رأفت الخواجة مشجع زملكاوي من «الزمن الجميل».. رفض التعصب الكروي وانكوى بناره

يمكنك أن تعرفه من وسط الآلاف الحاضرين بمدرجات أي مباراة لنادي الزمالك، مجرد أن تراه يغني ويرقص رقصته الشهيرة وهو يؤازر ناديه الذي عشقه منذ طفولته إلى أن أدركه الموت، رأفت الخواجة، الذي رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء، وترك خلفه ذكريات كبيرة لتشجيعه للبيت الأبيض.

توفي اليوم الأربعاء، كبير مشجعي نادي الزمالك رأفت ياسين الخواجة، بمستشفى العباسية، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا اللعين، ليبث الحزن في قلوب الجميع، كونه أحد أشهر وأقدم مشجعي نادي الزمالك على الإطلاق.

بدأت حكاية الخواجة مع تشجيع الزمالك في الستينيات، عندما كان والده موظفًا بنادي ضباط القوات المسلحة، وكان يرافقه إلى مقر عمله، ليلتقي بيحيى إمام أحد رموز نادي الزمالك، ليلة مباراة الأبيض ضد وست هام الإنجليزي، حيث اصطحبه وقتها إلى المدرجات لحضور المباراة التي انتهت بفوز الزمالك بـ5 أهداف مقابل هدف، ليبدأ الخواجة -كان طفلًا وقتها-، قصته مع عشق الزمالك وتشجيعه من المدرجات.

الخواجة أهمل دراسته ولم يعد مهتمًا بها، حيث أصبح يهرب من المدرسة باستمرار فقط من أجل تشجيع الزمالك من المدرجات، حيث كان يعرف مواعيد مباريات ناديه المفضل من الصحف اليومية ليذهب إلى الاستاد ويهتف للأبيض هتافه الشهير «يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة»، مع رقصته التي عُرف بها في المدرجات، ثم تنتهي المباراة ليتجه إلى المقهى ويبدأ مناقشة وتحليل المباراة مع بقية المشجعين.

وكان الخواجة حريص دائمًا على الذهاب إلى مقر النادي باستمرار لمؤازرة اللاعبين، كحرصه على حضور المباريات، على الرغم من مشقة هذا الأمر -على حد قوله-، عندما قال نصًا «أنا كنت باخدها من مصر القديمة لميت عقبة.. كان مشوار ومصاريف عليا»، وأصبح وقتها مقربًا لمحمود الخواجة لاعب الزمالك الأسبق، وهو ما كان سبب إطلاق الجماهير عليه لقب «الخواجة».

وبحجم عشق محمود الخواجة لنادي الزمالك، إلا أنه كان يبغض تمامًا فكرة التعصب الكروي ولا يميل إليه إطلاقًا، خاصة وأنه ليس مشجعًا من مشجعي عصر الإنترنت، لذلك كان دائمًا ما يتذكر -مباريات زمان- ويضرب بها المثل، فضلًا عن أنه شخصيًا تعرض لهجوم شرس بسبب فكرة التعصب الكروي.

تعرض الخواجة، لهجوم كبير من جماهير الزمالك والإسماعيلي معًا، عندما عُرض عليه مشهد بفيلم «أبو علي» عام 2005، فعلى الرغم من صعوبة إقناعه بالمشاركة في المشهد إلا أنه وافق في النهاية، إلى أن ظهر بمشهد كان فيه مشجعًا للأهلي، ويررد الهتاف في الفيلم «الأهلي غيره مفيش روح أم الدراويش»، وهو ما تسبب في حالة من الغضب الشديد ضده.

الخواجة أكد أنه عانى من فكرة التعصب الكروي، والهجوم الشديد بعد مشهد فيلم أبو علي، إلى أن وصفه أحد المشجعين بـ«القبيض»، حيث قال له نصًا «بعت الزمالك بالفلوس»، فضلًا عن أنه ظل لأكثر من عامين قدميه لا تخطي محافظة الإسماعيلية، قبل أن يعرض عليه المخرج أحمد جلال تحسين موقفه، بالمشاركة في فيلم «كده رضا» لتهدئة الجماهير ضده، وهو ما وافق عليه بالظهور في مشهد من الفيلم بدور مشجع زملكاوي.

ولم ينخرط رأفت الخواجة، وسط روابط الأولتراس التي بدأت في الظهور مع عام 2007، حيث ظل كما هو مشجعًا للأبيض دون أن يكون محسوبًا على أحد، حيث صال وجال بمدرجات مختلف استادات الجمهورية وهو يُغني ويهتف ويرقص حبًا في نادي الزمالك، واحتفل بالتتويج بدرع الدوري الممتاز للمرة الـ13 في تاريخ القلعة البيضاء الموسم الماضي، أمام بوابات النادي وسط الجماهير، إلى أن تعرض منذ أيام قليلة لوعكة صحية نتيجة الإصابة بكورونا توفي على إثرها اليوم.

مران الزمالك.. تدريبات تأهيلية للاعبين وكارتيرون يجتمع بشيكابالا

وفاة رأفت الخواجة كبير مشجعي الزمالك