فاتن عبد المعبود تكتب: أصحاب العقيدة
فيلم كيرة والجن الذى حقق نسب مشاهدات عاليه، وحرص الجمهور على ارتياد دور السينما من أجل مشاهده هذا العمل الضخم ،وهو دليلا لتعطش النفوس لعمل قوى جاد يروى احداث تحرك الوجدان ،وبغض النظر عن الانتقادات التى وجهت لهذا الفيلم مثله مثل أيس عمل فني لكن الرأى الأكيد أنه أصبح كالحجر الذى حرك المياه الراكدة .
رسائل الفيلم التى وصلتنى والتى باتت واضحة من الحوار هو مفهوم العقيدة الوطنية، وتداعياتها على الفرد والوطن ،وكيف تنسحب هذه العقيدة الى الإيمان بالفكرة، بالصداقة، بالحلم ،والثبات عليها لتحقيقها واستمرارها .
نحن جميعا نحب اوطاننا وبلادنا ونشعر بالغيرة عليهم نرتبط بهم ونخاف عليهم على المستوى الفكرى ولكننا قد نفشل فى الترجمة العملية لهذا الحب فنسقط مع المحن واللزمات دون وعى .
وواجبنا أن يصبح الواقع العملى لعقيدتنا في مستوى الارتباط الروحى والفكري.
ربما يمر الوطن بأوقات عصيبة تجعلنا نشعر بالغضب او الحزن ،ولكن عقيدتنا الوطنية هى حائط الصد المنيع وبوابة العبور من الأزمة .
الكثير يتساءل عن معنى العقيدة الوطنية وكيف نصل اليها ؟هل من الممكن ان تكتب بعض الأهداف وتقدم لطلاب المدارس والجامعات ؟أو تقدم كأعمال درامية مستخدمين قوتنا الناعمة كل هذا وأكثر جائز ولكن الاهم هو ان العقيدة منظومة متكاملة فان كانت ولابد ان تمر بالذهن والعقل وهو طريق من الطرق التى يجب ان ينقلها لتسكن الشعور والوجدان وتستقر فى القلب وتتحرك مع الانسان فى كل تصرفاته وأخلاقياته بالفعل لا بالكلام فالعقيدة فكرا وقلبا .
إن الشخصيات التى تتحلى بالعقيدة الوطنية هم الأكثر تأثيرا في العقول والوجدان ربما اكثر من المثقفين أنفسهم ان لم يمتلكوا تلك العقيدة .
لن ننتصر على قوى الشر والفاسدين الا بالعقيدة الراسخة المطبقة على الارض بعيدا عن الشعارات الرنانة
علينا أن نتحمل المسئوليه الوطنية فى العمل الجاد مع اتاحة الفرصة لجميع الوطنيين المخلصين ،قفد بات البكاء على اللبن المسكوب دون فائده ،والتنديد والعويل بضياع الاخلاق والمبادئ لن يؤدى الا لزهو الفاسد والطامع بأفعاله ويكثر منها .
الفيلم جسد المعنى الحقيقي للبطولة والانسانيه والكرامة والعزة والفداء لهذا الوطن دون انتظار او تردد (معنى شعب عريق يمتلك عقيده وطنية راسخة ).