علامات ليلة القدر وسبب إخفائها.. مفتي الجمهورية الأسبق يوضح

كشف فضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، عن الحكمة من إخفاء ليلة القدر وعلاماتها، مشيرًا إلى أن الله تعالى أخفى هذه الليلة المباركة في شهر رمضان ليجتهد المسلمون في العبادة، خاصة في العشر الأواخر.

وأوضح فضيلته أن إخفاء ليلة القدر يأتي على غرار إخفاء الله تعالى لأمور أخرى، مثل موعد الساعة وأجل الإنسان، وذلك لحث العباد على الاجتهاد في الطاعة وتجنب المعصية.

وأشار الدكتور نصر فريد واصل إلى أن ليلة القدر لها علامات مميزة، ذكرها العلماء، ومنها أن الشمس في صبيحتها تشرق بيضاء بلا شعاع، وأنها ليلة سمحة، لا حارة ولا باردة، كما ورد في الأحاديث النبوية.

كما أخفى الله ليلة القدر في رمضان لِيَجِدَّ الصائم في طلبها، وخاصة في العشر الأواخر منه، فيشمر عن ساعد الجد، ويشد مئزره، ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3 - 5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضا الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان.

وأما علامات ليلة القدر: فقد ذكر الإمام القرطبي في "تفسيره" (20/ 137، ط. دار الكتب المصرية) لسورة القدر قوله: [الثانية: في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ». وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائِه، فوجدته عذبًا سلسًا] اهـ.

وأضاف أن المسلم الذي يحرص على قيام العشر الأواخر من رمضان، خاصة الليالي الفردية، يكون أكثر عرضة لنيل بركة هذه الليلة المباركة، التي وصفها الله بأنها "خير من ألف شهر".