فاتن عبد المعبود تكتب.. الدوم (تحيا مصر )
وكان ختاما رائعا ردد الجميع فيه تحيا مصر من كل محافظات ،وقرى مصر من بحراوى لسيناوى للصعيدى الجميع لم يعد لديه أغلى من مصر ليتغنى بها
ما هذا الكم من الجمال والشباب والنضارة الذى اثبته هذا البرنامج ،وأتساءل هل الى هذا الحد كنّا ظمأنين لهذه المشاعر والثقة فى النفس واثبات اننا قادرون ونستطيع و إنما تنقصنا الفرصة لإظهار عظمة المصرى .
وكما كتبت من قبل لم يعد (مسرح الدوم )بوابه النجوم فحسب، وإنما هو بوابة تم فتحها لتسلل الأمل ،وبصيص الضوء الى كساد القوة الناعمة الذى اصابنا فى السنوات الاخيرة فأحدث حراك فى قلوبنا، وأصبح الحجر الذى حرك المياه الراكدة ،وتخطى ذلك ليبرهن ان مصر لاتنضب فيها الحياة والجمال والمشاعر ،لقد اصلح الدوم ما أفسدته السنوات العجاف فينا ،وليته يستمر فى اكتشاف كنوز الوطن الحقيقية تلك النجوم التى تخرج من أرحام المحافظات والقرى لتعبر عن إنسانية حقيقية ، ووجوه مثلنا ،ودعونا لا نجلد أنفسنا بالسلبيات التى يراها البعض لقدرتنا على تصحيحها شجعوا تلك التجربة الواعدة فنحن لسنا بإقل من مثيلاتها ولدى يقين ان كل نسخة من برنامج الدوم ستكون افضل مما قبلها .
أعادنا حسين فهمى فى نهائي الدوم لسماع الملاحظات التى لا تخرج الا من خبرات اساتذة التمثيل التى افتقدناها كثيرا ،وجعلت الشهرة عمياء لدى بعض الفنانين ،وأفقدتهم قدرتهم على التفرقة بين صنايعة المهنة واسطواتها ،وبين الهواة اصحاب البالونات الفارغة التى لا تترك اثرا بينما الأساتذة جذورهم فى الارض ،ليتنا نستطيع الاستفادة من صنايعة كل مهنة لنتعلم ونفهم ونُعلى ونكبر على ما اعطوه لنا من خبرات حقيقية .
واحدة من اهم أسباب تقدم الامم ،وازدهارها هى الفنون بكافة اشكالها ،فهى قوة غاشمة ناعمة تجتاح القلوب ،والعقول وتشكل الوعى والوجدان ،فتبنى الامم على أسس متينة وقوية وتعزز من ثقافتها ،وهويتها فيصعب اختراقها او التأثير عليها ،ولهذا اعتبر برنامج الدوم خطوة بداية على طريق هام ،وتبقي مصر قوية بابنائها .