فاتن عبد المعبود تكتب: التريند اللائق بكم
في سابقة لم نعتاد عليها وجدتُ هشتاجات وتريندات تملأ مواقع التواصل الاجتماعي وتشتغل بها الصفحات الإلكترونية مثل مصر عظيمة، ومدينة شرم الشيخ أرض السلام، وتعال لمصر هتشوف الجمال الحقيقي، ومصر بتبني وتعمر، وأهل مصر الجدعان، ومصر الواعدة.
ولما لا فنحن ١٠٣ مليون نسمة نستطيع قلب الموازين والفوز بالمعارك وإظهار القدرات الحقيقية لهذا الوطن، نحن نقود ولا نقاد، التاريخ نفسه يتحدث هكذا عن مصر.
فعندما يريد شعبها تتحقق إرادته، فهي مصر التي ذكرت في القرآن، وحاضرها الذي ينبأ بمستقبل واعد طالما حافظ أهلها على ما يتم إنجازه في وقت قياسي، فلا مكان لجاهل أو حاقد أو متآمر بيننا، فالعمل والإنجاز والعقيدة الوطنية هي الثوابت التي لا تقبل جدلا ولا نقاشا.
كانت فكرة أو غفوة عابرة تمنيت لو دامت استيقظت منها على حقيقة مفزعة- تريندات أخرى موجودة تتحدث عن القتل، وقائمة المنقولات الزوجية، والمبروك، وخلافات الأزواج من الفنانين وغيرها، تلك المعارك الواهية التي يصدرونها إلينا ويشعلون بها الحرائق الفكرية الزائفة بينما هم يعملون وينجزون الخير لبلادهم.
من يقرأ ويسمع تعليقات الآخرين من البلدان المختلفة عن التجربة المصرية، وما حققته على الأرض في ظروف عالمية صعبة، وإعجابهم وتقديرهم لما يحدث فيها، مع أمنيات أن تنتقل هذه التجربة إلى بلادهم يدرك حجم ما يحدث من العمل.
ولكن كيف نرى ذلك مع استغلالهم لمشاكل المواطن من ارتفاع الأسعار وأمور حياته اليومية وكأن العالم أجمع يعيش في رغد ورفاهية ونحن لا، والحقيقة أنّ الجميع تأثر بهذه الأزمة العالمية.
لدينا مشاكل نعرفها ونعترف بها جميعا ولدينا مطالب وأحلام بسرعة حلها، والعمل من المسؤولين كافة بشكل سريع، حتى لا يكون المواطن البسيط لقمة سائغة في أيدي المحتكرين، ولكن ليس هذا مبرر للتسفيه من كل إنجاز ولا مبرر لعدم الاكتراث للقضايا الوطنية الحقيقية النافعة التي هي السبيل الوحيد لحل كل المشكلات التي نتعرض لها.
اظهروا للعالم أجمع أنّ الشعب المصريّ رغم كل معاناته إلا أنه قادر على الحفاظ على وطنه، والمكتسبات التي تحققت ولن نضيعها مع التريندات التافهة، اصنعوا بأنفسكم التريند الذي يليق بكم لا الذي يريدونه لكم.
فاتن عبد المعبود تكتب: مصر التي نريدها