طلاب مصريون بأوكرانيا تحت القصف: نعيش داخل ملاجئ والسفارة تتواصل معنا وطالبتنا بالبقاء في مواقعنا.. والفرار رحلة حياة أو موت

مأساة قاسية يعيشها الطلاب المصريون في أوكرانيا، وسط أصوات البنادق ودانات المدافع وغارات الطائرات التي تجتاح المدن الأوكرانية، وتبث الرعب، حيث لا صوت يعلو فوق الحرب الدائرة بين الجيش الروسي والأوكراني لليوم الثامن على التوالي، وسط مساعي حثيثة من السفارة المصرية لإجلاء أكبر عدد من أبناء الجالية.

وعاد بالفعل عدد من المصريين على متن طائرة قادمة من رومانيا بعد عبورهم الحدود بتنسيق مع سفارة مصر في كييف وبوخارست.

محمد سمير طالب مصري في أوكرانيا، ودع أهله وأصدقائه باحثًا عن العلم في أوروبا، لكنه وجد نفسه وسط جحيم الحرب الذي لا يميز بين مدنيين أو عسكريين فصواريخ الطائرات ورصاصات البنادق تخترق كل الأجساد على حدٍ سواء.

طلاب مصريون بأوكرانيا تحت القصف

بنبرة تحتمل أطنانًا من القلق والخوف روى سمير معاناة نحو 20 طالبًا مصريًا، في مدينة خيرسون جنوب شرقي أوكرانيا التي تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية منذ اندلاع الحرب.

حرب روسيا وأوكرانيا

تنهد الطالب المصري محاولا التماسك بعدما أجهش بالبكاء قبل أن يقول لـ «موقع قناة صدى البلد»، إنه وباقي الطلاب المصريين الذين يبلغ عددهم 20 طالبًا، ما زالوا عالقين في ملجأ تحت الأرض في خيرسون الأوكرانية، منذ اليوم الأول للحرب، ولا يستطيعون التحرك من أماكنهم خوفًا من القصف.

ظروف قاسية

وبيّن «سمير» أن المكان الذي يختبئون فيه من القصف لا يوجد به لا ماء ولا كهرباء، والطعام الذي كان معهم قد نفد، ولا يستطيعون الخروج لأن الحرب مشتعلة بين القوات المتصارعة، بشكل عنيف يجعل محاولة الفرار رحلة حياة أو موت.

وأكد أن الطلاب المصريون العالقون في خيرسون تواصلوا مع السفارة المصرية بأوكرانيا، وأبلغوها بموقعهم، لكنها طلبت منهم الانتظار في أماكنهم، لأن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة، مشيرا إلى أن السفارة على تواصل مستمر معهم على مدار الساعة للاطمئنان على حالتهم وتعطي لهم تعليمات أولا بأول.

الحرب بين روسيا وأوكرانيا

نفاد الأموال والطعام

وكشف أن المنطقة العالقين فيها تعرضت للقصف من الطائرات، وتم تدمير مختلف الكباري والطرق التي من المفترض العبور من خلالها، مضيفًا: «في اليوم الأول للحرب جمعنا كل الفلوس اللي معانا وأجرنا باص لكن لمّا حاولنا نخرج فيه تعرض للقصف ونحن على بعد أمتار منه».

وتابع: «مش معانا فلوس والأكل خلص، والمياه خلاص قربت تخلص، وعايشين في ظلام دامس، واحتسبنا نفسنا في ذمة الله»، مردفًا أنهم أغلقوا هواتفهم ويستعملون هاتف واحد يبدلون عليه البطاريات حتى لا تنفد كلها.

وقال: «أملنا في الله ثم في الرئيس السيسي اللي مش بيسيب أبنائه».

حرب روسيا وأوكرانيا

وفي إطار تضافر جهود مختلف مؤسسات الدولة المصرية للعمل على احتواء تداعيات الأزمة الأوكرانية على المواطنين المصريين في أوكرانيا، فقد أسفرت تلك الجهود عن تسيير رحلة مصر للطيران إلى بوخارست لإعادة المواطنين المصريين المتواجدين في رومانيا بعد عبورهم للحدود الأوكرانية، حيث عادت الطائرة إلى أرض الوطن، وعلى متنها 175 مواطنًا مصريًا.

وكان السفير صلاح الدين عبد الصادق مُساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج قد توجَّه إلى بوخارست؛ حيث تولى، مع السفير مؤيد الضلعي سفير جمهورية مصر العربية في رومانيا، مُتابعة الإجراءات الخاصة بسفر المواطنين المصريين التي تضطلع بها السفارة، وإنهاء كافة الترتيبات الإجرائية والتنظيمية والطبية ذات الصلة، أو تلك الخاصة بالأوراق الثبوتية للمواطنين، فضلًا عن الفحوصات المتعلقة بفيروس كورونا المُستجد.

الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا

يذكر أن سفارة مصر لدى بوخارست كانت قد عملت، بالتنسيق مع السلطات الرومانية الصديقة، على استقبال مواطنينا منذ عبورهم للحدود الأوكرانية، وتيسير استقبالهم والعمل على توفير كافة أوجه الرعاية اللازمة لهم، انتهاءً بتسفيرهم باتجاه أرض الوطن مساء.

الجالية المصرية بأوكرانيا: من الصعب تحديد موعد عودة كل المصريين.. فيديو

التعليم العالي: الطلاب المصريون في الجامعات الأوكرانية بخير.. استكمال دراستهم أونلاين