فاتن عبد المعبود تكتب: الدولة ليست خصم
وكما اعتدنا على المصارحة والمكاشفة من الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كل لقاءاته ،قد تصل الى حد الصدمة التى يخشى منها اى مسئول حتى يحافظ على منصبه تجده لا يخاف ،من الممكن ان تصف ما يقوله الرئيس بالقسوة ولكنى أراها الحقيقة الموجعة التى نعيش فيها فلكى تستطيع معالجة اى مرض لابد ان تتعرف عليه وعلى أسبابه وتطوراته وطرق علاجه وهذا ما يقوم به الرئيس فهو دارس جيد للتاريخ والواقع.
دائما ما يقول الرئيس ان الحديث لابد وان يكون بفهم ودراية وعن معلومة ،وحينمايتحدث الشخص يكون دارس للمشكلة وملم بأبعادها والا فليصمت . مع اطلاق استراتيجية تنمية الاسرة المصرية تجد كل المسئولين يتحدثون عن ما تم انجازه والرئيس يتحدث عما يريد ان يتم انجازه ،وكيف نصل اليه وما هى المعوقات والحلول حالة من العمل المستمر وصولا للهدف .امتداد لصدق الرئيس دعونا نتحدث بصراحة كم شخص مقبل على الزواج يجرى الكشف الطبى بصدق ؟ كم شخص فكر فى مستوى معيشته وعدد الاطفال الذى أنجبهم ؟ كم موظف حاول زيادة مستواه المهنى ؟ كم مسئول حاول خلق صف ثانى من مرؤوسيه لتولى وقيادة المكان وتطويره من بعده ؟ كم معلم حريص على اداء وظيفته داخل المدرسة ولا انكر عليه إعطاؤه للدروس الخصوصية لكى يستطيع تدبير أموره المعيشية ؟ كم اعلامى قبل ظهوره على الشاشة يضع مصلحة وطنه اولا ؟ وأسئلة كثيرة لا يتسع لها المقال ولكنها كاشفه عن اوضاع لابد من تغييرها اولا، حتى نستطيع حل مشاكلنا نحن بحاجة الى ثقافة مختلفة ثقافة تتميز بالعنصرية المصرية واعلاء قيمتها نحن نستحق الأفضل بحكم التاريخ والحضارة ولكن الواقع يحتاج لاستنهاض ثقافة جديدة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بإنفسهم )
تحدث الرئيس اليوم عن رضا المواطن وعن رغبته فى اعطاءه اكبر دخل شهرى ،وتحدث عن غلاء الأسعار ولكنه أشار الى نقطة مفصليه ،وهى ان الدولة ليست خصم للمواطن وإنما هى فى صفه ومعه وتحاول جاهدة لاصلاح وتحسين شئونه وفى هذه النقطة بالتحديد يأتى دور علم التسويق الحكومى الذى تأخرنا فيه كثيرا فتنمية حالة الرضا لدى المواطن لن تأتى الا بخطة تسويق حكومى بنفس مفهوم خطط التسويق التى يقوم بها القطاع الخاص لنفسه ،ولن يتم هذا الا بالتكاتف والتعاون وليس بمحاولات التفرقة ونشر حالة السخط بين المواطنين اللذين تحملوا الكثير ولديهم تركة ثقيلة من الهموم والمشكلات .
مصر لن تتقدم سوى بالعمل الواعى المبنى على أسس علمية بقدرات ابناءها، إن لم نكن قد حصلنا على تعليم مناسب لسوق العمل فلماذا لا نتعلم ونكتسب معارف تفيدنا وتفيد بلادنا لم يعد ينفع البكاء على اللبن المسكوب فالعالم يتحرك وبسرعة مخيفة ولا ندرى ما سوف يصل اليه من تغيرات فإن لم يكن البناء الداخلي للمجتمع قوى ومتماسك لن نجد من يساعدنا.
فاتن عبد المعبود تكتب.. ضيوف مصر
فاتن عبد المعبود تكتب: جمهورية الحلم والأمل