قصة سرقة الجن الأموال من المنازل تثير الجدل.. والإفتاء: سورة البقرة تطرد الشيطان

أثارت تصريحات الدكتور محمد أبوبكر جاد الرب، أحد علماء الأزهر الشريف، وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف، حول الادعاء بإمكانية الجن سرقة الأموال والذهب من المنزل، جدلا واسعا خلال الأيام القليلة الماضية، وتنوعت آراء العلماء بين الاستنكار والسخرية وعدم الجزم بالأمر.

العالم الأزهري محمد أبوبكر جاد الرب قال إن سرقة الجن الأموال والذهب من المنزل مشكلة موجودة في كثير من المنازل، مستشهداً بقول الله تعالى في سورة الجن الآية 11: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا).

وألمح «أبوبكر» عبر مقطع فيديو على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن الجن يقوم بذلك الأمر من أجل نفسه، أو طاعةً لأمر الساحر الذي سخره للقيام بذلك، مردفا: الجن والشياطين لا يستطيعون السرقة من الأشياء المغلق عليها أو المغطاة أو المربوطة، بالإضافة إلى ما ذكر اسم الله عليه.

وأكد العالم الأزهري أن سرقة الأموال وقعت في منزله بالفعل، وفسَّر ذلك بأن عالم الجن كعالم البشر؛ منهم الجيدون ومنهم السيئون؛ لذلك إذا اختفت الأموال من منزلك أو الذهب وتأكدت أن أهل بيتك لم يقوموا بالأمر، وتساءلت ما إذا كان الجن سرقها فهذا صحيح؛ لأنه يسرق من الأموال والذهب والأطعمة.

وتحدث «أبوبكر» بأنه عند ترك الحاجة نقول هذا الدعاء: بسم الله أتركك في أمان الله وضمانه حتى أحتاج إليكِ، وبهذا لن يراها لأن الذكر يخفيها عن أعينهم، مشيرا إلى أن ثبوت السرقة في حق الجن أمر حقيقي وثابت على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحدث مع سيدنا أبي هريرة، وسيدنا أُبَي ابن كعب.

ووصف العالم الأزهري طريقة تحصين المقتنيات من الشياطين والجن قائلا: أحضِر بعض الماء والملح بعد أذان العصر، وقرِّب الإناء من فمك وقل: (بسم الله أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام، وبسلطان الله المنبع نحتجب، وبأسمائه الحسنى عائذون من الأبالسة ومن شر شياطين الإنس والجن ومن شر معلن أو مسر، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده، ومن شر كل دابةٍ أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، أعوذ بك بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وَفَى ومحمد، عليهم الصلاة والسلام، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يتقي).

وأردف: ثم قراءة الآيات العشر الأولى من سورة الصافات، ثم رش هذه المياه مع دخول الليل في جميع أركان المنزل ما عدا الحمام، مع مراعاة عدم المشي على هذه المياه.

مبروك عطية الجن لا يسرق

تصريحات العالم الأزهري قوبلت بالعديد من الآراء من علماء دين آخرين أبرزهم الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي أكد أن الجن لا يسرق، وفقًا للقرآن والسنة.

واستند «عطية»، خلال فيديو له على قناته بموقع «يوتيوب»، بأن «الرسول قال إن (الجن لا يفتح مغلقًا)، ونبهنا النبي لغلق الأبواب وحفظ الأموال».

https://www.youtube.com/watch?v=GDnc9IUxDgc&feature=emb_title

وأوضح أن «العلماء أكدوا أن الجن لا يملك إلا الوسوسة، وأنه لا يمكن لأي أن يسرق أو يعاشر امرأة أو يتزوج من جنسنا، سيبونا بقى من الخرافات».

واستشهد عطية بسورة الناس من القرآن الكريم، قائلًا: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، من شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».

وأردف: «لو أي حد اتسرق منه أي شيء يبقى وراءها إنسان مش جن، واللهم قد بلغت فاللهم اشهد».

وأوضح أن «عالم الجن كعالم البشر منهم الصالحون ومنهم الطالحون السيئون، لذلك إذا اختفت الأموال من منزلك أو الذهب وتأكدت أن أهل بيتك لم يقوموا بالأمر، وتساءلت ما إذا كان الجن سرقهم فهذا صحيح!، لأنه يسرق من الأموال والذهب والأطعمة».

واستطرد أن الجن يقوم بذلك الأمر من أجل نفسه، أو طاعةً لأمر الساحر الذي سخره للقيام بذلك، مضيفًا: «في حالة قيامه بذلك الأمر لنفسه، يقوم بذلك من أجل الأذى، إذ قال الإمام ابن تيمية: إن للجن والشياطين لذة في الشر والفتن، يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة».

وألمح إلى أن الجن يمكنه أن يسرق أشياءَك ويضعها عند غيرك، ويأتي لك في هيئة خاطر أو رؤيا منامية ليخبرك أن أشياءَك الضائعة عند هذا الشخص في هذا المكان.

دي ليلة سودا.. خالد الجندي يستنكر

الدكتور الشيخ الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كان له تعقيبا على واقعة ادعاء العالم الأزهري قدرة الجن  على سرقة الأشياء، إذ قال في استنكار «دي ليلة سودا».

واستنكر خالد الجندي، تعقيب داعية على سؤال شخص حول أنه تم سرقة حزنته وأن شيخ أفتى له بأن هناك جن مسلط عليه، بقوله إن الشيطان له القدرة على سرقة الأشياء من الناس، معقبًا: «دي ليلة سودة».

وقال «الجندي»، خلال تصريحات تلفزيونية، إن هذا الحديث يعني أن الله في نظر من قام بالإفتاء غير قادر على منع الجن من سرقة الإنسان حتى يحافظ على حضارة الأنس من حضارة الجن، معقبًا: «اشمعنا إحنا منسرقش الجن، اشمعنا إحنا اللي نتركب دايما، ليه مكتوب علينا نبقى ملطشة».

وأردق عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قصة أبوهريرة –رضي الله عنه- التي استدل بها الداعية صحيحة وموجودة في الصحيحين، حيث كان حارس لبيت المال، ووجد شخص يسرق بيت المال، فبكى السارق وقال له أنه لديه أبناء فتركه، وفي اليوم الثاني تكرر نفس الأمر، وفي اليوم الثالث قرر أن يتوجه به لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وقال هذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قال: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخلي سبيله، فقال النبي: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان.

وأضاف، أن الشياطين ليسوا من الجن فقط، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: «شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ»، معقبًا: «عايزين تفهمونا أن أبي هريرة عنده قدرة أنه يمسك الجن، وعنده صلاحية العفو عن حرامي، لا يصح أن نسوق الحديث للترويج للناس أن الحرامي عفريت، إيه العفريت اللي جعان وعايز تمر ده؟!»، موضحًا أن حالة المس تصيب جميع الناس يوميًا وتتمثل في النسيان والعصبية والزهق والملل والخوف غير المبرر، معقبًا: «المس تغير نفسي مش هيحولك لقرد ولا غزالة، ولا حالة جرب»، معتبرًا أن تسويق رواية أبوهريرة على أن هناك حرامية من الجن، يفتح الباب أمام كل حرامي.

الإفتاء المصرية حسمت الجدل حول قدرة الجن على السرقة في وقت سابق من خلال فيديو لها على صفحتها الرسمية موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ردا على سؤال: هل الجن يسرق؟

وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أثناء فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، مضمون إن هذا السؤال لا يعرف إجابته، مشيرًا إلى أنه يسمع أن البعض يدخرون أموالهم أو يضعون أشياءً ذات قيمة في مكان ثم لا يجدونها في مكانها.

سورة البقرة تقي من السحر

أكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن القراءة والاستماع إلى سورة البقرة يقي الإنسان من السحر ويطرد الشياطين من المنزل.

واستشهد «عبد السميع»، بما روي عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَأوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اقْرَأوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» رواه مسلم في صحيحه (صلاة المسافرين / 1337). والبطلة: هم السحرة.

وقال إن سورة البقرة تطرد الشياطين من البيوت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» رواه مسلم.

إبطال السحر

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن آيات إبطال السحر مذكورة فى القرآن الكريم، ناصحًا من أصيب بذلك بأن يجتهد في العبادة وبالإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي وأن يداوم على أذكار الصباح والمساء وأداء الصلوات.

وأردف«عبد السميع»، فى إجابته عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء: «هل يجوز الاستعانة بأحد الصالحين لإبطال السحر؟»، أن الأولى والأفضل أن يستعين الإنسان المسحور بالله تعالى وأن يقرأ المعوذتين -الفلق والناس- وآية الكرسى والفاتحة، فهذه الآيات فكت سحر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهي شفاء لمن أراد أن يستشفي بها.

الإصابة بالسحر

وأكد أمين لجنة لفتوى، أن الإنسان المصاب بالسحر يشعر بالتثاقل بالجسد وهذا يزول بالهمة والصلاة والعبادة، منوهًا بأن تأثير السحر يكون طفيفًا ولا يحدث ما يتخيله بعض الناس من وقف الحال وضياع المال وهلاك الأموال، ناصحًا بأن قراءة المصاب الرقية الشرعية أولى من الذهاب لمن يفك السحر والدخول فى مهاترات وما شابه.

   المنطقة الجنوبية العسكرية تنظم حفل زفاف جماعي لعدد من الأسر الأكثر إحتياجاً بالمحافظات التابعة لها