رعب الكورونا.. وطريق الخلاص !
تابعت أول أمس صلاة الجمعة من الحرم المكي الشريف وشعرت بحزن كبير لخلو ساحة المسجد والكعبة المشرفة من الطائفين فى باحتها والركع السجود، وكانت أول مرة أشاهد ساحة الكعبة بهذا الشكل ودعوت الله أن يخلصنا من هذا الكابوس الذي يحاصرنا من كل اتجاه وتمنيت أن يصدق كلام العلماء بقرب الخلاص منه مع ارتفاع حرارة الجو فكما قالوا أن الفيروس يموت في درجة حرارة 30 مئوية.
ومع السعودية كل الحق في تعليق العمرة وزيارة المسجد النبوى الشريف، وأن تشترط شهادة "PCR" لدخول الوافدين من أى دولة ظهر فيها "كورونا"، وفى إيطاليا ألغيت كل المهرجانات وأقيمت المباريات بدون جماهير وألغت عروض أكثر من 200 مسرحية فى يوم واحد، وكذلك فعلت كوريا الجنوبية أما مدينة يوهان الصينية التى انفجر فيها الوباء فقد تحولت إلى مدينة أشباح وأغلقت المحال والمتاجر والمصانع وبدت الشوارع خالية من المارة وليس ذلك بغريب فقد بلغ عدد الوفيات بهذا الفيروس اللعين3400 منهم أكثر من 3000 فى الصين وحدها ـ حتى كتابة هذه السطورـ وانتشر المرض واستفحل فى إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا وشهدت بريطانيا أول حالة وفاة واكتشفت ألمانيا 400 حالة إصابة. وتكتمل الصورة حين تحمل الأنباء إصابة 21 شخصا على متن سفينة سياحية قبالة سواحل كاليفورنيا بفيروس "كورونا" وارتفاع عدد الوفيات في الولايات المتحدة إلى 15 حالة!
وفى شفافية تامة يعلن بيان مشترك من مصر ومنظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضى عن إصابة 15مصريا بالفيروس اللعين أعلنت عنهم وزيرة الصحة والسكان التي احي شجاعتها وجرأتها وسفرها بنفسها لدراسة الموقف ودعم دولة الصين والتي واجهت الخطر حتي قبل السفر حينما قررت مصر فى وقت مبكر من ظهور المرض سحب المصريين المقيمين في مدينة يوهان الصينية التي بدأ منها انتشار الفيروس ووفرت لهم العزل على أعلى مستويات العناية فى مستشفى فائق التجهيز واستقبلتهم الوزيرة مع فريق طبي علي اعلي مستوى.
الوزيرة الشجاعة أعلنت في البيان المشترك عن اكتشاف الحالات ال 15 على متن باخرة نيلية قادمة من أسوان إلى الأقصر، لمصريين يعملون على الباخرة، وتم تحويلهم إلى المستشفى المخصص للعزل،وقالت إن من بينهم 12 حالة حاملة للفيروس، بدون اى أعراض وأن باقي الحالات المخالطة تم إخضاعها للحجر الصحي لمدة ١٤ يومًا ـ فترة حضانة المرض ـ. لمتابعتهم والاطمئنان عليهم.
الاحتياط واجب ولابد أن نتخد جميعا كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحتنا والا يكون لدينا حالة من الفزع من المرض لدرجة توقف الحياة فقد أكدت وزيرة الصحة بموضوعية وشفافية مجددًا عدم رصد أي حالات مصابة أومشتبه في إصابتها بجميع محافظات الجمهورية سوى ماتم الإعلان عنه!
وأحيى مصر على شفافيتها وعلى جرأة وزيرتها لكن يجب أن تكون هناك حملة من وزارة الصحة تنبه الناس إلي كيفية رفع المناعة حتى يظهر علاج أو لقاح للمرض وحملة للتوعية بضرورة الالتزام بالنظافة العامة .. فلازالت أكوام القمامة فى كل مكان، تهدد حياتنا وصحتنا وتنشر الأمراض والفيروسات .. ولازال الناس يتعاملون معها بتراخي زائد!
فطالما ظهرت حالات مصابة يجب عدم التهاون اطلاقا لأن الميكروب يجتاح العالم، نحتاج لتكثيف حملات التوعية فى الشوارع ودراسة الوضع فى المدارس هل تأخذ إجازة كما فعلت العديد من الدول أم تستمر الدراسة، وقد سمعت أن الاتحاد الأوروبى قد علق كل "الإيفينتات" حتى أول إبريل القادم هل هذا مرتبط بدرجة حرارة الجو ؟ ..المهم اليقظة الشعبية وتضافر الجهود وعدم التهاون فى مسألة النظافة الشخصية ورفع المناعة والسرعة الواجبة فى الترتيبات.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء!