتعلة التي تؤثر على عقار السيدة العجوز التي اتهتم صاحب المحل في مقطع الفيديو بتوبيخها على يد السوريين.

وذكر البيان أن وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعرواي، وجه بتشكيل حملة مكبرة من الأجهزة المعنية للمحافظة ومديرية أمن الإسكندرية وتوجهت الي موقع الشكوي وذلك برئاسة اللواء أحمد بسيوني السكرتير العام للمحافظة.

وقال اللواء محمود شعراوي إن الحملة التي تم تشكيلها رصدت عددا من المخالفات لصاحب المطاعم المشكو في حقه وتسببها في إعاقة الحركة المرورية وسير المواطنين بمنطقة شارع جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى وجود خطر كبير على العقارات المجاورة لسلسلة المحلات بسبب أنابيب الغاز، وتم عرض الموضوع علي النيابة العامة و التي قررت تشكيل لجنة من الأمن الصناعي والشئون القانونية بالمحافظة، وصدر قرار بناءً علي تقرير الأمن الصناعي بتشميع وإغلاق مخزنين و٣ محلات وازالة أسباب الشكوى .

وطالب المتحدث الرسمي لوزارة التنمية المحلية من ابنة السيدة بالاتصال بوالدتها وعودتها لتعيش حياتها بصورة طبيعية في مسكنها خاصة بعد ازالة الشكوي ، والتواصل مع والدتها للاطمئنان عليها عقب عودتها إلى منزلها بالفعل خلال الساعات القادمة .